السياسة

كريم أشنكلي : “الدورة الإستثنائية لبرمجة التزامات الجهة برسم سنتي 2023/2024 بما مجموعه 2,805 مليار درهم”

يتابع الموقع “أكادير اليوم” أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس جهة سوس ماسة اليوم الخميس 16 نونبر 2023، وهذه كلمة رئيس المجلس كريم أشنكلي التي افتتح بها الدورة:

“نَلْتَئِمُ اليوم، في إطار دورة استثنائية عملا بمقتضيات القانون التنظيمي 111.14 المتعلق بالجهات وخاصة المادة 39 منه، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر الجزيل للجميع على تلبية دعوة حضور أشغال هذه الدورة.

وَأَغْتَنِمُهَا فُرْصَةً، لِأُهَنِّئَ بِاسْمِي الخاص وباسم جميع السيدات والسادة أعضاء المجلس، السيد الوالي على الثِّقَةِ المولوية السامية التي حَظِيَ بها إِثْرَ تعيينه واليا على جهة سوس ماسة وعاملا على عمالة اكادير اداوتنان، مُتَمَنِياً له التوفيق والسداد في مهامه وَمُؤَكِدًا له في ذات الوقت عزمنا العمل جنبا إلى جنب لخدمة رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في هذا الربوع من المملكة.

ولا شك أن الجميع على يقين تام بأن نجاح مسلسل البناء التنموي رهين بالقدرة على الاستمرارية في تنزيله وتكييفه مع المتغيرات تبعا للسياقات وما تفرضه الضرورة من تصويبات لتجويد وتحقيق الأهداف المسطرة، وفي هذا الخضم فإن الرؤية الاستراتيجية التنموية التي تم اعتمادها في البرنامج التنموي الجهوي لم تخرج عن هذا السياق العام.

ومواصلة لهذا النهج، فإن هذه الدورة تعكس مدى التزامنا بهذا التوجه، من خلال أهمية حمولة جدول أعمالها والتي يمكن ملامستها فيما يلي:

أولا: بلغت الكلفة الاستثمارية للمشاريع المعنية بالتداول:  13,26 مليار درهم، وستساهم فيها الجهة بمبلغ: 4,68  مليار درهم، وخلال هذه الدورة سيتم برمجة التزامات الجهة برسم سنتي 2023/2024 بما مجموعه 2,805 مليار درهم بما فيها 2,09 مليار درهم كقروض.

ثانيا: التَأْسِيسْ لِعَقْدِ برنامج مع الدولة من خلال اتفاقيتين مهمتين تَهُمَانِ تأهيل البنية التحتية الطرقية والارتقاء بالعرض التربوي والرياضي بغلاف مالي يفوق 6،5 مليار درهم على مدى أربع سنوات.

ثالثا: مواصلة تأمين تمويل البرنامج الملكي المتعلق بالتنمية الحضرية لأكادير2020-2024.

رابعا: الشُرُوعُ في تَنْزِيلِ مضامين مشروع برنامج التنمية الجهوي الذي تم اعتماده خلال دورة يوليوز.

إِنَّنَا نَأمَلُ أَنْ تعطي هذه الدورة من خلال المقررات التي سَتَتَمَخَضُ عَنْهَا زَخَمًا للدينامية التي أَطْلَقَتْهَا الجهة منذ انتدابنا بحيث سنتمكن من إبرام اتفاقيات وتعاقدات لتنزيل نسبة مهمة من المشاريع المشكلة للركائز السبعة لمشروع البرنامج المذكور.

وهكذا، فعلى مستوى ركيزة البنية التحتية ذات التوجه الاقتصادي، فإننا عَازِمُونَ على أَجْرَأَةِ المشاريع ذات الصلة بتأهيل ميناء أكادير وإحداث ميناء جاف لِمَا لِهَذِهِ التجهيزات من أهمية في إنعاش التصدير وتحسين تنافسية مجالاتنا الترابية، كما أَنَنَا مَاضُونَ في اتخاد إجراءات عملية لإنعاش السقي الذكي لِمَا لَهُ من انعكاس إيجابي على القطاع الفلاحي الذي يعتبر من ركائز اقتصاد الجهة، كما سيتم تدعيم هذه الخطوة بإحداث شركة تنموية جهوية تُعْنَى بالبحث العلمي لفائدة هذا القطاع.

أما بخصوص الركيزة الثانية المتعلقة بالنسيج الاقتصادي والمقاولة وتشجيع التشغيل، فقد اْرْتَأَيْنَا ومن باب الحكامة وضع إطار شفاف لتقديم دعم الجهة لكل المبادرات الرامية الى إنعاش الاستثمار والتشغيل بالجهة، كما أنه سيتم مواصلة تقديم الدعم لكل الفاعلين العاملين في النسيج السياحي، إضافة الى استمرار دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والصناعة التقليدية للرقي به الى مستوى يُمَكِّنُ من جعله قاطرة حقيقية للتنمية وخاصة وانه يَخْتَزِلُ طاقات وامكانيات لم تستثمر بعد.

نَفْسُ الْعِنَايَةْ حَظِيَتْ بها الركيزة الثالثة من ركائز مشروع برنامج التنمية الجهوية والتي تتمثل في التهيئة المجالية بحيث يتضمن جدول أعمال هذه الدورة مشاريع بِأَهَمِيَةِ بِمَكَانْ وخاصة، اتفاقية شراكة لتنفيذ المشاريع الطرقية لتأهيل البنية التحتية، إِذْ سَيُمِكِّنُ هذا المشروع من مواصلة فك العزلة عن مجموعة من المناطق بالجهة وتحسين بعض المحاور الطرقية المهيكلة، كما أن تأهيل المراكز الحضرية حَظِيَ بنفس الأهمية اِعْتِبَارًا لما لذلك من تحسين للإطار المعيشي للساكنة وتحسين جاذبيتها.

وفيما يتعلق بركيزة التنمية البيئية، فَإِنَّ الجهة مَاضِيَةٌ في المسار الذي قطعته على نفسها من خلال تضمين جدول أعمال هذه الدورة للعديد من المشاريع التي لها صِلَةٌ بمحاربة الحرائق والحماية من الفيضانات والتطهير السائل.

كما اسْتَأثَرَ الجانب الاجتماعي باهتمام كبير في إطار الركيزة الخامسة المتعلقة بالتنمية الاجتماعية من خلال اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من أجل الارتقاء بالعرض التربوي والرياضي بجهة سوس ماسة التي سبق ذكرها، إضافة الى   تهيئة وتجهيز المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني الذي يعتبر مشروعا نوعيا في الميدان الصحي، كما هو الشأن بمشاريع اتفاقيات تتعلق بإنعاش الرياضة.

أما بخصوص الثقافة والتراث والهوية الأمازيغية التي تعتبر الركيزة السادسة من ركائز برنامج التنمية الجهوية فقد عرفت بدورها نفس الاهتمام والعناية من خلال ما يتضمنه جدول أعمال هذه الدورة من اتفاقيات مهمة من شأنها أَنْ تنعكس إيجابا على هذا المحور الهام والتي لها علاقة بإنعاش الساحة الثقافية والفنية من خلال دعم تنظيم هذه التظاهرات بالجهة، وعلى رأسها دعم إحتفالية رأس السنة الأمازيغية إيض يناير، الذي يكتسي رمزية كبيرة بَعْدَ إِقْرَارِهِ من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عُطْلَةً وَطَنِيَةً رَسْمِيَّةْ.

وتأسيسا على ما سبق فَإِنَّهُ مِنْ حَقِّنَا الْإِقْرَارُ بِأَنَّنَا على السِّكَةِ الصحيحة لِلْاِضْطِلَاعِ بِمَسْؤُولِيَّتِنَا وِفْقَ التوجهات العامة للدولة وكذا الخط التنموي الذي رَسَمْنَاهُ لِأَنْفُسِنَا كما أَنَّنَا عَازِمُونَ على الانخراط في كل المبادرات الْمُنْسَجِمَةِ مع هذا التوجه وخاصة مع مضامين الخطاب الملكي السامي الأخير بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء الْمُظَفَّرَةْ والذي أكد فيه جلالته على الأهمية الاستراتيجية لِلْفَضَاءِ الْأَطْلَسِي في مستقبل البلاد والتي تُعْتَبَرُ جهتنا جُزْءً مِنْهُ.

إِنَّهُ رِهَانٌ كبير يَسْتَوْجِبُ مِنَّا جميعا التعبئة الشاملة كُلٌّ من موقعه لِكَسْبِ هذا التحدي، وَلِي الْيَقِينُ التام بِأَنَ كل مكونات المجلس لديها من الْكَفَاءَاتِ وَالْقُدْرَةِ وَالْإِرَادَةِ مَا يُمَكِنُهَا من تحقيق هذه التَّطَلُّعَاتِ المشروعة.

وبهذه المناسبة، أشكر السيدات والسادة الأعضاء (مكتبا، لجانا وفرقا) على مساهمتهم الدائمة في إنجاح أعمالنا وتفاعلهم الإيجابي مع كل الخطوات التي نتخذها، كما أجدد الترحاب بالسيد الوالي الذي نتمنى له مرة أخرى كل التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة، ولا تفوتني الفرصة كذلك لأتقدم بالشكر الجزيل للسيد الوالي السابق على المجهودات التي بذلها طيلة فترة تَوَلِّيهِ المسؤولية والتي لَمْ يَتَوَانَى خِلَالَهَا في مواكبة أَعْمَالِنَا ودعم كل المبادرات الرامية إلى ممارسة اختصاصاتنا.

والشكر موصول أيضا للسادة العمال على مواكبتهم لجميع مبادرات المجلس وللسيدات والسادة رؤساء المصالح الخارجية ونساء ورجال الإعلام على تفاعلهم الإيجابي، وأطر إدارة الجهة والوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع وكذا شركتي التنمية الجهوية للسياحة على المجهودات التي يبذلونها لِلْاِضْطِلَاعِ بِأَدْوَارِهِمْ.

وفي الختام أسال الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لما فيه خير هذه البلاد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى