العالم اليوم

قمة الاتحاد الافريقي : لفهم ما جرى!

  • د. عمر الشرقاوي //

من حق الجزائر أن تفرح بانتخاب ممثلتها في منصب إداري ومالي بالاتحاد الافريقي، ومن واجبنا نحن أن نساعد الجزائر على ادخال الفرح الى قلب ديبلوماسيتها بعد سلسلة من الهزائم الديبلوماسية المتتالية أنستها لوقت طويل معنى وحجم وطعم الانتصار.

وإذا كان من حق الجزائر أن تفرح ونفرح معها بانتصار اداري، فلا يحق لنا أن نساهم في ادخال جارتنا في مرض انكار الواقع وأن تجعل من انتخاب منصب افريقي كأنه قرار إفريقي ضد وحدتنا الترابية أو أنه اعتراف افريقي جماعي بانفصال الصحراء عن مغربها أو كأنه يعادل في القوة الاعتراف الامريكي والفرنسي والاسباني والألماني بوحدتنا الترابية.

لذلك لابد من وضع الفرح في سياقه وحجمه الانتخابي كي لا يتحول إلى مرض انكار الواقع، ولكي لا تحوله البروباغندا الانفصالية إلى انتصار وهمي على المستوى الاستراتيجي.

لذلك قلت في البداية من حق الجزائر الشعور بالفرح والتعبير عن ذلك بالزعاريد والرقص داخل الجلسة العامة ومن واجب المغرب مساعدتها على فرحٍ طال انتظاره، نقول ذلك للاسباب التالية:

– الجزائر منذ التحاق المغرب بالاتحاد الافريقي في 2017 لم تفرح بأي انتصار انتخابي في مواجهته، بل خسرت معارك ضدنا في لجنة الأمن والسلم التي حصلنا عليها لمدة خمس سنوات من اصل سبع سنوات من عدوتنا لأحضان الاتحاد الافريقي.

– الجزائر لم تعد تصول وتجول في هياكل مؤسسات الاتحاد الافريقي كما كانت قبل 2017، فكل انجازاتها حققتها بمعاناة كبيرة، بسبب توغل النفوذ المغربي لهياكل الاتحاد.

– أن الجزائر من حقها الفرح لأنها استفادت من قرار افريقي سابق يقضي بمنع ست دول تربطها حدود اقليمية مع الجزائر، كان بالامكان مشاركتها تغيير التفضيلات الانتخابية لإفريقيا لا ننسى أننا نتحدث عن منع 12% من الكتلة الناخبة.

– ان الجزائر استغلت خطاب تخويف افريقيا من هيمنة المغرب على المؤسسات الافريقية، فالمغرب ساهم بشكل حاسم في حصول ممثل جيبوتي على منصب رئيس المفوضية الاتحاد الافريقي فيما رشحت الجزائر ممثل كينيا الذي انهزم في الصراع.

والمغرب يستحوذ على ثالث منصب بالاتحاد وهو منصب المدير العام لمفوضية الاتحاد الافريقي ويتوفر على 30 موظف مسؤول بالاتحاد. أكثر من ذلك تحول المغرب إلى وجهة لمقر عدد من اللجان الافريقية.

– الجزائر استغلت بتنسيق مع جنوب افريقيا اصوات افريقيا الانجلسوكسونية التي منحت صوتها بداية لمرشحة مصر قبل أن تخرج هذه الأخيرة من السباق الانتخابي.

– من الجزائر أن تفرح لأنها احتاجت ست جولات صعبة من أجل الفوز في مواجهة ممثلة دولة التحقت فقط منذ 7 سنوات بالحضن الافريقي.

وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة في عملية انتخابية لها سياقها وحساباتها ووزنها لمنصب بدون رهانات استراتيجية تحاول بروباغندا الجزائر تحوير النقاش عن أهم موضوع كان دائما يرافق اجتماعات قادة دول الاتحاد الافريقي ويتعلق الأمر بالمواقف الداعمة لأطروحة الانفصال والمعادية للمغرب.

وهنا بالضبط يكمن سر فرحة الجزائر التي لم تستطع تمرير أي قرار ديبلوماسي ضد المغرب في البيان الختامي الافريقي لكنها وجدت في انتخاب نائب رئيس مفوضية القشة التي أنقذت بها سلسلة هزائمها المتتالية.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى