الرأي

قطة الإمام الجزائري والقبّعة العسكريّة

أن مشهد الإمام والقطّة سيكون بليغاً من حيث حمولته الدينية  لتلك الأجناس التي لا تتقاسم معنا شريعة الإسلام ومنهاجه الأخلاقي خاصّة ونحن في هذا الشهر الفاضل وبعمقه الروحي…

فالرسالة في  هذا المشهد  التراويحي  وبهذه التلاوة القرآنية  بصوت جميل يسري في الأرواح، وكأن المراد هو إسماع وإيصال صوت القرآن لكثير من البشر في مختلف القارات من المسلمين وغيرهم  كما العبرة بالقيم وعن منظومة أخلاق الإسلام بقيمة الرفق وهو خلق عظيم، والرفق بالحيوان والرأفة والحنو واللطف بالإضافة إلى المحبة وهو ما استرعى اهتمام آلاف المعلقين الذين أثنوا على أخلاق الإمام وحنانه باعتباره واحد من أكثر من مليار مسلم متوحدين في صيامهم خلال هذا الشهر تحت راية الإسلام وفضائله..تلك الراية التي توحّد أمّة محمد علية الصلاة والسلام بعيداً عن جنسية الإمام وانتمائه  الجغرافي..

كان المشهد سيكون بليغاً لو لم يكن الإمام جزائريّاً..

ولأنّه كذلك.. فقد أُفرِغ المشهد من هذه الشحنة العاطفية واللحظة الإيمانيّة بدليل أنّ هذا الإمام استيقظ مع هذا الصّباح بعد أن وضع قناع اللطف والمحبة بمقصورة المسجد.. ويكشف عن وجهه الحقيقي بتصريحات عدائية ضد المغرب ورموزه السيادية.. مؤكداً على أنّه جزائري وليس  ( موروكي)

وأكيد أنّ هذه الخرجة دبّرت مباشرة بعد صلاة التراويح من طرف أجهزة بلاده وبنفس الاسطوانة التي عوّدتنا على إسقاط الطائرة بالحديقة..

فمن مشهد الإمام والقطّة وهل جزائري أم غيره.. ذهب الإمام مباشرة إلى النظام المغربي المطبع مع اليهود واستقبال الصهاينة لحمايته من الجزائر.. ليسترسل  في هولسات بأن الجزائر لن تهزم ولو اجتمع العالم ضدّها.. متحاشيا نطق اسم ملك البلاد المسمّى ( m6)    في بلدهم الجزائر..كما قال

أيها الإمام صاحب القطّة ما علاقة كل هذا الكلام بما سبق.. وهل وضعك الإعتباري وأنت تؤم بالمسلمين في هذا الشهر الفاضل لا يتعارض وهذه الوقاحة التي صدرت منك اتجاه بلد مسلم تقام فيه شعائر الله سبحانه بكامل الخشوع الذي ظهرت به وأنت تتلوا كتاب الله عزّ وجل ومنه اقتطف هذه الآية التي تناسب أمثالك قال تعالى :

( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ )

كفعل نهانا الله عنه  بعد الإيمان فيسخر من المؤمنين, ويلمز أخاه المؤمن, ونبزه بالألقاب فلا يكون إلاّ  فاسقا ولو زيّن القرآن بصوته وربت القطة على كتفه لحظة الخشوع.. فهو يخاف من شنقريحة قبل الله.. ويكرّر بشكل ببغاوي أسطوانة النظام من تبون ورمز الأحزاب السياسية وألابواق الإعلامية.. التطبيع.. التطبيع..

وبالمناسبة ومن سوء حظّك أيها الإمام المقنّع ان سماحة الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديّار الفلسطينية تقدّم  للسلام على جلالة الملك محمد السادس ورئيس لجنة القدس على هامش الدرس الثالث من الدروس الحسنية بالدار البيضاء مساء اليوم وتمّن الشيخ الفاضل موقف المملكة المغربية في نصرة القدس وفلسطين بشكل عام كما نوّه بالمبادرات التمويلية لصندوق لجنة القدس الذي بالمناسبة لم تساهم فيه بلدك أيها الإمام ولو بفلس واحد..

من سوء حظك أيضا ان رئيس دولتك وفي استجوابه اليوم كنوع من الروتين اليومي صرّح لأوّل مرّة ان لا مشكلة له مع إسرائيل غير القضية الفلسطينية.. وحاول ان تربط ذلك مع سفير بلدك بمصر قبل أيام وهو يؤكد انه مستعد للذهاب إلى تل أبيب..

من سوء حظّك ايضا أيها الإمام أنّك جزائري.. فحتّى المساجد وبيوت الرحمان أصبحت معسكرة في بلادك.. تلك البلاد التي أنفقت الملايير على مسجد الجزائر كي يغلق في وجوه المصلّين خلال هذا الشهر الفاضل..

مات بوتفليقة ولم يدشّنه.. لانه بني على خلفيّة المناكفة مع المغرب ومسجد الحسن الثاني..

و رئيسك اليوم لم يدشّنه لانه كان مريضا فترتها..

رئيسك بالمناسبة.. كان مخموراً أثناء تأدية القسم ويده فوق القرآن لحظة تنصيبه رئيساً..

هو رئيسك اليوم أيها الإمام..

يوسف غريب كاتب /صحافي

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى