الرأيالمغرب اليوم

قصف مدينة السمارة: عندما يصطدم وهم الانفصال بحقيقة السيادة

  • مصطفى أيوف //

في لحظة كان يُفترض أن تسود فيها لغة الحوار والعقل، جاءت صواريخ الحقد لتستهدف مدينة السمارة، المدينة المغربية الصحراوية ذات الرمزية التاريخية والمكانة الإنسانية. قصفٌ غادرٌ لا يمكن تبريره سياسياً، ولا يمكن قبوله أخلاقياً، ولا يجب التساهل معه قانونياً. إنه اعتداء مباشر على المدنيين، وعلى مبدأ أساسي في القانون الدولي وهو حماية المدنيين والمنشئات المدنية.

إن استهداف السمارة ليس فقط اعتداء على التراب الوطني، بل هو تحدٍّ سافر للشرعية الدولية، ورسالة واضحة من أولئك الذين ما زالوا يعيشون على أوهام الانفصال، ويرفضون أن يعترفوا بأن مغرب اليوم أقوى مما يتخيلون، وأكثر رسوخاً في أقاليمه الجنوبية مما يتمنون. فالمواطن الصحراوي، وهو جزء لا يتجزأ من الشعب المغربي، اختار السير في طريق التنمية، لا العودة إلى خنادق وهمية تحكمها أجندات خارجية ومليشيات مأزومة.

القصف الإجرامي الذي طال السمارة يكشف الوجه الحقيقي للذين يرفعون شعار “تحرير الصحراء”، بينما هم في الحقيقة يسعون إلى تدميرها. إنه فعل لا يمت بصلة لأي نضال شرعي، بل ينتمي إلى سجل الأعمال الإرهابية التي يعاقب عليها القانون الدولي، ويصنفها ضمن جرائم الحرب، خاصة عندما تستهدف مناطق مأهولة بالمدنيين العزل.

أما الموقف الدولي، فهو بدوره على المحك. فحين يُقصف مدنيون في أوكرانيا أو غزة، تتحرك العواصم وتُعقد الاجتماعات الطارئة وتُسطر الإدانات. لكن حين يتعلق الأمر بمدنيين مغاربة في الصحراء، نجد صمتاً مريباً وتواطؤاً غير مباشر تحت غطاء “الحياد”. أليس هذا ازدواجاً في المعايير؟ أم أن السيادة المغربية ما زالت تُعامل كقضية “خلافية” رغم كل الاعترافات والوقائع الميدانية؟

إن الذين يرفضون تقبل حقيقة أن الصحراء مغربية، يفضلون أن يعيشوا في عالم موازٍ، تغذيه الدعاية، وتؤطره حسابات بائدة. أما الحقيقة فهي واضحة: المغرب في صحرائه، يبني، يستثمر، يُنمي، ويضمن الحقوق والحريات. أما الآخرون، فمشروعهم الوحيد هو الخراب.

قصف السمارة ليس مجرد هجوم عسكري، بل هو محاولة يائسة لتقويض مشروع وطني متجذر في الأرض والتاريخ. الرد الحقيقي عليه لا يكون فقط بالتنديد، بل بمواصلة تثبيت الحق المغربي، قانونياً وميدانياً، وبمزيد من الدعم لسكان الأقاليم الجنوبية في معركتهم اليومية من أجل الكرامة، الأمن، والتنمية.

لقد آن الأوان أن يقول العالم كلمته، بوضوح لا لبس فيه: من يقصف المدن، لا يطلب حلاً ومن يعيش في الأوهام، لا يصنع السلام.
وكما قال أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وبارك الله في عمره ” المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى