المجتمع

قراءة في بحث تربوي: “كيف تساهم العلاقات المدرسية في تحقيق التوافق المهني للمدرس؟”..

  • سميرة مقتحم //

قراءة في بحث تربوي: "كيف تساهم العلاقات المدرسية في تحقيق التوافق المهني للمدرس؟".. - AgadirToday

تشهد منظومة التربية والتعليم المغربي تغيرات جدرية فرضتها التحولات المناخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية الحديثة خلال القرن الواحد والعشرين وقررت بموجبها الوزارة الوصية على القطاع إحداث تعديلات على مستوى السياسات الإصلاحية من خلال المناهج التعليمية والبرامج التربوية في إطار المسلسل الجديد خارطة الطريق برسم سنة 2022-2026 خطة استراتيجية تستهدف جودة التعليم من خلال إجراءات محددة مساهمة في بناء جيل يتمتع بالاستقلالية ومندمج في محيطه.

تساهم البحوث التربوية لأطر التربية والتعليم في الإجابة عن إشكاليات عديدة تعوق الإصلاحات التي تسعى الوزارة الوصية عن القطاع تحقيقها وتفتح الطريق أمام النجاح المشترك بين مكونات الوسط التعليمي وتحقيق الجودة وفي هدا الإطار سنسلط الضوء عن أهمية العلاقات المدرسية بالوسط التعليمي ومدى تأثيرها في تحقيق التوافق المهني للمدرس من خلال قراءة في مشروع بحث لنيل دبلوم التفتيش التربوي  تحت عنوان: العلاقات المدرسية والتوافق المهني من إعداد الأستاذ عبد الرحمان الخال مفتش تربوي بالمديرية الإقليمية انزكان ايت ملول بجهة سوس ماسة.

تضمن البحث التربوي 155 صفحة كتاب من الحجم المتوسط مكون من شق نظري واخر ميداني تناولت المقاربة النظرية البناء المفاهيمي للعلاقات المدرسية باعتبارها رابطة مكونة من ثلاثة عناصر أساسية المدير والمدرس والتلميذ علاقة ثلاثية تفاعلية قوامها الاحترام المتبادل

والحوار التشاركي في معالجة القضايا ومرجعتيها القيم الدينية والاجتماعية والإنسانية والبيئية بالوسط المدرسي لضمان استمراريتها ونجاعتها مؤطرة بنصوص تشريعية تحدد الاختصاصات والمهام الموكولة للأطراف في إطار النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم المدرسي.

العلاقة المدرسية ومكوناتها

أجمع أغلب علماء النفس أن بناء علاقات صحية بالوسط المهني له تأثير إيجابي على نتائج المتعلمين ويسهم عامل التحفيز والرضا عن العمل من لدن شركاء المؤسسة التعليمية في تعزيز الاستقرار النفسي والوظيفي للمدرس وتحقيق التوافق المهني.

التوافق المهني وخصائصه

يقصد بالتوافق المهني: الانسجام والتلاؤم مع طبيعة العمل بتوفر البيئة السليمة للاشتغال: فضاء تعليمي مجهز بأحدث التقنيات – علاقات تفاعلية إيجابية مع فريق العمل – العمل التشاركي لفريق العمل -شروط السلامة الصحية – التحفيز والتشجيع.

تعتبر عوامل رئيسية محفزة على الاشتغال بجدية وكفاءة مهنية عالية يشعر المدرس خلالها بتقدير واحترام الفريق وتعزيز القدرة على الإنتاج والابداع وبالثقة بالنفس والرضاعن النتائج الإيجابية وبتوافق دكائه وقدراته مع مهنته.

مصير الخطط الاستراتيجية لإصلاح قطاع التربية والتعليم المغربي

تنصب أغلب الخطط الاستراتيجية في إصلاح قطاع التربية والتعليم حول المناهج التعليمية والبرامج التربوية وتوفير اللوجستيك الضروري وإغفال الرأسمال البشري من مسلسل الإصلاح

خاصة المدرس الفاعل التربوي المتفاعل مع مكونات العملية التربوية دوره تمرير القيم الدينية والوطنية والثقافية والاجتماعية للمتعلمين خلال الأنشطة التربوية المبرمجة بالفصل الدراسي

إضافة إلى الأنشطة الموازية المكملة للتعلمات والمساهمة في تكوين شخصية الطفل.

يعمل المدرس الناجح على تطوير المناهج التعليمية التقليدية بابتكار أساليب تعليمية حديثة منشطة للمتعلمين ومحفزة على التعلم الذاتي وتنمي القدرة على الإنتاج والإبداع واكتساب الاستقلالية.

تعقد الوزارة الوصية على القطاع جل أمالها في تحقيق جودة التعلمات على عمل المدرس بالدرجة الأولى لكونه العنصر المحوري بالوسط المدرسي لكنه يواجه صعوبات في التكيف مع بيئة العمل والمتعلمين والمنهاج التعليمي في ظل غياب شروط العمل الصحي أهمها:

قيادة المدير التربوي للمؤسسة: ضعف التحفيز المعنوي والتشجيع على الإبداع للطاقم التربوي والإداري.

غياب العمل التشاركي بين الطاقم الإداري والتربوي خلال مجالس المؤسسة

غياب التواصل الفعال: اعتماد النمط العمودي المبني على ثنائية الأمر والنهي -الصراعات السلبية بين الأطر والكره والطغيان والانتقام

ضعف التجهيزات والوسائل التعليمية الضرورية للتعلم بالمدارس العمومية خاصة المجال القروي.

رداءة المناهج التقليدية وشح الموارد.

غياب التحفيز المعنوي والترقية.

أسفرت نتائج البحث الميداني أن العلاقات المدرسية الإيجابية إلى جانب القيادة التربوية الحكيمة أهم مؤشرات نجاح المدرس في مهامه وتقديرا لكفاءته المهنية وعاملا رئيسيا لتحقيق التكيف والانسجام والتلائم مع بيئة العمل مع تبني فلسفة العمل التشاركي وربط المسؤولية بالمحاسبة.

وصدق الشاعر بقوله:

قف للمعلم وفه التبجيلا & كاد المعلم أن يكون رسولا.

إن جسامة المسؤولية التي يتقلدها المدرس في تربية وتعليم الأطفال القيم الوطنية والدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية والعلمية وممارسة أنشطة تعلمية مختلفة تروم الاندماج الاجتماعي والتفاعل مع المتغيرات كان من الأفضل لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة ايلاء اهتمامها للظروف الاجتماعية والاقتصادية والمهنية للمدرسين والمدرسات بجميع الأسلاك التعليمية والعمل على تطوير المهارات والكفاءات المهنية والتحفيز على العطاء لتحقيق الجودة.

يعتبر البحث إضافية نوعية للطلبة الأساتذة في تطوير العلاقات المدرسية وتخليق مناخ العمل التشاركي الجاد والمسؤول مع مختلف مكونات المؤسسة التعليمية لتجاوز التحديات وتحقيق التوافق المهني ونشود النجاح والتفوق.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى