الثقافة

في ندوة فكرية بوالقاضي… “المناطق الجبلية المغربية وسؤال التنمية “

بقلم : محمد بلهي //

إيمانا بأهمية الفعل الثقافي والمعرفي ، وموازاة مع ملتقى اسيف نايت برايم بجماعة والقاضي ، حرص المنظمون على تنظيم ندوة فكرية لمقاربة وتفكيك وإعادة تركيب علاقة الثقافة والفن بالتنمية ومدى تأثير إحداها على الأخرى .

الندوة التي سيرها بإقتدار كبير السيد عمر المسعودي عرفت مشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين المهتمين بالفعل التنموي إن على مستوى العمل الجمعوي او السياسي كمنخبين سابقين .

في المحور الأول ” من التنمية الإقتصادية إلى التنمية المستذامة ” توقف الباحث محمد بلهي عند مفهوم التنمية وكذا المراحل التاريخية لتطورها إنطلاقا من نهاية الحرب العالمية الثانية (1945) والهادفة إلى إعادة بناء وإعمار اروبا الذي دمرته الحرب العالمية الثانية متوقفا عند أهم المحطات والأزمات التي كسرت وثيرة التنمية ودور المؤسسات الدولية في هذه السيرورة كما توقف عند دخول المقاولات وجمعيات المجتمع المدني كفاعلين في الحقل التنموي وصولا إلى عودة الدولة كفاعل أساسي في التنمية ، كما توقف عند التنمية في الثقافة والحضارة الأمازيغية إنطلاقا من “تيويزي ” و”أدوال ” وعند دور الأسرة الأمازيغية في التربية والتعليم والتكوين .

وبعد انتقل المحاضر الى ربط الموضوع بالمناطق الجبلية مستعرضا عدة أرقام إحصائية تهم الجبل كمجال غني بثرواته الطبيعية والمعدنية ومع ذلك تعيش فقرا مدقعا على البشري كما على مستوى البنية التحتية ،متوقفا عند نضالات ومرافعات الإئتلاف المدني من أجل الجبل عن على مستوى تقديم نذكرة مطلبية و مشروع قانون الجبل وإنخراطه في حملة وطنية لجمع 20 الف توقيع من إدخال هذا المشروع لقبة البرلمان قصد المناقشة والمصادقة عليه إذ بلغ عدد التوقيعات التي تم جمعها 12 ألف توقيع وبقي 8 الف توقيع قصد إستفاء هذا الشرط ، مؤكدا أنه تمت إعتماد هذا القانون وتفعيله لتجنبنا الكثير من المطبتات والمعانات التي كبدتها هذه المناطق بسبب زلزال الأطلس الكبير ل 8شتنبر 2023.

اما الأستاذ محمد أمداح فقد توقف عند الطوبونيميا الأمازيغية بسوس وخاصة إداوزدوت كما توقف عند بعض أعلام المنطقة من شعراء ومفكرين مستعرضا نمادجا من أشعار هؤلاء دون ان يفوت الفرصة للتنويه بالدينامية الجمعوية بالمنطقة وأعطى ” جمعية تيزكي للتنمية والتعاون ” ودورها الأساسي في التنمية .
أما الأستاذ الباحث والشاعر المناضل محمد مستاوي فقد توقف عند “دور المرأة الأمازيغية في التنمية بإداوزدوت ” وبإعتبار إبن المنطقة وخبيرا بجغرافية وتاريخية المنطقة وأيضا كفاعل جمعوي ورئيس جماعة النحيت سابقا فقد أجاد في مقاربة الموضوع من كل جوانبه مستعرضا نمادجا من النساء الرائدات في النضال وفي العطاء التنموي بالمنطقة ودورهن في تربية وتكوين أجيالا من رجالات المنطقة الذي سطع نجمهم وطنيا ودوليا في ميادن الإقتصاد والمال والأعمال كما في ميدان العلم والمعرفة والسياسة .

ومن باب الدور الأساسي للثقافة والفن في التنمية تناول الأستاذ مولاي حسن الحسيني موضوع “تاسكين كتراث لا مادي معترف به في اليونيسكو ” ودوره في التنمية المحلية والمستدامة متوقفا عند تاريخ هذا النوع الفني المندرج ضمن الفنون الحربية بجبل الأطلس الكبير ، وكذا عند أنواعه وأيقاعاته وأعلامه ، رابطا ذلك بالتنمية من باب الإعتراف به كتراث لامادي وكنمط فني وثقافي جال العالم كما جال الوطن ومناطقه المختلفة .

وقد تابع الندوة ثلة من المهتمين من مثقفين وطلبة وفاعلين تنمويين إلى جانب النساء بشكل ملفت خاصة في البادية المغربية مما ابان عن وعي المرأة /الفتاة وأنفتاحها كما مشهود له عند الأمازيغ على إعتبار ان مصطلح تمغارت إنما هو مشتق من كلمة “أمغار ” أي الشيخ وهو كبير القبيلة وحكيمها .

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى