فيلم “أوبنهايمر” أو أب القنبلة الذرية..
- الحسن باكريم //
سمحت لي فرصة تواجدي بمدينة مراكش، فكانت من بين حسنات هذه الزيارة الكثيرة، مشاهدة فيلمين أثار الكثير من الضجة وردود أفعال متشابهة، شاهدت الفيلم الأول “باربي” وكتبت مؤكدا أن “عرض فيلم “باربي” بالمغرب أمر عادي وهذه قصته بعيدا عن الإشاعات” يمكن الاطلاع على نص المقال (https://agadirtoday.com/120911.html).
بعدها شاهدت الفيلم الثاني “أوبنهايمر” وهو موضوع هذه المقالة الثانية.
قبل الحديث عن “أوبنهايمر” أو أب القنبلة الذرية، كما تردد عدة مرات في الفيلم، لابد من تسجيل ملاحظة ذات الأهمية بما كان. الفيلمان معا أثارا الكثير من الفضول مع بداية عرضهما خاصة في شمال افريقيا والشرق الأوسط، وبالمغرب على الخصوص، تتعلق الملاحظة باهتمام المهتمين والصحافة بردود أفعال حول الفيلمين (مثلا الدبلجة واللغة الفرنسية واحتجاجات البعض، الدعاية للمثلية الجنسية وتشجيع الشباب على الانحلال الأخلاقي) دون الاهتمام بهما كإنتاج حديث في السينما العالمية وبمضمونهما وتداعيات هذا المضمون في السياقات الدولية الراهنة، هل إلى بهذه الدرجة نفتقر في هذه المنطقة من العالم للنقاد المختصين في السينما والباحثين في العلوم الإنسانية والتاريخ؟ باستثناء 4 مقالات نقدية في المغرب وفي مصر، جل وسائل الاعلام المحلية والدولية تحدثت عن الردود المذكورة والاحتجاجات!
أوبنهايمر (بالإنجليزية: Oppenheimer) هو فيلم سيرة ذاتية ودراما، أمريكي من كتابة وإخراج كريستوفر نولان سنة 2023، وهو مقتبس من كتاب السيرة الذاتية الحاصل على جائزة «بوليتزر» بروميثيوس الأمريكي الذي ألفه الكاتبان كاي بيرد ومارتن ج. شيروين. يحكي الفيلم حياة عالم الفيزياء النظرية روبرت أوبنهايمر، وتركز القصة على دراسات أوبنهايمر المبكرة، وإدارته لمشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية، من خلال جلسات استماع أمنية مراطونية سنة 1954؛ مع الأحداث المحيطة بعلاقة أوبنهايمر مع لويس ستراوس، عضو هيئة الطاقة الذرية الأمريكية الذي كان يرى أوبنهايمر خصمًا له.
الفيلم من بطولة كيليان مورفي في دور أوبنهايمر وروبرت داوني جونيور بدور ستراوس، إضافة إلى طاقم تمثيل يضم إيميلي بلنت ومات ديمون وفلورنس بيو وجوش هارتنت وكيسي أفليك ورامي مالك وكينيث براناه.
“أوبنهايمر” هو أطول فيلم في مسيرة المخرج كريستوفر نولان المهنية، بميزانية 100 مليون دولار.
على طول ثلاث ساعات، وانت تتابع ثرثرة من الكلام وبين الفينة والأخرى تسمع دوي القنابل ، حيث يضع الفيلم المشاهد يعيش لحظات غير طبيعية بين لحظات الاستعداد لتدمير هيروشيما اليابانية بالقنبلة الذرية التي كان وراء صناعتها “أوبنهايمر” ولحظات حوارات ومناقشات صاخبة وعصيبة في محاكمة “أوبنهايمر” في مجلس الشيوخ واتهامه بالضلوع في التجسس للاتحاد السوفياتي واعتناق مع وزوجته الأفكار اليسارية والانتماء للحزب الشيوعي.
من الصعب جدا على المشاهد العادي ان يتابع الفيلم ويفهم ما يدور دون أن يشعر بالملل والضجر، وعدد ممن كانوا معنا في قاعة ميكا راما بمراكش غادروا القاعة قبل نهاية الفيلم، أضيف إلى ذلك أن الفيلم باللغة الإنجليزية والدبلجة باللغة الفرنسية من الصعب استيعابه.
بعد المتتبعين فسروا صعوبة الفيلم لكونه فيلم أدبي، من كتاب “بروميثيوس الأمريكي: انتصار ومأساة روبرت أوبنهايمر” وهو عمل ضخم ومفصل من 800 صفحة، عمل عليها مؤلفاها كاي بيرد ومارتن شيروين.
من بين المآخذ على الفيلم كون مخرجه تحدث كثيرا عن النازية وهتلر وعن اليابان وكدا عن الاتحاد السوفياتي، ولكن لم تعرض أي لقطات تهم النازية في ألمانيا كما لم تعرض صور أو مقاطع فيديو عن المدينتين اليابانيتين المستهدفتين بالقنبلة الذرية، ولا أي شيء عن الاتحاد السوفياتي، كم من مرة ترددت جملة “اليابان لم تمت” دون ان نشاهدها فعلا في الفيلم.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News