فوز ترامب ودلالاته على قضية الصحراء المغربية
- حسن كرياط //
عادت الانتخابات الأمريكية إلى الواجهة مجددًا، محملةً بآمال وتحديات للدول ذات العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة، ومن بينها المغرب. ففي الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كان هناك تخوف كبير من احتمال صعود كامالا هاريس، المرشحة التي خسرت الانتخابات، حيث أشارت بعض الأوساط إلى أنها قد تتبنى سياسات لا تخدم المصالح المغربية، خاصةً فيما يتعلق بقضية الصحراء. وعلى النقيض، يُعد فوز دونالد ترامب ضربة قوية لأنصار الأطروحات الانفصالية، إذ يُعرف بمواقفه المؤيدة للمغرب، خصوصًا بعد اتخاذه قرارًا تاريخيًا سابقًا بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وطرحه فكرة افتتاح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة.
أثارت عودة ترامب إلى الرئاسة أسئلة جديدة حول مسار العلاقات المغربية-الأمريكية، ومدى تأثيرها على قضية الصحراء المغربية. ويبدو أن الفريق الجديد لترامب قد يحمل آمالاً جديدة للمغرب، رغم غياب جاريد كوشنر، صهر الرئيس السابق الذي كان له دور مؤثر في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعلى الرغم من ابتعاد كوشنر عن الساحة السياسية، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن ترامب يسعى لتشكيل فريقٍ داعم لمواقفه السابقة، مما يعزز احتمالية استمرار الدعم الأمريكي لموقف المغرب في قضية الصحراء.
وفي سياق معقد كهذا، يُعد فوز ترامب بولاية ثانية بمثابة “انتصار كبير”، إذ يأتي بعد مواجهته تحديات غير مسبوقة، بما في ذلك محاولة اغتياله ومحاولة سجنه. هذه الأحداث تضفي طابعًا خاصًا على عودته، وتجعل من رئاسته الثانية مشروعًا ذا أبعاد غير تقليدية في السياسة الأمريكية.
وبين هذه التطورات، تترقب الدبلوماسية المغربية ما ستؤول إليه العلاقات بين البلدين، وتبدي أملها في أن تستمر الإدارة الأمريكية في تعزيز مواقفها الإيجابية تجاه قضية الصحراء المغربية.
*باحث في الاعلام وعلوم الاجتهاد
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News