الرأيالعالم اليوم

فعلاً.. لقد رفع السّتار عن جزائر المؤامرات ضد دول الجوار

قبل يومين… والوقت صباحاً خرج السيد عطّاف الجزائري من مكتبه مهرولاً نحو مصافحة وزير خارجية فرنسا وتحت أنظار الصحافة الدولية التي نقلت وقائع نهاية الأزمة بين البلدين كما قيل.. وبعدها مباشرة وبنفس الهرولة عاد إلى مكتبه زوالاً ليس بهدف تقييم آثار المكسب الدبلوماسي بعد هذه المصالحة..
أبداً.. بل من أجل تدبير أزمة جديدة وهذه المرّة مع دول الجوار الساحلي الصحراوي الحدودي مع الجزائر..
هذا هو المشهد العام لهذا النظام الجزائري الذي لا يخرج من أزمة اصطدام مع دولة جوارية إلا ليبدأ من جديد مع ما يليها من دول المحيط مع استثناء الأزمة الأزليّة مع بلدنا طبعاً…
لكن الجديد هذه المرّة هو أننا أمام تحالف ثلث الجيران ضد هذه العصابة التي تعرضت قبل يومين لسابقة دبلوماسية غير مسبوقة تعلن فيها ثلاث دول سحب سفرائها من الجزائر وبشكل مشترك وتضامني كما جاء في البيان الإخباري للواقعة
هي اللحظة التي هرمنا من أجلها نحن المغاربة لا ليعرف الناس من بجورانا كما قال المرحوم الحسن الثاني بل من أجل رفع الستار عن عورة هذا العصابة المتهمة اليوم وبشكل رسمي براعية الإرهاب الدولي عبر جيرانها وخاصة دولة مالي المقبلة في الأيام القادمة على رفع دعوة قضائية ضد العصابة أمام المؤسسات الدولية ذات الإختصاص..
ولا شك أن هذا الأمر سيضع نظام الكابرانات تحت المجهر ويرفع الستار عن دورها التخريبي وافتعال الازمات في كامل محيطها الإقليمي بعد دورها الفعلي في افتعال النزاع حول الصحراء المغربية قبل 50 سنة.. وما زال هذا النزاع ولحدّ الساعة يعتبر بوصلة دبلوماسية علاقاتها خاصة مع دول الجوار بهدف عزل المغرب عن محيطه القاري جنوبا والاوروبي شمالاً..
وبالعودة إلى شريط الأحداث / المؤامرات المتسارعة منذ وصول الثنائي تبّون-شنقريحة سنة 2019.. وانطلاقا من تعدد الفضاءات الإقليمية لهذا النظام المارق نجده كبلد متوسط قد اصطدام مع إسبانيا وفرنسا من أجل موقفها من الصحراء المغربية.. كما هو الشأن في الفضاء المغاربي الذي حاول جاهداً وعبر إغراءات مباشرة إقصاء المغرب وعزله عن بعده المغاربي.. دون أن ننسى محاولة إغلاق معبر الكركرات كعمق استراتيجي وحيوي لبلدنا نحو أفريقيا بشقّيها الغربي والساحل الصحراوي..
لتحصد اليوم نتائج خبثها وتدخل في أزمات مباشرة مع 3 دول من أصل ستة تطوق حدودها البرية وهي الدول التي بادرت مؤخراً إلى مراسلة المملكة المغربية في شخص وزير خارجيتها شاكرة له على مبادرته لإعادتهم إلى الاتحاد الإفريقي وهي المبادرة التي تنسجم مع أهداف المغرب في تعزيز التعاون الإفريقي المستدام،.. وتؤكد على ضرورة تطوير حلول خاصة بكل دولة بما يتناسب مع ظروفها الفريدة..
هي المبادرة نفسها التي سارعت إلى افتعال أزمة إسقاط الطائرة المسيرة كرسالة تحذيرية لدولة مالي خاصة وأن باماكوا قد نشرت عبر إعلامها الرسمي صورا من تدريبات مكثفة لضباطها بالجيش المالي داخل الثكنات و الساحات العسكرية المغربية
لتجد العصابة نفسها اليوم بعد حادثة 31 مارس داخل جدران مغلقة وبعزلة جيوسياسية مزدوجة في محيطها الإقليمي شمالًا وجنوبًا..
وليس الأمر وليدة صدفة أو حادثة طائرة بل نتائج تراكمات لافعال ومواقف خبيثة ممتدة عبر تاريخ هذه النظام الهجين منذ استقاله الشكلي عن فرنسا 1962..
لذلك تحالفت دول الجوار اليوم لقطع رأس الافعى من أجل مستقبل المنطقة والقارة عموما..
و( إن موعدهم الصبح.. أليس الصبح بقريب)

يوسف غريب كاتب صحفي

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى