
فضيحة دبلوماسية جديدة: الخارجية الجزائرية تبرر الإرهاب وتغطي على جريمة اختطاف معارض سياسي
- بقلم: حسن كرياط//
في خطوة غير مسبوقة تُضاف إلى سجل طويل من التجاوزات، أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانًا مثيرًا للجدل لا يمكن وصفه إلا بأنه محاولة لتجميل جريمة اختطاف معارض سياسي جزائري على الأراضي الفرنسية، وتبرير صريح لممارسات ترقى إلى مستوى الإرهاب الرسمي العابر للحدود.
بدلًا من الاعتراف بالخطأ أو الالتزام بالمسؤولية، لجأت الخارجية الجزائرية إلى أسلوب التهجم والتهديد، متخذة موقف المدافع عن أحد موظفيها القنصليين المتورطين في القضية. البيان جاء بلغة صدامية فجة، يفتقر إلى الحد الأدنى من الاتزان السياسي أو الاحترام للقانون الدولي، وكأنه صادر عن جهاز أمني لا مؤسسة دبلوماسية.
اللافت في البيان هو وصف المعارض أمير بوخرص بـ”المارق”، وهو تعبير يحمل دلالات خطيرة تعكس ذهنية ترى في الرأي المخالف تهديدًا وجوديًا، وتعتبر حرية التعبير جريمة تستوجب العقاب. في هذا السياق، يُطرح تساؤل جوهري: هل أصبحت هذه التوصيفات مبررًا للاختطاف؟ وهل تحوّلت القنصليات إلى أذرع أمنية تمارس مهام قذرة باسم الدولة؟
الأكثر إثارة للقلق هو محاولة الالتفاف على القانون الدولي عبر استدعاء “الحصانة الدبلوماسية” كغطاء للتنصل من تبعات الجريمة. في حين أن القانون واضح: لا حصانة أمام الجرائم الجنائية، ولا حماية لتصرفات تتجاوز حدود الوظيفة الدبلوماسية. بهذا السلوك، تُقدِم الجزائر على تحريف خطير لمفاهيم السيادة والتمثيل الدبلوماسي، في محاولة لتسويق تدليس قانوني مفضوح.
البيان لم يكن ردًا دبلوماسيًا بقدر ما كان نوبة غضب تعكس حالة من الارتباك داخل النظام، الذي بات يرى في أي تحقيق قضائي خارجي استهدافًا له. تحويل جريمة اختطاف إلى “استغلال معادٍ للجزائر” لا يعكس فقط سوء النية، بل يكشف عن عقلية لا تحتمل المحاسبة وتعتبر نفسها فوق القانون.
وما يزيد من هشاشة الموقف الجزائري هو تكرار الاتهامات الجاهزة بالارتباط بالإرهاب، من دون أي دليل ملموس. فشل النظام في إقناع القضاء الفرنسي بتسليم أمير ديزاد، ما دفعه إلى استعراض عضلات فارغ، يكشف ضيقه من غياب المجاملة الدولية التي طالما اعتمد عليها.
في ختام البيان، برزت نبرة تهديدية فاضحة تنذر بانفجار محتمل في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وكأن النظام مستعد للتضحية بكل شيء مقابل التستر على جريمة. هذه ليست لغة الدول، بل منطق العصابات. لقد أظهر البيان أكثر مما أخفى، وسلط الضوء على طبيعة نظام بات يعتبر الحقيقة خطرًا، والمعارضة خيانة، والمسؤولية عيبًا.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News