الجهة اليوم

غياب منتخبين ومسؤولين عن جنازة مايسترو الرباب، لحسن بلمودن يثير تساولات!

  • بقلم: إبراهيم فاضل//

بقلب مكلوم ووجدان مثقل بالأسى، ودّعت الساحة الفنية الأمازيغية اليوم أحد أبرز رموزها، المرحوم الرايس الحسن بلمودن، الذي كان مايسترو آلة الرباب وأحد أعمدة الأغنية الأمازيغية. هذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة الفن الأصيل، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الروايس، رحل عنا في صمت، ولكن غيابه كشف عن غياب آخر أشد وقعاً: غياب من يمثل السلطة المحلية لمدينة أكادير في جنازته.

من غير المقبول أن يُترك شخص بقامة المرحوم الرايس الحسن بلمودن، الذي ساهم في إثراء الثقافة الأمازيغية ورفع رايتها، دون التفاتة تليق بمكانته. أليس من واجب المنتخبين والمسؤولين أن يكونوا حاضرين في جنازة أحد رموز الفن والثقافة الذين رفعوا اسم المدينة وساهموا في إشعاعها؟ هذا الغياب لا يمكن أن يُفسَّر إلا كدليل على تجاهل متعمد أو عدم إدراك لقيمة هذا الرجل ومكانته.

لم يكن المرحوم الرايس الحسن بلمودن فناناً فقط ، بل رمزاً من رموز التراث الأمازيغي، عمل طيلة مسيرته على الحفاظ على أصالة الأغنية الأمازيغية وتطويرها. ونجح من خلال الرباب، هذه الآلة العريقة، في التعبير عن قضايا وهموم الإنسان الأمازيغي، وجعلها تتردد في المسارح والمهرجانات، بل وحتى في قلوب محبيه.
إننا كأبناء هذه المدينة، وأفراداً من جمهور محب للثقافة الأمازيغية، نرفع صوتنا عالياً احتجاجاً على هذا الإهمال الذي لا يليق بمكانة أحد الفنانين الكبار الذين كرّسوا حياتهم للعطاء الفني والثقافي.

?كان حضورهم في هذه الجنازة سيشكل رسالة احترام وتقدير لروح المرحوم وللفن الأمازيغي عامة.
اليوم، ونحن نودع الرايس الحسن بلمودن إلى مثواه الأخير، نأمل أن يكون غيابه درساً للمسؤولين لإعادة النظر في طريقة تعاملهم مع رموز الثقافة والفن الأمازيغي. فالتكريم الحقيقي ليس فقط في الاحتفالات الرسمية، بل أيضاً في المواقف البسيطة التي تظهر فيها قيمة الشخص ومكانته.

لروح الرايس الحسن بلمودن السلام والرحمة، ولذاكرة الفن الأمازيغي الصبر على فقدان أحد عمالقته…ⵃ

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى