ع المجيد تبّون الجزائري : قصة أبله ظنّ نفسه في مهمّة مقدّسة
هل يعي هذا الأحمق ما يقول..!؟”
هو انطباع يختزل بشكل دقيق شعور كلّ متتبع لخطاب ع المجيد تبّون المرشح الرئاسي الحر بمدينة قسطنطينة أوّل أمس بدءاً بكون هذه المدينة نفسها سبقت التاريخ ب 300 سنة وهي بداية توحي بأنّ الفرجة مضمونة – كما جرت العادة – خلال عهدته الأولى..
هي الفرجة التي تحوّلت إلى شفقة وتعاطف إنسانيّ مع السي عبد المجيد المسكين والعمل على إحالته فوراً بإحدى المصحّات العقلية خارج الجزائر..
بكل صدق.
فخطابه أوّل أمس يؤرخ لقصّة أبله حقيقي ظنّ نفسه في مهمّة مقدّسة بمعادلة ثنائية تبدأ بفلسطين وتنتهي بالصحراء “” “الغربية” وقبل أن نتساءل ما علاقة ذلك بمصالح المواطن الجزائري وقضاياه الاجتماعية والمعيشية وهي سابقة في مسار الإلتزامات والوعود الانتخابية في العالم..
ولا أبالغ في ذلك.. حين نقف عند بعض الفقرات الدّالة على خلل في الصحة العقلية لمرشح شنقريحة منها أن الجيش الجزائري جاهز لتحرير فلسطين بل قطع وعداً على ذلك… وتحت القسم باسم الجلالة وبأغلظ الأيمان. وهي المناسبة للترحم على الرئيس الراحل حسني مبارك حين ترك جوابا جاهزا لمثل هذه الحماقات :
” ناس راحوا في دولة من الدول وقالوا هنجهز جيش ونروح نحرر القدس 5 مليون واحد، ما تروح ياسيدى حد ماسك إيدك، حررها.. والله العظيم أخدك بالحضن وأبوسك ويامرحبا وأسقف لك روح حررها.. هو التحرير كلام؟، مابقالنا 43 سنة بنتكلم وغلبنا لما اتقطع نفسنا كلام، ماتخلينا بقى نشتغل”.
وفي تفاصيل كلامه نكتشف أن سقف هذا الصراخ لا يتعدّى وصول المساعدات الإنسانية وبناء مستشفيات ميدانية في 20 يوم كإنجاز غير مسبوق متزايداً بذلك – حسب حمقه- على المغرب الذي أقام مستشفيات ميدانية في أقل من أسبوع في بيروت والأردن وغزة..وهذا الأخير تحول إلى المستشفى التخصصي الحالي تحت تصرف وتدبير كوادر حماس إلى اليوم
هو التحرير كلام…
أم هبل وحمق كما عند هذا الأبله الذي كرّر في نفس السياق عدم التخلّي عن الشعب الصحراوي وتحرير الصحراء الغربية من آخر مستعمرة أفريقية..
هذا وعد والتزام انتخابي أمام الجزائريين الذاهبين إلى صناديق الإقتراع والتصويت عليه من أجل تحرير الصحراء الغربية واستكمال الوحدة الترابية الجزائرية
هي الصيغة المنطقية الوحيدة الذي يجعلها وعدا انتخابيا رئاسيا .
غير ذلك فهي هولسات رجل رفع عنه القلم تزيد من قناعة الجميع أن الجزائر الرسمية أعادت إلى الأذهان مقولة ” الرجل المريض”.. ذاك المريض الذي ربط مكانة الدولة واحترامها بعزف النشيد الوطني الجزائري وسط باريس..
ذاك المريض الذي لن يتخلّى عن الشعب الصحراوي في عهدته الثانية بنفس القوة والجبروت كما في عهدته الأولى..
وكم كنت سعيداً كمغربي حين أقرّ بذلك وبعظمة لسانه بحيث ان نتائج عهدته الأولى كانت إيجابية جدّاً لصالح قضيتنا الوطنية على رأسها سقوط خمس وزراء خارجيته أمام كل انتصار ميداني اودبلوماسي مغربي.. إلى جانب تحقيق رقم قياسي دولي في استدعاء السفراء نهاراً وإرجاعهم ليلاً..
في عهدتك السابقة أيها الرئيس المكرر أصدرت خارجيتك ما يقارب 780 بيان ومنشور حول الصحراء المغربية بل عيّنت وزيرا خاصا بها..
وفي عهدتك بالضبط انحذرت لغة التخاطب الدبلوماسي إلى القاع اللاخلاقي بألفاظ سوقية سخيقة..
في عهدتك كل الكوارث والمصائب الطبيعية وغيرها كانت مؤامرة من النظام المخزني المغربي..
وغير ذلك كثير وكثير حتّى قيل بأن تبون صوت شنقريحة لا يتنفّس إلا بالمغرب وصحرائه..
وكل ذلك – أيضا – وأنت على أبواب العودة إلى قصر المرادية تكون قد قرأت تقريراً لمعهد السلام الأمريكي المنشور قبل اسبوع يقرّ فيه خبراء هذا المعهد بأن قضية الصحراء قد حسمت لصالح المغرب.. مؤكدا على أهمية هذا التقرير من كونه صادر عن معهد استراتيجي تابع للكونغرس الامريكي بحجم أهمية موقف جمهورية الدومينيكان والشروع في فتح قنصلية لها بالداخلة مما يؤشر على اختراق دبلوماسي تحققه المملكة المغربية في منطقة كانت قلاعا وحصونا للدعاية الانفصالية، أي منطقة الكراييبي وأمريكا اللاتينية..
تلك انتصاراتنا..
وهاته هزائمكم أيها الرئيس المكرر..
وبعودتكم إن شاء الله سيزداد التلاحم بين الجزائر والخسائر أكثر قوّة وصلابة مقابل الزيادة في حجم صمتنا اتجاه حماقة أعْيت وأتعبت من يداويها.
يوسف غريب كاتب وصحفيّ
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News