الرأيالمجتمع

عن القدوات أحدثكم

  • ازروواضوم: امحمد بيهميدن//

إذا نظرنا إلى هؤلاء الأشخاص الذين نمجدهم اليوم ونتعامل معهم كأبطال أو قدوات، فعلينا أن نسأل أنفسنا بجدية: كيف يمكننا أن نغض الطرف عن الجرائم الشنيعة التي ارتكبوها في حق الإنسانية؟ هؤلاء الأشخاص الذين قتلوا، اغتصبوا، واستعبدوا الشعوب باسم السلطة والقوة، لو بعثوا اليوم، لما كانوا أبطالاً بل مجرمين يُحاكمون بتهم جرائم ضد الإنسانية، ربما أسوأ حتى مما شهدناه في محاكمات الحرب العالمية الثانية.

كيف يمكن لنا أن نستمر في تمجيد شخصيات كانت تمارس الاغتصاب كأداة للحرب، تغتصب الأطفال، وتقتل الأبرياء فقط لأنهم يختلفون في الرأي أو المعتقد؟ هؤلاء الناس الذين نستمر في ذكرهم ببطولاتهم هم في الحقيقة وحوش، ارتكبوا فظائع لا يمكن تبريرها بأي سياق تاريخي أو ثقافي. أن نحتفل بهم اليوم هو بمثابة احتفاء بالعنف، والقتل، والهمجية.

إذا كنا حقاً نؤمن بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، فعلينا أن نعيد محاكمة هؤلاء المجرمين التاريخيين كما حوكم مجرمو الحرب في محاكمات نورمبرغ، وكما حوكم دريفوس الذي تعرض للظلم. فلا يمكن أن نقبل بتلك المبررات البالية بأن “زمنهم كان مختلفاً” أو أن “القوانين كانت تختلف”. القتل هو قتل، والاغتصاب هو اغتصاب، سواء كان في الماضي أو الحاضر.

يجب أن نقف ونتساءل: هل نريد أن نستمر في تمجيد القتلة والمغتصبين فقط لأنهم كانوا منتصرين في معاركهم؟ أم أننا سنختار أن نحاسب التاريخ، ونضع حدًا لهذا التمجيد الأعمى، ونعترف بأن أبطالنا ليسوا إلا مجرمين بلغة القانون الحديث؟

ازروواضوم: امحمد بيهميدن

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى