العالم اليوم

على متن سفينة “حنظلة”.. الصحافي محمد البقالي في مواجهة البطش الإسرائيلي

  • حسن كرياط _ المغرب//

في تطور مقلق يعكس تصاعد الانتهاكات ضد الصحافيين والمدنيين العزّل، وجد الزميل محمد البقالي، الصحافي المغربي المعروف، نفسه وسط دائرة الاستهداف الإسرائيلي، وهو يشارك ضمن قافلة إنسانية على متن سفينة “حنظلة” المتجهة إلى قطاع غزة المحاصر، محمّلةً بالمساعدات الغذائية والطبية.

العملية التي قادتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تمثلت في اعتراض عنيف للسفينة، وسط مضايقات جسيمة وانتهاكات صارخة بحق النشطاء المدنيين من جنسيات متعددة، في مشهد يعيد إلى الأذهان مآسي سابقة استهدفت قوافل التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر منذ سنوات.

في هذا السياق، أصدرت الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، بلاغاً تضامنياً عبّرت فيه عن قلقها البالغ واستنكارها الشديد لما يتعرض له الزميل البقالي، مؤكدة أن مشاركته في هذه المبادرة الإنسانية تمثل فعلاً نبيلاً وشجاعاً، يعكس دور الصحافي في نقل الحقيقة والانحياز لقيم الكرامة والعدالة.

وأكدت الجامعة في بلاغها على خمس نقاط رئيسية:

1. تضامن مطلق وغير مشروط مع الصحافي محمد البقالي، وتحية لموقفه الإنساني والمهني في مواجهة آلة الاحتلال.

2. إدانة شديدة لمحاولات تجريم الفعل الصحافي والحقوقي، والتذكير بأن حرية الصحافة مكفولة بموجب المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وبنود اتفاقيات جنيف لسنة 1949.

3. تحميل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة جميع النشطاء، والدعوة لتحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات.

4. دعوة إلى النقابات والمنظمات الحقوقية والإعلامية الوطنية والدولية لتكثيف الضغط من أجل إطلاق سراح النشطاء وتوفير الحماية لهم.

5. مناشدة السلطات المغربية للتدخل العاجل عبر القنوات الدبلوماسية لضمان سلامة الصحافي البقالي وحقه في ممارسة عمله بحرية.

وختمت الجامعة بلاغها بالتأكيد أن “الكلمة الحرة لا تقمع”، مشددة على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية وطنية وإنسانية بامتياز، تفرض على الجميع مواقف واضحة وعملية تضامنية.

محمد البقالي، الذي لطالما عُرف بمواقفه الصلبة ومهنيته الرفيعة، لا يمثل فقط صحافياً في مهمة إنسانية، بل ضميراً حياً يواجه القمع من أجل صوت الحقيقة. وفي الوقت الذي تحاول فيه آلة الاحتلال إسكات الأصوات الحرة، يثبت البقالي ومن معه أن الصحافة الحرة لا يمكن احتجازها، وأن الحرية لا تُغرق في البحر.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى