الرأيالمغرب اليوم

عصيد : “حول الاستغلال الإيديولوجي للقضية الفلسطينية”..

تصريح لموقع “كود” حول الاستغلال الإيديولوجي للقضية الفلسطينية: “صرح الكاتب والباحث الأمازيغي، أحمد عصيد، لـ”كود”، أن “التهجم على الأشخاص بطريقة لا أخلاقية بهدف التحريض والتخوين ليس جديدا في موضوع فلسطين، بل هو قديم قدم القضية نفسها”.

وأضاف: “لكي نفهم خلفيات ذلك علينا أن نميز بين القضية الفلسطينية في جوهرها والإيديولوجيات التي علقت بها مثل قشور طفيلية، وخاصة “القومية العربية” و”الإسلام السياسي”، دون أن ننسى العامل الجديد المرتبط بشبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تتسابق نحو الإثارة وركوب الموجة بحثا عن “البوز” كما يسمى، والتي لا تهمها الحقيقة لا من قريب ولا من بعيد بقدر ما يهمها عدد المغرر بهم والعائدات المادية من ذلك”.

ويرى عصيد أن “القومية العربية لا تكتفي بأن يكون المرء مع فلسطين وضد إسرائيل وأن يرفض الاحتلال ويعتبر حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وتقرير المصير، بل عليه أن يفعل ذلك كله بصفته “عربيا” لأن “القضية عربية”، وفي حالة ما إذا انتقد خطاب “العروبة” هذا فعليه أن ينتظر التخوين والتشكيك في مواقفه، بل سيجد نفسه “صهيونيا” دون علمه”.

أما الإسلام السياسي، يقول عصيد: “ففي حالة عدم خلطك بين إسرائيل واليهود، وعدم تعبيرك عن كراهية اليهود، وفي حالة إذا لم تعتبر أن المسجد الأقصى وجد في القدس في حياة النبي ولم يبن بعد ستين سنة من وفاته فأنت صهيوني مغرض ومعادي للشعب الفلسطيني، عليك أن تأخذ القضية بحذافيرها كما يريد الإخوان المسلمون والسلفيون، أما الجانب التاريخي فعليك أن تسكت فيه عن أمور وتؤمن ببعضها فقط، فإذا قلت بأن اليهود كانوا قد أسسوا مملكة في فلسطين في ما بين 1010 و500 قبل الميلاد فإنك صهيوني مرة أخرى.

وذكر في ذات السياق، أنه “يتضح من هذا كله بأن المطلوب منك ليس الإيمان بالقضية الفلسطينية في جوهرها كقضية سياسية إنسانية، قضية احتلال لأراضي شعب مقاوم، بل عليك الانخراط الفعلي في الإيديولوجيات المؤطرة لهذه القضية والإيمان بأساطيرها، وإذا كان هذا أمرا حتميا بالنسبة لعامة الناس فإنه غير ممكن بالنسبة للمثقف الذي يتصف بالحس النقدي، والذي يتبنى القضية الفلسطينية في سياقها التاريخي وإطارها الجيوسياسي لكنه لا يقبل بغبار الإيديولوجيات التي علقت بها على مدى تاريخها الطويل”.

وزاد قائلاً: “لهذا قاومنا القومية العربية باعتبارها إيديولوجيا إقصائية معادية لمكونات هويات الشعوب التي ينبغي الاعتراف بها جميعها، وقاومنا الإسلام السياسي باعتباره مشروعا نكوصيا مضادا للدولة الحديثة وللديمقراطية ولقيم حقوق الإنسان، ولكننا وقفنا مع الشعوب المضطهدة ومع الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة ونادينا بإنهاء الاحتلال ورفضنا فكرة أن إسرائيل “دولة ديمقراطية” لأن الديمقراطية لا تجتمع مع الاحتلال واضطهاد الغير وقتل المدنيين”.

“كما رفضنا تقسيم “حماس” للصف الفلسطيني وانتقدنا أخطاءها في غزة ومساعيها لعرقلة المفاوضات وإفشال عمل السلطة الفلسطينية وتجاهلها للشرعية الدولية الذي هو نفس التجاهل الذي تمارسه إسرائيل، ونقدنا لحماس يعني بالنسبة لنا أن الإخوان المسلمين ليسوا هم القضية الفلسطينية”. يضيف عصيد لـ”كود”.

عصيد ختم تصريحه مع “كود” بالقول: ” أننا مثلما لا نقبل احتلال الأرض لا نقبل احتلال العقول والضمائر من طرف الإيديولوجيات المهترئة التي تعيش أنفاسها الأخيرة، والتي تستعمل القضية الفلسطينية بانتهازية لتجديد نفسها، وهذا ما يفسر استعمالها لأساليب التلفيق والتزوير والإشاعة ضد كل من يخالفها الرأي ولا ينضبط لأطروحاتها السياسية ومفاهيمها الإقصائية”.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى