عصيد : أحمد وايحمان لا يفقه شيئا عن رأس السنة الأمازيغية..
سمعت السيد أحمد وايحمان يتحدث بتشنج كبير عن رأس السنة الأمازيغية، قائلا إنها مجرد خرافة لا أساس لها في التاريخ، والحقيقة أن ما قاله وايحمان متأخر جدا عن الوقائع والدراسات العلمية الحديثة، حيث ما زال يكرر أخطاء قديمة لا أساس لها في الخطاب حول رأس السنة الأمازيغية اليوم، ومن ذلك حديثه عن “انتصار” الملك شيشنق على الفرعون المصري واعتلاءه عرش مصر سنة 950 قبل الميلاد، بينما لا أحد يقول هذا الكلام في عصرنا هذا، فالحركة الأمازيغية تعلم جيدا بأنه لا توجد أية وثيقة تاريخية تتحدث عن حرب أو مواجهة عسكرية صعد على إثرها الملك الأمازيغي للحكم في مصر، كما أن الأمازيغ لا يحتفلون برأس السنة الأمازيغية بناء على غزو أو حرب، لأن هذا مخالف لهويتهم في التاريخ، التي هي هوية مقاومة وتحرر، وإنما الحقيقة التي تثبتها النصوص الهيروغليفية والعبرية، هي أن الملك الأمازيغي “شيشنق” اعتلى فعلا عرش مصر سنة 950 قبل الميلاد، بفضل ذكائه وحنكته وقدرته على تدبير شؤون الدولة، وليس على إثر مواجهة مع فرعون مصر، واستطاع أن يؤسس لعصر ذهبي خلال فترة حكمه.
وحتى يعود وايحمان إلى رشده ويكف عن الصراخ الهستيري في أمور لا يفقه فيها شيئا بقدر ما يتبع فيها الإشاعات والأقاويل الباطلة، عليه الاطلاع على ما كتبه الباحثون الأمازيغ في هذا الموضوع، والذي من آخر ما صدر منه كتاب الباحث الأنثربولوجي الحسين بويعقوبي، عن جامعة ابن زهر بأكادير بعنوان: “ءيناير مدخل إلى التقويم الأمازيغي”.
هذا من جهة، أما من جهة أخرى فيبدو أن السيد ويحمان لم يسأل نفسه كيف قامت الدولة المغربية بإقرار رأس السنة الأمازيغية رسميا، عيدا وطنيا ويوم عطلة، بقرار ملكي، وكأنه لا يعلم بأن إقرار مناسبة رسمية يتم بناء على ملف علمي لمؤسسة رسمية تضم أهل الاختصاص في الموضوع، وليس اعتمادا على كلام السوق، كما يبدو بأن الرجل لا يميز في رأس السنة الأمازيغية بين الرمزية الفلاحية ورمزية العمق التاريخي.
لقد عاد الكثير من السلفيين المتشددين إلى وعيهم الوطني وتخلوا عن تهجمهم غير المفهوم على عيد وطني يجمع سائر المغاربة، ويرمز لهوية ارتباطهم بالأرض التي أنجبتهم، والتي تهبهم خيراتها، وتمنحهم الشعور بالانتماء إلى وطن يحضنهم، وإلى حين عودة السيد ويحمان الأمازيغي إلى وعيه الوطني، وخروجه من بوتقة الإيديولوجيات الأجنبية التي تخلق الاغتراب الذهني عن الوطن، نتمنى له سنة أمازيغية سعيدة 2975.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News