الرأيالعالم اليوم

عصابة النّظام الجزائري يتجرّعون السّمّ من نفس الكأس.!

أكاد أجزم القول بأن المقبور هواري بومدين لو كان يعرف بأن بقايا رموز نظامه اليوم سيتجرعون من نفس كأس مؤامرته الانفصالية ضد بلدنا ما فكّر في ذلك أصلاً…

ولان الخبث والحقد وراثي داخل مفاصل نظام جار السّوء ضدّ كل مغربي منذ نصف قرن فهاهم الآن يؤدون ثمن ماارتكبوه من جرائم ودسائس ومؤامرات في حق شعبهم أوّلا وشعوب المنطقة والمحيط ثانيا..

بحيث تحوّلت فرحة الإعلام الرسمي الجزائري بالرئاسة الدورية لمجلس الأمن إلى مأزق حقيقي يكمن في طلب إدراج القضية القبايلية ضمن أجندة مجلس الأمن لهذا الشهر تقدم به فرحات مهني باسم حكومته بالمنفى…

نعم ضمن أجندة هذا الشهر الذي يتراس فيه عمار بلجامع الجزائري الذي لا يملك أية سلطة أخرى غير قبوله حسب قوانين مجلس الأمن التي تمنع على رئاسة المجلس انتقاء القضايا، و تفرض قبول جميع الطلبات دون إقصاء..

إنسجاماً مع قناعاتي الوحدوية التي تمجّ الحركات الإنفصالية بشكل مطلق.. فإن تناولي للموضوع سيترتكز بالأساس على أسوأ سيناريو في العالم للظاهرة الإنفصالية بحيث سنكون أمام قبول ممثل الثنائي تبّون-شنقريحة طلب انفصال جزء من بلده.. وسيوقّع- مضطرّاً باسم الجزائر التي غالبا ما تبجّحت بمناصرة قضايا الشعوب العادلة في تقرير مصيرها..

نعم لن يخرج عمار جامع الذي أرعد وأزبد وانسحب من مداولات مجلس الأمن من أجل عيون البوليزاريو.. وإن كان اليوم حسب المعطيات المتوفرة يعمل بمعية نظامه من أجل تقديم الطلب القبايلي بعد شهر يناير حتى لا يسجل على هذه العصابة موقف الموافقة..

هو العدل الإلهي ومنطق الحياة التي تجعل الخبثاء يتلّقون جزاءهم في الدنيا قبل الآخرة..
بهذا الطلب لم تكن الماك إرهابية بعد الآن.. لان الجزائر وقعت على مشروعيتها داخل مجلس الأمن
بهذا الطلب تكون الجزائر وبيدها وتحت توقيعها قد ساهمت في تدويل القضية القبايلية وفتح ملفها امميّاً وقاريّا..

تكون قد ذاقت سمّ فشلها في تقسيم بلدنا ليبدأ تجرّع نفس السّمّ الانفصالي داخل أراضيها.. وعبر يدها..
والبحث عن حل لهذا المأزق التنظيمي الذي لا مخرج له رغم كل محاولات التوسل لروسيا والصين من أجل تأجيل الطلب فقط..

وللتخفيف من صفاته استغل عطاف وزير خارجية العصابة فرصة ترأس بلده لمجلس الأمن ليترأس ندوة حول الإرهاب بإفريقيا.. وهي محاولة منه لكسب تعاطف دوليّ حول تصنيفها لحركة الماك كمنظمة إرهابية.. ناسياً-السيد عطّاف- ان العالم يعرف ان النظام الجزائري أكبر داعم للإرهاب منذ زرعه داخل الفضاء المغاربي.. وأن أغلبية جنيرالاته ملطّخة بدماء الأبرياء من الشعب الجزائري خلال العشرية السوداء..

يعرف حجم التمويلات السخية للبوليزاريو من أجل زعزعة استقرار بلدنا.. بنفس الحجم والتهديد المادي والمعنوي لاركان النظام داخل موريتانيا بجانب بيانات إدانة التدخل في شؤون دولة مالي.. والنيجر وليبيا وتقويض القرار بتونس عبر استغلال الأزمة الإقتصادية هناك..

عن أي إرهاب يتكلم السيد عطاف والجزائر الآن تعيش على وقع اختطاف سائحة اسبانية فوق أراضيها قبل أيام دون أن ننسى ذبح سائحة نمساوية بداية هذا الشهر.

عن أيّ إرهاب وانتم في وضعية ذاك الإطفائي الذي يشعل الحرائق.. دون أن يفكر انها ستمتدّ نيراها يوما ما داخل بيته.. كما هي حالة هذه العصابة اليوم التي وجدت نفسها معزولة ومنبوذة من طرف الجميع دولا وشعوبا.. كما عبر بذلك الرئيس تبون نفسه في افتتاح مهرجان السينما ( الجزائر لا تحتاج إلا لله وأبنائها)
لا تحمل الجملة نفساً ايمانياً كما يعتقد..

بل هو نفس اليائس الذي لا يتذكر الله إلاّ في لحظات الهزيمة والفشل والإحباط والعزلة.. بعد عنثريات القوة الضاربة والقاهرة والحجرة في اليد.. وعلى نغم ( ويحك إذا ذكرت الجزائر خرّ لها الجبابرة ساجدين)
الراكعون الساجدون اليوم وبكامل المذلّة والمهانة هم أفراد العصابة الجزائرية آملاً في أن تمرّ العاصفة القادمة بأقل الخسائر.. لذلك لم يعارضوا ولن يستطيعوا منع انطلاق طائرة قطرية من مطار الجزائر الدولي مباشرة نحو مدينة العيون..

وما على العصابة وازلامها إلا التفكير في تغيير محتويات نشيدها الوطني خاصة هذه الفقرة

( يافرنسا قد مضى وقتُ العتاب
وطويناه كما يطوى الكتاب)
فوقائع اليوم.. ووضعية النظام هناك تسمح بالقول

( ياعصابة قد مضى وقت العتاب
وطويناه كما يطوى الكتاب..)
وفي سطره الأخير..

إلى مزبلة التاريخ وإن كنت اشكّ فعلا في أن المزبلة ستوافق على استقبالكم

يوسف غريب كاتب صحفي

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى