الرأيالمغرب اليوم

عزيز غالي: بين “نضال” الخطابات السطحية ومتاهة الأخبار الزائفة..

  • حسن كرياط //

في عصر السوشيال ميديا، حيث أصبح لكل فرد منصة يعبر فيها عن رأيه، ظهرت شخصيات عديدة تسعى للتأثير بطرق مختلفة. بعضها يهدف إلى تقديم محتوى إيجابي ذي قيمة، بينما يتخذ البعض الآخر طريق الإثارة ونشر المعلومات المغلوطة للفت الأنظار. من بين هؤلاء يبرز اسم عزيز غالي، الذي أثار الجدل مؤخراً بنشر أخبار وتصريحات وُصفت بالمضللة.

غالي، الذي يشغل منصب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يُتهم بتقديم خطاب سوداوي وتصوير المستقبل بظلال قاتمة، في محاولة لإقناع الرأي العام برؤية قاصرة تتسم بالتشاؤم. رغم تخصصه في مجالات متعددة مثل الطب والصيدلة والطاقة، إلا أن ظهوره الإعلامي اتسم، وفق منتقديه، بتكرار نفس الجمل دون عمق أو تحليل يُذكر.

في تصريحات مثيرة للجدل، وصف غالي الأساتذة بـ”العطاشة”، ما جرّ عليه انتقادات واسعة. كما أثارت مواقفه تجاه ميزانية الدولة والمؤسسات الوطنية ردود فعل غاضبة، خاصة مع تبنيه خطاباً يُتهم بـ”التهويل” والابتعاد عن الواقعية.

ويضيف منتقدوه أن غالي يعتمد أسلوب “جبل الجليد” في تصريحاته، حيث يعرض رأس المعلومة دون الخوض في التفاصيل التي قد تكشف عن تناقضات أو ضعف في حججه. مثال ذلك تناوله لقضية رواتب موظفي الأمن، التي استخدمها وسيلة للطعن دون إدراك حجم التضحيات التي تقدمها هذه الفئة.

أبرز ما يُؤخذ عليه أيضاً مواقفه من قضية الصحراء المغربية، حيث رأى البعض في خطابه تهديداً للوحدة الوطنية، وهو ما أكده منتقدوه بأن قضية الصحراء هي “المنظار” الذي يراه الشعب المغربي غير قابل للمساومة.

في ظل هذه الانتقادات، يبقى السؤال مطروحاً: هل يسعى عزيز غالي إلى تحقيق تأثير حقيقي في قضايا الوطن، أم أن محاولاته مجرد صدى لنضال إلكتروني يبحث عن الأضواء دون مضمون؟ ومهما كانت الإجابة، يبدو أن مغرب اليوم يحتاج إلى أصوات أكثر نضجاً وواقعية بعيداً عن متاهات الخطابات السطحية.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى