عبد الإله رفيق* : “في نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي نهتم بجودة العمل وقيمته الفنية أكثر مما تهمنا بالأرقام”..
* الكرسي الفوتوغرافي، هو ماستر كلاس لتجارب محترفي الصورة بأكادير.. حوار من إعداد الزميل مولاي محمد الفقيه، يستضيف عبد الإله رفيق رئيس نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي بأكادير في موضوع الأنشطة الرمضانية للنادي، والإحتفال بالذكرى الفضية لتأسيسه.
رمضان شهر استثنائي. فيه يعود الشخص إلى ذاته فيسائلها ويستمع إليها، ليتعرف مكامن قوته ونقط ضعفه. ويعيد اكتشاف حاجته إلى العيش وسط مجتمع يتخذ التآزر والتفكير الإيجابي نهجا يسير عليه. رمضان كذلك موعد سنوي للجلوس حول مائدة العائلة، وإطالة الليل في جلسات السمر مع الخِلان. يتنوع هذا السمر حسب اهتمامات الساهرين. فهناك من يحبذ الخوض في السياسة أو الاقتصاد. وهناك من تستهويه أمور الثقافة والإبداع.
ولمرافقة هذا الميول المتزايد للسهر، تقترح مجموعة من المؤسسات العمومية والهيئات المنتخبة ومؤسسات المجتمع المدني أنشطة تدخل في إطار تنشيط ليالي رمضان.
في هذا الإطار التقت الجريدة بالفوتوغرافي عبد الإله رفيق، رئيس نادي التصوير الفوتوغرافي بأكادير، للحديث عن الفعاليات الرمضانية التي اقترحتها أو ساهمت فيها هيئة المصورين التي يترأسها، لأجل انجاح ليالي رمضان بأكادير.
– تحتفل الهيئة الفنية التي تترأسونها بالذكرى الفضية للتأسيس، وخلال حفل “ليلة الوقاء” المقام بهذه المناسبة، أطلقتم تحديا يستمر طوال سنة 2023، وهو إقامة خمسة وعشرين نشاطا فوتوغرافيا تخليدا لهذه المناسبة. اين وصلت نسبة إنجاز هذا التحدي؟
– مرحبا بكم، وشكرا على الاستضافة. بالنسبة لليلة الوفاء التي أقامها النادي بداية هذه السنة، أعتبرها شخصيا أمسية مهمة، حيث عرّفنا المنخرطين الجدد وعموم الجمهور الفني للمدينة على تاريخ النادي، وذلك بتكريم المؤسسين والاستماع إليهم، ثم ترحمنا على أصدقائنا وصديقاتنا الذين تولاهم الله إلى رحمته. كما استقبلنا أعضاء من الفيديرالية المغربية للتصوير الفوتوغرافي الذين أشادوا بالعمل الجماعي والاجتهادات الفردية للمنتمين لهيئتنا.
واعتبروا ذلك مساهمة فعالة في الفعل الفوتوغرافي على مستوى المملكة المغربية ولمدة ربع قرن. من هنا التقطنا خمسة وعشرين، وقلنا لماذا لا نرفع تحدي إقامة هذا العدد على مدار سنة 2023. صحيح هو تحد ليس بالأمر الهين، لأن ذلك يتطلب الوسائل المادية المهمة والحضور الدائم للأعضاء الذين يشتغلون بشكل تطوعي. لكن ما يجعلني متفائلا هو توفر نادي أكادير على خزان من المشاريع الثقافية الفنية، ستضيف لمسة فنية خاصة على المشهد الثقافي للمدينة.
ومن جهة أخرى أنا فخور بالاستعداد الدائم الأعضاء للعمل بجد، وإلى أبعد الحدود حتى انجاح أي مشروع يقْدِمون عليه. ثم لا ننسى أيضا ثقة الشركاء في تاريخنا وفي أعملنا التي نقدمها لهم. وأقول لك أنه إلى غاية انجاز هذا الحوار شارفنا على نسبة 25% من الإنجاز، مع العلم أننا في الجمعية نهتم بجودة العمل وقيمته الفنية أكثر مما تهمنا الأرقام في حد ذاتها.
– اقترحتم – خلال رمضان المنصرم- على ساكنة وزوار مدينة الإنبعاث مجموعة من الأنشطة الفنية. هل يمكن أن تعطونا نظرة عامة عنها؟
– شهر رمضان موعد يميل فيه الإنسان إلى السمر. هنا اقترح النادي “الكرسي الفوتوغرافي ” وتتلخص فكرته في كونه لقاء مفتوحا مع أحد الفنانين، يحدث الحاضرين عن حياته وأعماله وعموم تجربته.
وفي نفس الأثناء يستقبل الأسئلة من الحضور، ويقدم إجابات عنها. وقد استضاف الكرسي في مواعيده الأسبوعية كلا من الفنان سعيد اوبرايم والمصورة أمينة براقز ثم الرئيس عبد الإله رفيق.
وفي إطار المشاركة في تنشيط ليالي رمضان البرنامج، الذي أشرفت عليه بلدية أكادير وبشراكة مع مجلة نبض المجتمع، قدم الفنان العالمي سعيد أوبرايم، أبرز مؤسسي نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي، إصداره الجديد الذي يحمل عنوان “الجيل الأخير من الرحل بإملشيل” وهو كتاب مصور يقول عنه الدكتور خالد ألعيوض: “بأنه كتابة خارجة عن المألوف، لأنها كُتِبت بالضوء قبل القلم. فيها تجربة فوتوغرافية رائعة لمبدع كبير، يجب أن يعرفه الناس.
هو سعيد اوبرايم ابن هذه المدينة، ولكن شهرته اليوم تتجاوز الآفاق” وفي نفس الإطار دائما كان لفانتينا فاطمة إنغنان وحنان الدرهم مشاركة قيمة في حفل نساء مبدعات، الذي كان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. ومن محاسن الصدف، ونحن في هذا الشهر العظيم يعود الناس للحديث عن رؤية الهلال وعن مواضيع لها ارتباط بالفلك، قدم لنا المهندس ايوب محاسني عضو النادي من مدينة الرباط، تكوينا حول تقنيات تصوير المناظر الطبيعية وعلى الخصوص تصوير النجوم، كما بسط لنا بعض أعمله وموجرا عن تجربته في هذا التخصص الفني الذي يحتاج تكوينا وامكانيات غير يسيرة. وهذا امر يسعدنا كتيرا حيث أصبح الإقبال على النادي من مدن مغربية اخرى ومن طرف فنانين لهم وزنهم على الصعيد الوطني.
– ألتقط من بين انشطتكم الرمضانية نشاط “الكرسي الفوتوغرافي” وأود أن أستوضحكم عن سبب نزول هذه الفكرة وقيمتها المضافة وعن إمكانية الإستمرار فيها، حتى تكون نشاطا دوريا، يستضيف فنانات وفناني النادي أو ضيوفه من داخل وخارج المملكة المغربية؟
– كما أشرتم إلى ذلك، فعلا ” الكرسي الفوتوغرافي” نشاط ذو أهمية كبيرة، وأنا أعتبره شخصيا “ماستر كلاس” لتجارب محترفي الصورة بأكادير.
لأنه يجعلك أكثر قربا من الفنان المحاوَر حيث يحكي لك حياته ومراحل تطور فنه ويحدثك عن آلامه. ففي مدة لا تتجاوز ساعتين من الزمن تتمكن من الحصول على ملخص تجربة عُمُر. بعد نجاح هذه التجربة خلال رمضان المنصرم، نفكر داخل مكتب النادي في جعل هذا النشاط دوريا وبالموازاة مع الأنشطة الأخرى التي ننظمها وخصوصا وأننا نستقبل فنانات وفنانين لهم تجارب يجب أن تُحْكى للأجيال الجديدة، كما يجب أن توثق وتتم مشاركتها عبر وسائل التواصل الحديثة.
– ختاما، نعلم بأن الأفكار والمشاريع هي بناء متكامل الأركان، وأن من بين أسُسِه المهمة هو توفر الدعم المادي الذي يجعل الفاعل الثقافي يركز كل اهتمامه على ابداعه. كيف حالكم مع دعم مشاريكم الفنية؟
– ربع قرن من العمل المتواصل على الساحة الفنية مكَّن جمعيتنا من كسب ثقة مجموعة من المدعمين العموميين والخواص، لكن حجم تطلعاتنا وما نسعى لإنجازه يفوق دائما حجم ما نتوصل به من دعم.
ويبقى الإصرار وروح الفريق هما الضامنان الأساسيان لإنجاح أي نشاط أو مشروع نشتغل عليه.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News