الرأيالمجتمع

فاطمة عريف* : التخلي عن الأطفال مآساة إنسانية..وعلى المؤسسات الرسمية تحمل المسؤولية..

قال فاطمة عريف رئيسة جمعية صوت الطفل بأكادير متحدثة عن ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم:

“إن ظاهرة التخلي عن الأطفال هي مأساة إنسانية واجتماعية، تنتهك حق الطفل في الحياة، وعلاجها يقتضي إجراء أبحاث سوسيولوجية معمقة لفهم جذورها العميقة، كما يقتضي جرأة قانونية لتسهيل مساطر التكفل، وذلك من أجل منح الحق في الحياة لهؤلاء الأطفال الذين يكونون في الغالب ثمرة لعلاقات خارج إطار الزواج.

ولتفسير هذه الظاهرة وفهمها، يجب أولا البحث في جذورها، فأغلب حالات الرضع المتخلى عنهم تعود لأسباب أخلاقية، حيث تقوم الأم بخطوة التخلي عن رضيعها خوفا من “الفضيحة”، لأن عملية الحمل تكون خارج إطار الزواج، وغالبا ما تكون بسبب تنكر الشريك لوعوده للأم بالزواج، وهو ما يضعها في خانة الأمهات العازبات، وبالتالي تعرضها لهذا الوصم المرفوض اجتماعيا…

وبخصوص التدابير المقترحة للتصدي للظاهرة، فإن أدوارنا كجمعيات مجتمع مدني، وإن كانت ذات أهمية، فإنها لا تكفي، إذ ترتكز أساسا على المواكبة والمؤازرة، والنضال من أجل تحقيق الوقاية والحماية لهذه الشريحة من المجتمع… إلا أن الدور الكبير لإيجاد الحلول للظاهرة تضطلع به مؤسسات الدولة…

وأظن أن أولى الخطوات التي يجب التركيز عليها هي دعم ومساندة الأمهات العازبات للحفاظ على أطفالهن، وذلك لن يتأتى إلا بتوفير الحماية القانونية لهن، مع تنظيم عملية التكفل بالأطفال لكي لا تبقى عشوائية…

وفي هذا الصدد، فإننا كفاعلين مدنيين نضع في صلب مطالبنا ضرورة تعديل قانون الكفالة، وذلك لما تشوبه من نواقص، ونرى أن قانون الأسر المستقبلة يعتبر حلا مناسبا بالنسبة للأطفال المتخلى عنهم، إلى جانب التركيز على تطوير أداء مؤسسات الرعاية الاجتماعية.

وختاما، فإن التصدي لظاهرة الأطفال المتخلى عنهم يبدأ بتعزيز شروط الوقاية، واعتماد استراتيجيات مدروسة للحماية الاجتماعية عبر التحسيس والتوعية في مجال التربية على الصحة الإنجابية والجنسية، كما يجب إعطاء الأولوية، في إطار تشاركي، لوضع برامج وأنشطة مدرسية وجامعية هادفة تسلط الضوء على الظاهرة.”

* فاطمة عريف: رئيسة جمعية صوت الطفل

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى