المجتمع

طنجة تحتضن المؤتمر الوطني الثالث لطب الأورام الهضمية حول مستجدات سرطان المستقيم

شكل سرطان المستقيم السفلي الموضعي، وتحدياته العلاجية والمستجدات الطبية ذات الصلة محور النقاش خلال المؤتمر الوطني الثالث للجمعية المغربية لطب الأورام الهضمية (SMOD)، الذي افتُتح امس الجمعة بمدينة طنجة.

والممتد على مدى يومين جمع ثلة من الأخصائيين القادمين من المغرب وفرنسا وألمانيا من بينهم جراحون وأطباء أورام وأخصائيو العلاج بالأشعة وأطباء الجهاز الهضمي والأشعة والتشريح المرضي
ويهدف تبادل المعارف حول المستجدات العلمية والعلاجية الأخيرة، وتعزيز المقاربة متعددة التخصصات في التكفل بهذا المرض المعقد .

شدد رئيس الجمعية المغربية لطب الأورام الهضمية، البروفيسور عبد الإله الصوادقة على ضرورة كسر الطابوهات المحيطة بهذا النوع من السرطان الذي يعرف انتشارا متزايدا بالمغرب.

وأوضح البروفيسور الصوادقة جراح مختص في الأورام السرطانيةأن سرطان المستقيم السفلي يبقى من الأورام الصعبة من حيث العلاج والتقبل من طرف المرضى، مبرزا أن هناك ترددا كبيراً يحيط بالعملية المعروفة باسم “الفغر القولوني” (colostomie)، والتي يُنظر إليها في الغالب كعملية ثقيلة وتشوهية.

أبرز المتحدث ذاته أن هناك تقنية بديلة معمول بها في المغرب، تعرف اختصارا باسم CPPC، موضحا أن هذه التقنية، والتي تم نشر نتائجها علميا، تُغني عن الحاجة إلى القيام بفتحة في البطن، كما توفر نسبة رضا تصل إلى 70 في المئة على المستويين النفسي والاجتماعي.
وأضاف البروفيسور الصوادقة إننا “نحقق أيضاً معدلات شفاء تصل إلى 70 في المئة خلال خمس سنوات”، معتبراً أن هذه الأرقام مشجعة بالنسبة للمرضى.
وأكد أن المؤتمر يشكل كذلك فضاء للتفكير الجماعي، وفرصة لمختلف الفاعلين المعنيين بهذه الأمراض الورمية من أجل التشاور وتحديد أفضل استراتيجية علاجية ممكنة.
وأبرز أن الأهم هو وضع المريض في صلب المسار العلاجي مما
يتيح له مواصلة حياته بشكل طبيعي دون معاناته من تشوهات كبيرة أو التسبب في تغييرات في صورته الجسدية مؤكدا أن الهدف لا يقتصر على العلاج فقط بل يشمل أيضاً الحفاظ على كرامته وتوازنه النفسي وجودته المعيشية اليومية.
وخلال الجلسة الأولى من المؤتمر التي خصصت لعلم الأوبئة والكشف المبكر والوقاية، شدد المتدخلون على الأهمية الحيوية للكشف المبكر والمتاح لسرطان القولون والمستقيم، لتحسين فرص الشفاء.
كما توقفوا عند البعد الاقتصادي لهذا المرض، من خلال تحليل دقيق لنسبة الفائدة إلى التكلفة وفائدة الكشف المبكر في المغرب، مع تقديم الابتكارات التي جاءت بها تقنية (Colosafe) والتي تعيد تعريف أساليب الكشف المبكر بفضل نهج غير تدخلي وواعد.

وشكلت الجلسة ذاتها فرصة لمناقشة موضوع الوقاية الكيميائية (chimioprophylaxie) من سرطان القولون والمستقيم لدى مرضى التهابات الأمعاء المزمنة (MICI)
مع التأكيد على ضرورة تطوير استراتيجيات ملائمة لهذه الفئة
من المرضى المعرضين للخطر.

تجدر الإشارة إلى أن النقاشات ستتواصل خلال الجلسات المقبلة لتشمل المقاربات الجراحية لسرطان المستقيم السفلي والتطورات التشخيصية، وكذا الاستراتيجيات والابتكارات العلاجية والجراحية.

وسيُختتم المؤتمر بإصدار توصيات تهدف إلى تحسين التكفل العلاجي وجودة حياة المرضى المصابين بهذا النوع من السرطان.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى