صدور كتاب: “الهيدروجين الأخضر بالمغرب وفرص تحقيق أهداف التنمية المستدامة والأمن الطاقي”..
أصدر الباحثان المغربيان الدكتور رشيد سيح والأستاذ إبراهيم وبها في منتصف يوليوز الجاري (2024) كتابا جديدا تحت عنوان “الهيدروجين الأخضر بالمغرب وفرص تحقيق أهداف التنمية المستدامة والأمن الطاقي”،
وهو الإصدار الأول المشترك بين الكاتبين المهتمين بمواضيع التغيرات المناخية والاستدامة البيئية وسياسات الانتقال الطاقي والدبلوماسية الطاقية. ويعد هذا الكتاب الأول من نوعه بالمغرب الذي يتناول بالشرح والتحليل هذا الموضوع المستجد في العقد الأخير في فضاء الدرس الأكاديمي وعلى ساحة التداول الإعلامي.
وقد جاءت فكرة هذا العمل المشترك في إطار مواكبة مبادرات المغرب؛ وتتبع انخراطه في الجهود الدولية الرامية إلى الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على مستقبل حياة الإنسان على كوكب الأرض، بدءا من التوقيع على مختلف الاتفاقيات الدولية بهذا الشأن مرورا باستضافة مؤتمر قمة الأطراف بمراكش COP22، وصولا إلى لحظة تقديم عرض المغرب بخصوص الهيدروجين الأخضر.
على مستوى الشكل، فالكتاب يقع في حوالي 140 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم مقدمة وخاتمة عامة ومحورين أساسيين، ينتهي كل واحد منهما بخاتمة، وكل محور ينقسم بدوره إلى ثمانية فروع. أما على مستوى المضمون، فقد تطرق الكاتبان في المحور الأول للإطار العام المتعلق بالقضايا البيئية وعلاقتها بالتنمية التي لا يمكن معالجة إشكالاتها إلا من خلال التعاون الدولي عبر المواثيق العالمية لحقوق الإنسان والآليات الأممية لحماية البيئة.
كما عملا على التذكير بالأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها الثروات والموارد الطبيعية لا سيما في دول العالم الثالث في سياق التطوير الصناعي والنمو الاقتصادي، والدور الكبير لهذه الموارد في تحقيق التنمية المستدامة والأمن الطاقي.
إضافة إلى التعرف على السياسة البيئية للمملكة المغربية بالموازاة مع إطلاق المبادرات التمويلية الدولية الهادفة إلى المساعدة على التخفيف من و/أو التكيف مع آثار التغير المناخي، وخاصة ما يتعلق بالسوق الدولية لتجارة الكربون، وما يشهده في السنوات القليلة الماضية من تحولات متسارعة على مستوى البنية والتنظيم.
هذا قبل أن يعرج المؤلفان في المحور الثاني للحديث عن مكون الهيدروجين الأخضر بالمغرب وارتباطه بالسياق العالمي المتسم بتفاقم المعضلة البيئية والجهود المبذولة في إطار التعاون الدولي للحد من آثار التغيرات المناخية.
إلى جانب دراسة تأثيرات تجارة الهيدروجين الأخضر على العلاقات السياسية الدولية الثنائية منها ومتعددة الأطراف، والتحولات الاقتصادية والدبلوماسية الجديدة المرتكزة على الأمن الطاقي. ثم بعدها قام الباحثان بتحليل وثيقة “عرض المغرب” من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، والتنبيه إلى ما يواجهه من تحديات في ظل التنافس الإقليمي والقاري، وتبيان ما يوفره من فرص وممكنات الاستثمار في المشاريع المبتكرة في هذا المجال. مع التذكير في الأخير بأهم محاور الاستراتيجية المغربية للتموقع في السوق العالمية للطاقة الخضراء.
تكمن القيمة العلمية لهذا الكتاب من جهة، في طريقة ومنهجية اعداده ومقاربته متعددة التخصصات حيث يمزج بين حقول معرفية متنوعة يتداخل فيها الاقتصاد والصناعة بالسياسة والعلاقات الدولية والدبلوماسية، ويتقاطع فيها الانتقال الطاقي بالبيئة والتنمية المستدامة. ومن جهة ثانية، في تعدد مراجعه ومصادره الغنية التي تتوزع ما بين الكتب والمقالات والدراسات العلمية وتقارير الهيئات والوكالات المختصة والبلاغات والإعلانات الرسمية، والذي تم استقاء أغلب معلوماته من مصادرها المكتوبة باللغات: العربية والألمانية والإنجليزية والفرنسية.
ومن شأن هذا الإصدار أن يشكل مصدر معلومة للاقتصاديين المهتمين والمستثمرين الراغبين في التعرف على إمكانات المغرب في قطاع الهيدروجين الأخضر والفرص التي يتيحها، ويعد مرجعا هاما للباحثين وطلبة الدراسات العليا، كما يمكن النظر إليه باعتباره مدخلا توضيحيا لعموم الراغبين في الاطلاع على الموضوع.
وفي الأخير، بقي أن نشير إلى أن الكتاب متوفر حاليا فقط على منصة أمازون، في انتظار الانتهاء من الإجراءات الإدارية والمساطر القانونية قصد طبعه ونشره وتوزيعه داخل أرض الوطن.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News