صالون الشافعي: محفل الأدباء والشعراء بأكادير
هي تجمعات ثقافية للأدباء والمفكرين والفنانين، فضاء لمناقشة الأفكار وتبادل الآراء حول الأدب والفن والفلسفة والسياسة.
نتحدث عن الصالونات الأدبية التي كانت تعتبر مركزا للإبداع والتبادل الفكري، فقد لعبت دورا مهما في تشكيل الثقافة والفكر وعرفت انتشارا كاسحا في الكثير من الدول كنشوءها في فرنسا القرن 17 وفي إيطاليا القرن 19.
أما في الأندلس، فيمكن الحديث عن صالون ولادة بنت المستكفي في القرن 11، ثم بدأت تنتشر بعد ذلك في البلدان العربية كمصر والقاهرة؛ المدينة التي لا يمكن أن تُذكر دون أن يُستحضر في الأذهان صالون مي زيادة الأدبي الذي كان المفكر عباس محمود العقاد من أبرز الشخصيات التي حضرها.
وصلت ثقافة هذه الفضاءات إلى المغرب، وبانت نوادي أدبية مثل نادي شاعر الحمراء ونادي المختار السوسي بمراكش ونادي عبد الله الجيراري بالرباط، حيث يلتقي النخبة ليبدعوا، ونعلم أن الإبداع يحتاج شروطا ومكانا بمعايير خاصة للذات الإبداعية فهو كما عرفه محمد اشويكة في كتابه “النص والصورة”، عملية تستدعي من الذات مجهودا جبارا وطقوسا خاصة يلزم توافرها.
هكذا الحال في صالون “رياض الشافعي” حيث طقوس الإبداع متوفرة. قبل أن تطأ القدم الرياض لن تفوِّت العين رؤية موقعه “حي تالبرجت” أو “تالبرجت الجديدة” -حاليا- بعد زلزال 1960.
وفي سياق عرف فيه حي تالبرجت إعادة البناء، لم تكن الرياضات معروفة في سوس على غرار مراكش وفاس، فتأسس رياض الشافعي على يد الشاعرة أم العيد (والدة محمد علي الشافعي ).
رياض، مع فتح بابه تلتقي بالوجه البشوش للإعلامي محمد علي الشافعي ، وتفوح رائحة البخور لتنقل كل من دخله إلى عالم الثقافة وتناديه للغوص في ثنايا الفن والثقافة و الإبداع .
زخرفة المكان ونخلة الثمر التي تتوسطه كانتا إلهاما للعديد من الفرق الفنية، نذكر على سبيل المثال فرقة تكادا، ناس الغيوان، بيزماون الخ.
وعند الجلوس في أحد أركانه نعثر على أثر كبار الفنانين الذين زاروه، فنسمع “أوتار” محمد رويشة في هذا الركن، وصوت عبد الوهاب الدكالي الرنان في الركن الآخر ، والغناء الأمازيغي مع عمر واهروش يشنف مسامعنا…
وتدخل إلى عالم الأدب مع محمد الصقلي، العربي بن بركة، المختار الحليمي وتجد في ركن آخر أثر الحديث الثقافي بين نجمات الإعلام لطيفة القاضي، بديعة ريان، لطيفة الفاسي، وزاوية أخرى أحييت فيها أمسيات نسائية كناوية حيث سُمع إيقاع الكمبري والقراقب والطبل.
في الحقيقة يظل تأثير هؤلاء الأدباء حاضرا في هذا المجلس الأدبي، ومعرفة أن عقولا مبدعة وموهوبة تواجدت فيه، يشعل شرارة العلم والإبداع بل يُشعر النفس بالفخر كونها جزء من سلسلة طويلة من الأحداث الأدبية ومن هذا الإرث الأدبي الملهم.
🖍️بقلم إحسان كحمو
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News