السياسة

شهادة من الإحصاء: ضاعت اللغة الأمازيغية بين الاستمارتين يا سي الحليمي..

كتب الأستاذ الباحث عبد السلام خلفي في تدوينة له ما يلي:

إن أسوأ ما يمكن أن يحس به المواطن هو أن يحس أنه “تقولب” ويتم العبث به من طرف جهة من الدولة يضع فيها كل ثقته.
أعلم الآن كيف يستخرج السيد الحليمي نسبة 99% من المغاربة ناطقين بالدارجة، و27% فقط هم الناطقون بالأمازيغية.
ما هذا يا مندوبية الإحصاء ؟ هل هذه هي الموضوعية والنزاهة والدقة التي دعا إليها الملك محمد السادس في رسالته حول عملية الإحصاء؟

آجي تقرأ هاذ العجب. حواري  مع باحث في عملية الإحصاء..من غرائب الإحصاء الحالي:

اليوم على الساعة السابعة والربع دق باب داري رجل او الباحث في الإحصاء العام للسكان. بعد أن قدم لي نفسه ورحبت به، أفهمني المهمة التي جاء من أجلها. قلت له مرحبا،
أخرج من محفظته لوحة الحاسوب tablette وشرع في طرح الاسئلة:
– ما اسمك؟ في أي سنة ولدت؟ اين ولدت؟ ما اسم زوجتك؟ كم لديك من أبناء؟ أين ولدوا؟ هل سبق لك ان هاجرت الى خارج البلاد؟ كم من الوقت قضيته خارج البلاد؟ هل قضيت خارج البلاد أكثر من ستة أشهر؟ هل هاجرت معك اسرتك أو أحد أفراد الاسرة؟ الخ.
لقد كان رجل الإحصاء يسأل وأنا أجيب بكل اعتزاز ووطنية. كيف لا وأنا كنت أحس في دواخلي أن تلك الأجوبة التي أقدمها هي ما سيتحول، عندما ستجتمع، الى مؤشرات لوضع مشاريع التنمية الكبرى التي يؤطرها دستور المملكة. لكن في رمشة عين تحول كل شيء أمامي الى سؤال قلق وإلى أزمة ثقة حقيقية بيني وبين “مول الإحصاء”، ففي الوقت الذي كنت أستعد فيه للإجابة عن الأسئلة الأخرى والتي منها سؤال اللغة أو اللغات التي أتقنها، ويتقنها أفراد عائلتي كما يأتي دائما في نتائج الإحصاء، مد إلي يده وقال لي:
-شكرا على المعلومات أستاذي.
نظرت اليه مندهشا وقلت له:
– هل كل ما لديك من أسئلة؟
أجابني بكل ثقة:
-صافي، داك الشي اللي كاين.
قلت له متسائلا:
– وماذا عن الأسئلة التي لها علاقة باللغة/ اللغات؟
قال لي: عليك أن تعلم ان هناك استمارتان: الاستمارة الاولى بها أسئلة قليلة، “أو هي اللي جات فيك”. وهذه الاستمارة لا تتضمن أسئلة حول اللغة/ اللغات. وأما الاستمارة الثانية فهي طويلة، وبها الكثير من الاسئلة وتحتوي على أسئلة اللغة/ اللغات.
طرحت عليه السؤال:
– هل معنى هذا أن نتائج الإحصاء لن تشير إلى موضوع اللغات ؟ أو أن رجل أو امرأة إحصاء آخر /أخرى سوف تمر بالمنزل لتأخذ أقوالي؟
أجابني ونصف ابتسامة مرتسمة على وجهه الأيسر:
– لا لن يمر أحد آخر.
انفعلت، وقلت له:
-ولكن كيف ستعرفون مثلا عدد الناس الذين يتحدثون الأمازيغية، مثلي مثلا أنا وجميع افراد أسرتي ؟
تراجع رجل الاحصاء قليلا الى الوراء وقال لي:
– “بصح، عنداك الحق، ولكن هادشي اللي كاين، انت جات فيك الاستمارة القصيرة، ما جاتش فيك الاستمارة الطويلة”!!!!
حاولت أن أستفهمه أكثر عن مآلي ومآل أفراد عائلتي في هذا الإحصاء في موضوع اللغات، لكنه لم يجبني، اكتفى بالقول:
– والله أخويا ما عارف!!!!
– قلت له منتفضا: ولكن هذا غير ممكن لأن نتائج الإحصاء ستعلن نتائج تتعلق باللغات، ومنها اللغة الرسمية الأمازيغية، فمن أين ستأتي النتائج ؟
ثم حاولت أن أهدئ من روعي وطلبت منه:
– واخا، اعطيني الاستمارة الأخرى. انا بغيت نعمر الثانية.
أجابني:
-صافي راه عمرت الأولى ودخلات في السيستيم.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى