الثقافة

شعر: النداء الأخير..!

  • بقلم حليمة تمسنى//

أخبروني كيف لي أن لا أغازله؟ و هو من فتح لقصر العشق بابا بات القلب فيه عبدا مأمور

ما ظننت يوما قلبي سيحلق بعيدا ، و يغرد بنبضه كالعصفور

أصبحت أحب عقارب الساعة و تذاكر القطار و تعابير وجهه المبهور

شعره ينحني خجلا على جبينه ، يداعبه أمامي كطفل غيور

دعوني أخبره :كفاه فتونا بالقميص الأبيض، و كأن الزرار المفتوح على الصدر برؤياي مسرور

اه ما أجمل محطة القطار ! فذاك أنت و هذه أنا…

أنت القابع أمامي لاغيا كل الحضور

و أنا المتنائية بالأمتار و القريبة باللهفة و الشعور

أنا القسيمة بنقر كعبي العالي المغرور

بقفازاتي المشبكة و فستاني الأسود المأسور

لقد جن جنوني و حز قلبي فأضحى من الشوق أبثر مضرور

مللت لهفتي و تجشمي و إنتظاري المجهور

تلاعب الشوق بملامحي فلا تقترب، فعيوني لا تجيد إلا كشف المستور

اسمح لي أن أقول لك ، معتق بما يكفي و أشد من الخمر المخمور

بثنايا مسمعي لحن النداء الأخير للركاب ، ما أجمل النداء الأخير أليس كذلك ؟

أقسم لكم أني سافرت و أنا في مكاني كالصخور

سافرنا و شربنا القهوة ، مسكنا الأيادي و شممت فيه أجمل العطور

و أسمع قلبا تاب عن الهوى ما يقال في ليالي الغزل المتنور

أمعقول بالفصيح أكتب أشعاري ، و أمام عينيه أتلعثم بكلام معثور

أقسم أني سافرت و أنا لم أتحرك ، سافرت بين أحرفي و السطور

مهلا فالخطو منك جامح ، والقلب لم يعد له مقدور

أعد لي قلبي و كفاك تلبثا به ، فهواي يستوجب رجلا صبور.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى