
سارة محسن كربخال أو عندما تفرض المرأة المغربية ذاتها في العالم الفلاحي
بينما يحتفل العالم في الثامن من مارس كل سنة باليوم العالمي للمرأة، يظل تسليط الضوء على الأدوار الريادية للنساء في القطاعات الاقتصادية ضرورة ملحة، خاصة في المجال الفلاحي الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني. في هذا السياق، تبرز قصة نجاح السيدة سارة محسن كربخال، واحدة من القيادات النسائية البارزة التي لم تكتفِ بتحقيق إنجازات اقتصادية، بل جعلت من تمكين المرأة في القطاع الفلاحي رسالة والتزامًا.
*رائدة في قطاع الفلاحة والتصدير*
بـ MBA في إدارة الأعمال وخبرة تمتد لأكثر من 20 سنة في قطاع المنتجات الطازجة، نجحت سارة محسن كربخال في إدارة شركتين رائدتين متخصصتين في إنتاج وتصدير الخضروات والفواكه الحمراء. من خلال إشرافها على الإنتاج، التعبئة، والتصدير، استطاعت أن تؤسس علامة تجارية قوية على الصعيدين الوطني والدولي، مما جعلها من بين النساء الرائدات اللواتي قدن هذا القطاع الاستراتيجي نحو العالمية.
*رؤية قيادية تلهم التحول الاقتصادي*
لا تقتصر رؤية سارة كربخال على تحقيق النجاحات التجارية، بل تتجاوز ذلك إلى إعادة تشكيل مشهد الاستثمار الفلاحي في المغرب من خلال تعزيز دور المرأة في هذا المجال. بفضل إصرارها ونهجها الريادي، استطاعت أن تفرض وجودها في قطاع ظل حتى الأمس القريب حكرًا على الرجال.
وبفضل مثابرتها، تكوينها الأكاديمي المتخصص في تدبير المقاولات بإسبانيا، وإيمانها العميق بقدرات النساء، نجحت في إحداث فرق جوهري، سواء من حيث التوسع في الأسواق أو من خلال دعم النساء وتمكينهن داخل المجال الفلاحي.
*تمثيل المغرب في المحافل الدولية*
في إطار جهودها لتعزيز الحضور المغربي في السوق العالمية، سجلت سارة كربخال مشاركة متميزة في منظمة Global Women Fresh (GWF)، وهي منصة عالمية تهدف إلى تمكين النساء في صناعة المنتجات الطازجة. وخلال الدورة الـ32 للمعرض الدولي “Fruit Logistica” في برلين، أحد أكبر الملتقيات الدولية في تسويق الفواكه والخضر، قدمت مداخلة ملهمة حول تمكين المرأة في الفلاحة، وأهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع لتحقيق تحول مستدام في المجال.
*التزام اجتماعي يعزز الاستدامة*
إلى جانب نجاحها المهني، تؤمن سارة كربخال أن المقاولة ليست مجرد وسيلة لتحقيق الأرباح، بل يجب أن تحمل بُعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا. ومن هذا المنطلق، حرصت على إطلاق مبادرات مواطنة داخل مؤسستها، من بينها:
برامج تدريب وتأهيل النساء في الإدارة الفلاحية والقيادة.
تحقيق المساواة في الأجور والاستقرار الوظيفي للنساء العاملات.
إحداث دور حضانة لدعم الأمهات العاملات وتسهيل التوازن بين العمل والأسرة.
ترقية النساء إلى مناصب قيادية لضمان تمثيل أقوى لهن في مراكز القرار.
*نحو مستقبل أكثر إشراقًا*
تظل قصة نجاح سارة محسن كربخال مثالًا حيًا على قدرة المرأة المغربية على تحقيق النجاح محليًا ودوليًا، رغم التحديات. إنجازاتها لم تقتصر فقط على تطوير أعمالها، بل تعدت ذلك إلى إحداث تأثير مجتمعي واقتصادي مستدام، وإعطاء دفعة جديدة لدور المرأة في القطاع الفلاحي، الذي يمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد المغربي.
وبينما تواصل تحقيق النجاحات، فإن رحلتها تعد مصدر إلهام لجيل جديد من النساء المقاولات، الطامحات لترك بصمتهن في عالم الأعمال والاستثمار، سواء داخل المغرب أو على الساحة العالمية.
أكادير : إبراهيم فاضل

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News