رسالة مفتوحة إلى سعيد يقطين..لكي لا تتحول إلى أخساي AKHSAY
- الحسين بو الزيت //
أنا سعيد…أنا يقطين، أنا أمازيغي… أنا لست أخساي
من الرمل، مرورا بالرمل، ووسط الرمل، إلى الجبل. بلاد تنضح من جغرافيتها رائحة السعادة الاأدية. موطن لغة الآلهة، موطن ابن رشد أبو العلم والمعرفة وقنطرة مرور العلوم بين الشعوب والأمم على ضفتين، شمالية وجنوبية، لبحر ناصع البياض، بياض ثلج القمم بجبل العياشي وتوبقال، وصوف نوميديا غير بعيد، بياض القلوب المنتجة للثقافة والمعرفة. قد أكون بالغت في الوصف وهذه هي الثمالة، ولكن لم أكذب.
هذه نزهة خفيفة في تاريخ الأمازيغيين ومحاولة جدية لتحويل عجب غرابة الأمصار إلى ألفة الأبصار، والألفة تلغي دوما الفوارق المصطنعة، من قبل رواد الانتماءات الضيقة والهويات المصطنعة والقاتلة، ولو اعترضنا يقين يقطين مزهو بأزهاره الصفراء، وأوراقه شبه المنحرفة واليقطين شجر غير مستقر، جوال بين الأمم، قالوا إن موطنه الأصلي أمريكا الشماليةـ كندا والولايات المتحدة، ولو أنه زرع هنا قبل اكتشاف أمريكا وأنقد نبي الله يونس في بحر ماسة عندما لفظه الحوت الضخم، هنا موطن اليقطين وإن لم يكن؛ فقد استسلم وأصبح واحداً من جوقة اليقطين الوطني ومن أشجار البلد الآمن المغرب، ولكن اليقطين الانسان يرفض، ينكر، يتعالى على يقطين البلد ويرفض أن يتبلد مع اليقطين الآخر وأصر أنه من هناك، نبت بين جلاميد جبال اليمن السعيد، وقال إن جذوره حسب أقدم الأدلة من هناك، ولكن بذور اليقطين، تعرف من أين هي وحمضها النووي من هنا وسلسلته غير تلك التي تسكن الكهوف وراء الجلاميد ويرتدي رجال بلدها التنويرة النسائية هنا.
يقطين اليقطين يرجع تاريخه الى ما بين بين 7000 و5500 قبل الميلاد، وعثر عليه في بلاد جنوب بلاد الكوبوي. ولكن القرع الدكالي والماسي والعبدي أقدم، ولك في بنك الأمازيغ اكَودار أكبر دليل وجودي، تشترك التصنيفات النباتية لليقطين، في الخصائص كلها وذلك شأن آكلي اليقطين، ولكن سيقان اليقطين المغربي ثابتة وشائكة، ولكن ليست منحرفة، وفي هذا تختلف مع القرع اليمني الصحراوي المستحيل.
يستمد اليقطين المغربي لونه الجميل من كيمياء الألوان الأمازيغية الزاهية، التي تركزها الرطوبة الوفيرة على ضفاف الأودية السخية، العذب ماؤها، والملهمة لشعراء أوفياء لهواء الوطن ولن تكون لآخرين، والمنزعجة قلوبهم وللمفلسين والمغتربين من نقاد يبحثون لأنفسهم عن هوية مختبرية ميكروسكوبية مارقة، وهم بذلك اختاروا أن ينسحبوا من عصبة الباحثين عن الانتماء إلى عالم اليوم وإلى ثقافة العصر التي تنبذ الانغلاق وتتجه نحو الكونية ولا تعترف بعرق بدوي وآخر متفوق ومتحضر، ثقافة لا تعرف إلا أن تسمي الأمور بمسمياتها العلمية الحديثة والرحبة بل الجامعة للإنسانية جمعاء.
الكلمة للتاريخ يا يقطين…
أقدم الكتابات التي وصلتنا عن الأمازيغ ترجع قيام حضارتهم إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، ومنها كتابات شعوب البحر الأبيض المتوسط وهذا ما ينطبق على الكتابات والبرديات التي وجدت عند المصريين القدماء، وتطلق على الأمازيغ أسماء مختلفة، حسب الفترات التاريخية منها الليبيون والنوميديون والجيتوليون.
وحسب المؤرخين فقد عاصر الأمازيغ أقوى إمبراطوريات العالم القديم، ولعب الامازيغ دورا محوريا في تأسيس حضارة تلك الإمبراطوريات القوية كما لعبت هي الأخرى أدواراً فعالة في تاريخهم وحضارتهم، تفاعل ثقافي وعسكري مازال مستمرا إلى اليوم. والنموذج القرطاجي خير مثال لصيغ التفاعل الإيجابي بين الأمازيغ والفينيقيين، وكانت الحصيلة هي البونيقية كما تعتبر مدينة قورينا تعبير صريح لقوة التفاعل بين الأمازيغ والإغريق، وتفاعلوا كذلك مع الرومان وتطورت مدينة قرطاج إلى مدينة من أقوى مدن البحر الأبيض المتوسط على غرار روما، عاصمة الامبراطورية الرومانية، فتفوق الأمازيغ في كل جامعات العالم القديم المجاور لبلادهم التاريخية، القديس سان أوغسطين وترتوليان وأبوليوس، نماذج حية للنبوغ الامازيغي في تاريخ العالم القديم
ولأن التاريخ لا يعرف استقرارا، وتياراته في حركية دائمة فقد تحرك العرب صوب بلاد الأمازيغ قصد تحصيل الغنيمة، وفي خضم ذلك استفاد العرب من الأمازيغ حين جعلوهم في مقدمة جيوشهم الغازية والفتاكة، عندها سيظهر يسجا أجومان الأمازيغي صاحب المصير التراجيدي بعد أن كان بطلا تحت اسم طارق ابن زياد الذي تقدم غزوات الجيوش البدوية – نسبة إلى بدو شبه الجزيرة العربية – قائد أمازيغي غزى الأندلس وأكسبته انتصاراته وخططه العسكرية شهرة عالمية لا نظير لها في ذلك التاريخ، ودفع ضريبة لم يسبقه إليها أحد، ولو لا تخليد اسمه الإخباري العربي(النصوص العربية) في جبل طارق نسبة إليه، ولكن تاريخ الأندلس مسه التصحيف ونسب لغير الأمازيغ، الذين بنوا حضارة متوسطية هناك وسرقت منهم عندما نسبت لغيرهم من الأقوام والشعوب، مع العلم أن الحضارة التي أسست هناك مازال الاسبان يطلقون عليها الحضارة المورية ويقصد بها كل ما بني وأنتج في الأندلس في تلك الفترة التاريخية، والمور كما هو معروف هو أحد الأسماء التاريخية للامة الأمازيغية والتي ورثها المغاربة.
وهذا لا يبرز فقط تأثير الأمازيغ في الحضارة القوطية المنتشرة في الأندلس قبل تاريخ الغزو وخضوعها فيما بعد للإمبراطوريتين الأمازيغيتين الصنهاجية مع المرابطين والمصمودية مع الموحدية والزناتية مع المرينيين.
كن أمازيغياً لكي تكون حرا وتتجنب البربرية يا يقطين !
ان تكون أمازيغيا يعني أن تكون حرا ورجلا ونبيلا، يتكلم أوال أمازيغ النبيل ولا تكن مثل العرب الذين يطلقون علينا البربر، ويسمون اليوم الضربات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية بالهجمات البربرية وهو الشيء الذي يرفضه كل أمازيغ العالم في شمال افريقيا والدياسبورا لسبب بسيط وهو أن هذه العبارة تنم عن وصف عنصري مقيت ويعني الانسان المتوحش والهمجي والبعيد عن الحضارة وهذا ما حاولت تمريره عبر رسالتك المسمومة.
وأنت تعلم أن الأمازيغ بنوا حضارتهم في شمال إفريقيا موطنهم الأصلي وهي رقعة جغرافية تمتد من غرب مصر القديمة وواحة سيوا إلى جزر تكناريين أو الكناري ومن جزيرة صقلية جنوب البحر المتوسط إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي، وبوركينافاصو والتشاد وأجزاء مهمة من السودان، ولم يعرف من قبل الباحثين أي شعب استوطن شمال إفريقيا قبل ايمازيغن.
وإليك هذه المرافعة التاريخية
يتكلم إيمازيغن اللغة الأمازيغية، ولها تنويعات جهوية ومحلية على غرار كل لغات العالم وتختلف قليلاً من منطقة إلى أخرى، في المستوى الفونيمي، مع الحفاظ على الدلالة نفسها، ومع ظهور الإسلام في إفريقيا الشمالية حسب شارل اندري جوليان استعربت معه أقلية من الأمازيغيين في شمال افريقيا، والإيطالية في جزيرة سيسليا أما الكَوانش وهم أمازيغ جزر الكناري، فقد تمت أسبنتهم حسب الباحث المغربي الكبير أحمد صابر على غرار شعوب أمريكا الجنوبية وجنوب شرق اسيا كما حدث في الفليبين وفي إفريقيا جنوب الصحراء كذلك.
وابتكر الأمازيغيون خط تيفيناغ والذي يعني اكتشافنا، أي تيفي ناغ وهو الخط الذي نجده في الحلي والزرابي والوشم، كما نجده منتشرا في كل بقاع تامزغا في الشعاب والأودية كما نقش على الصخور، وهذا ما نجده في السمارة واهوكَار، وايش في فكَيكَ وصحراء تونس وليبيا وغيرها من مناطق بلاد الامازيغ
واليك الآن لائحة لمشاهير الأمازيغ للادلاء بها عند الحاجة، هذه اللائحة المتميزة لهؤلاء المشاهير الأمازيغ الذين يمثلون جوانب مختلفة من التاريخ والثقافة والعلم، وقد تركوا بصمات واضحة في مجالاتهم:
- عباس بن فرناس:
- تاريخ الميلاد: 810م.
- تاريخ الوفاة: 887م.
- الشهرة: أول من حاول الطيران، عالم في الرياضيات والفلك والكيمياء، ومخترع للطائرات الشراعية.
ملاحظة: وكالة ناسا أطلقت اسم عباس بن فرناس على فوهة على القمر.
- ابن آجروم:
- الاسم الكامل: أبو عبد الله محمد بن محمد بن آجروم الصنهاجي.
- تاريخ الميلاد: 1273م.
- تاريخ الوفاة: 1323م.
- الشهرة: مؤلف كتاب “الآجرومية” في النحو.
- ابن بطوطة:
- الاسم الكامل: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن بطوطة.
- تاريخ الميلاد: 1304م.
- تاريخ الوفاة: 1377م.
- الشهرة: رحالة ومؤرخ، لقب بأمير الرحالين المسلمين.
- ابن رشد:
- الاسم الكامل: أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد.
- تاريخ الميلاد: 1126م.
- تاريخ الوفاة: 1198م.
- الشهرة: فيلسوف وطبيب وفقيه، اتهم بالكفر والإلحاد.
- ابن منظور:
- الاسم الكامل: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن أحمد.
- تاريخ الميلاد: 1232م.
- تاريخ الوفاة: 1311م.
- الشهرة: مؤلف “لسان العرب”.
- محمد البوصيري:
- الاسم الكامل: أبو عبد الله محمد بن سعيد البوصيري.
- تاريخ الميلاد: 1213م.
- تاريخ الوفاة: 1295م.
- الشهرة: شاعر صنهاجي اشتهر بمدائحه النبوية، أشهر أعماله “الكواكب الدرية”.
- يحيى الزواوي:
- الاسم الكامل: أبو الحسن يحيى بن محمد الزواوي.
- تاريخ الميلاد: 564هـ.
- الشهرة: مؤلف “الدرر الألفية” في النحو.
- محمد أكنسوس:
- تاريخ الميلاد: 1796م.
- الشهرة: مؤرخ، من أهم مؤرخي الدولة العلوية.
- ابن البيطار:
- الاسم الكامل: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن البيطار.
- تاريخ الميلاد: 1197م.
- تاريخ الوفاة: 1248م.
- الشهرة: خبير في علم النبات والصيدلة، أعظم عالم نباتي في القرون الوسطى.
- إستيفانيكو أزمور:
- الاسم الكامل: إستيفانيكو أو ستيفن الأسود.
- تاريخ الميلاد: 1503م.
- الشهرة: مستكشف، أول أمازيغي إفريقي يصل إلى أمريكا سنة 1527م.
- أبو عبد الله محمد بن تومرت:
- الاسم الكامل: أبو عبد الله محمد بن تومرت.
- تاريخ الميلاد: 1080م.
- تاريخ الوفاة: 1128م.
- الشهرة: مؤسس الدولة الموحدية، من قبيلة أرغن الأمازيغية.
- يوسف بن تاشفين:
- الاسم الكامل: يوسف بن تاشفين الصنهاجي.
- تاريخ الميلاد: 1006م.
- تاريخ الوفاة: 1106م.
- الشهرة: مؤسس إمبراطورية المرابطين، بطل معركة الزلاقة.
- الحسين بوالزيت/ صحافي وباحث في التاريخ
- سلا مساء يوم 12 شتنبر 2024
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News