رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الحكومة : مشروع قطار مراكش أكادير هو توجيه ملكيّ ومطلب جهويّ شعبي
السيد الرئيس..
لكوني لا أتواجد ضمن الفضاءات الدستورية ذات الصلة بالتواصل مع مؤسسة رئاسة الحكومة عبر الأسئلة والمساءلة والإستفسار أجد صفحات هذه الرسالة المفتوحة إليكم فضاءاً مناسباً وملائماً لمشاعر التدمر والأسى نحن ساكنة أكادير وجهة سوس عموما فوردانتشار خبر تأجيل مشروع قطار مراكش أكادير إلى ما بعد المونديال 2030 كما جاء في منشورات الفيفا لحظة تقديمها للمعطيات الخاصة بالمملكة المغربية..
كان الخبر على وقع الصّدمة… بحيث لم يكن أبداً هذا الإقصاء منتظراً بالمرّة.. بل زاد من يقيننا فرصة هذا المونديال الثلاثي كمعطى تحفيزي بعد أن اختير أكادير ضمن المدن المونديالية….
لنتساءل اليوم عن حقنا نحن ساكنة ما بعد السكة عن حقنا من كعكعة المونديال إسوة ببقية الحواضر المغربية الكبرى..
لا شيء السيد الرئيس غير تهييئ محيط ملعب أدرار بعد 15 سنة من بنائه
لا ملعب إضافي يذكر.. حتى الفنادق والمطاعم تم اختيارها خارج المدينة..
لا شيء يذكر.. وبالارقام الموجودة على قارعة الطّريق..
كنّا نمنّي النفس.. وبكل التفاؤل على مشروع قطار مراكش أكادير الذي يعتبر توجيها ملكيّاً في خطاب المسيرة الخضراء 2019.. وبرؤية استراتيجية واضحة لأهمية هذا المشروع كنقطة مدارية بين الشمال والجنوب كما الشرق والغرب باعتبار أكادير وسط المملكة.. خطاب ملكي بخارطة طريق منفتحة على كل المنافع لهذا المشروع على كل المستويات الاقتصادية والإجتماعية وغيرها من الخدمات الإنسانية المتعددة حتّى قيل مباشرة بعد خطاب جلالته بأن تحقيق هذا المشروع السككي بمثابة طريق الوحدة بصيغة أخرى..
ويظهر ذلك جليّاً السيد الرئيس من خلال تفاعل وسائل الإعلام المغربية والأجنبية مع هذا التوجيه الملكي لحكومة جلالته بحيث وصلت عدد المقالات الإخبارية والتحليلية وقتها أكثر من 245..
وانطلق عدّاد التفكير والتحضير لإنجاز المشروع..بل أصبح محط نقاش داخل مجلس النواب استعرض أمامكم جوابا للسيد عمارة الوزير السابق في معرض رده على سؤال شفوي بمجلس المستشارين “حول ربط الأقاليم الجنوبية بخط السكك الحديدية (.. أن الخط المماثل الذي سيربط بين مدينتي مراكش وأكادير سيتطلب 50 مليار درهم، بل هناك تقدم في أشغال هذا المشروع على مستوى الدراسات التفصيلية التقنية).
لنستيقظ بعد أيام على تبخر كل شيء.. ونتساءل بغصة في الحلق عن أسباب إقبار هذا المشروع الذي نعتبره أولوية فوق كل الأولويات وبكل المقاييس وفي مقدمتها
خطاب جلالة الملك ذات الصلة بالموضوع في علاقته مع هذا الترتيب لجغرافية بلدنا واعتبار أكادير واسطة عقد لمملكتنا..
هذا المشروع هو أيضاً مطلب جهوي وحق من حقوق العدالة المجالية والتوزيع العادل لمنافع الدولة علي الجهات مع امتياز استثنائي لجهة سوس ماسة التي عانت من تأخرات التنمية مقارنة مع بقية الحواضر المغربية،
أمام كل هذه المعطيات السيد الرئيس نأمل أن يتم تدراك الموقف خاصة وأن كل الدراسات مركونة على الرّف… بل نريد من تحقيق هذا المشروع السككي أن نتجاوز مسألة الإكراهات كلما تعلق الأمر بجهة سوس ماسة.. والأمثلة عديدة..
نحن أمام طريق الوحدة نحو الجنوب – أفريقيا بعد أن عاش أجدادنا طريق الوحدة نحو الشمال وبالمناسبة هو اسم طريق في المملكة المغربية تم إنشاءه سنة 1957، من اقتراح الشهيد المهدي بن بركة، وأمر ببنائه المغفور له محمد الخامس، في خطاب وجهه لتجميع الشباب المتطوعين من مختلف جهات المغرب، يهدف ربط مدينة تاونات و كتامة على طول 80 كلم، وأطلق عليها اسم طريق الوحدة، حيث كان هدف المشروع عمليا ورمزيا وسياسيا، دلالة على الربط بين منطقتي الشمال، التي كانت منتمية للحماية الإسبانيا، والجنوب، المنتمية قبل الاستقلال للحماية الفرنسية.
لذلك جاء المشروع نحو الجنوب مؤطّر بخطاب المسيرة التنموية كجزء من هذه النهضة المغربية الرائدة..
نأمل السيد رئيس الحكومة أن تكون طلعتك باكادير كعمدة هذه المدينة حاملة خبر استئناف عمل الإنجاز لقطار التنمية نحو الجنوب..
آمل أن تكون تلك بصمتك قبل أن تنصرف…
فللتاريخ ذاكرة…
مع تحياتي السيد الرئيس
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News