رسالة الى بلال مرميد، برنامج عن السينما المغربية، لكن أي سينما، وبأي لغة؟
إن أول ما قد يتبادر للذهن بعد قراءة العنوان هي أن البرنامج الذي يقدمه ويشرف على اعداده الصحفي بلال مرميد ويمر في قناة ميدي 1 تيفي، ليس برنامجا عن السينما وكفى، بل ويتجاوز هذا الصنف الفني لأصناف أخرى تنظوي كلها في خانة الفن والثقافة، مسرح، موسيقى، كتابة…الخ .
وكما يقال الاعتراف فضيلة، انا اعترف أنني من مدمني البرنامج، شاهدت جل الحلقات ليس مرة واحدة فقط بل مرات، خاصة تلك التي تستضيف مخرجي الفن السابع، وأعترف أيضا أنني أكن له ولهم كل الاحترام والتقدير، لكن هناك ملاحظة.
ملاحظة وحيدة وهي نقطة ضعف البرنامج، بل وتجعله بشكل أو بأخر يخالف الدستور، او يتحدث عن مغرب آخر غير الذي نعيشه، او لنقل أنه يتحدث عن مغرب دون آخر بلغة البعض .
لحد اليوم، لا وجود لحلقة في البرنامج استضافت فنان مغربي ناطق بالأمازيغية، لا ذكر لسيرة السينما الأمازيغية في برنامجه، الا في حديث قصير لا يتعدى 30 ثانية في حلقة كان ضيفها عبدالله فركوس وتحدث فيها الاخير عن تجربة اخراجه للفيلم الامازيغي “سوينݣم” عدا هذا فالسراب.
والسينما المغربية الناطقة بالأمازيغية موجودة، حاضرة في الميدان، لها روادها وفنانيها وممثليها ومبدعيها، يستحقون هم كذلك مرورا في الاعلام العمومي للحديث عن تجربتهم المليئة بالصعوبات طبعا، ولتسويق أنفسهم وإبداعاتهم.
فكما يقال السينما لا لغة لها، او ان لغتها الاولى والاخيرة هي الابداع، فإقصاء السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية من برنامج كهذا استمر لما يقارب الثمان سنوات لهو أمر مؤسف فعلا، ويجعلني أمارس التأويل لفهم الواقعة وملابساتها، هل يتعلق الأمر بجهل شخصي لبلال مرميد للغة الامازيغية، وهذا طبعا ليس مبرر اذ ان السينما لغتها الابداع وكفى، أم أن الابداعات الوطنية الامازيغية تأتي في درجة ليست حتى ثانية بل ربما رابعة او خامسة، 8 سنوات من انتاج حلقات حول الفن ولا ذكر للسينما الأمازيغية وللفن الأمازيغي، إن في هذا لحيف كبير صراحة وغير مقبول وغير مبرر بأي شكل من الأشكال.
قد يقول البعض أن زمن النعرات القبلية والاثنية اكل عليه الدهر، نعم أتفق كلية مع هذا الطرح، لكن تمغربيت تفترض أنها تجمع كل الروافد الثقافية، بلا تفاضل وبلا حيف تجاه واحدة دون الأخرى، ولهذا أكتب هذا المقال، ليس لأذكي صراع لكن لأنبه لغلط أتمنى تصحيحه وكفى .
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News