رحم الله الأستاذ عباس الجيراري..مسار علمي وأكاديمي ناهل من تمغربيت
في سياق احتفالات الشعب المغربي رسميا برأس السنة الأمازيغية يغادرنا الأستاذ عباس الجيراري، تاركا وراءه مسارا علميا وأكاديميا حافلا.
هو الجيراري (من أولاد جرار) بسوس الذي كان له فضل قبول تأطير طلبة “الهامش”، في مواضيع كان يراها بعض أساتذة المركز لا تستحق الاهتمام، ولا يمكن أن تكون موضوع بحث علمي، وأن مصيرها الانقراض. كان المشجع والمحتضن لطلبة قدموا من بعيد إلى فاس أو الرباط، لا ليتنكروا لأصولهم وثقافتهم، أمام ضغط اختيارات المركز ونخبته، بل ليستثمروا ما توفره جامعات المدن الكبرى كفاس أو العاصمة الرباط من إمكانيات التكوين الأكاديمي، لخدمة ثقافتهم الأصلية.
كان المرحوم واعيا بهذا الإشكال، وبأن المغرب وثقافته لم يتشكلا فقط من ثقافة المراكز الحضرية الكبرى، بل من كل ما أنتجه المغاربة في جميع المناطق، في السهول والجبال، في المدن والقرى، وفي كل لغاتهم، ولذلك لم يتردد في قبول تأطير بحوث في ما كان يعرف ب”الثقافة الشعبية”، واستفاذت الأمازيغية من ذلك، إذ تخرج على يده أساتذة باحثين حملوا فيما بعد مشعل هذه الثقافة إلى أن تم الاعتراف بكل مكونات الهوية المغربية سياسيا وأكاديميا.
وخير مثال على ذلك إشرافه على بحوث ذ.عمر أمرير في مواضيع الشعر الأمازيغي، وخاصة أطروحته “الشعر المغربي المنسوب لسيدي حمو الطالب.
وبذلك يكون الأستاذ عباس الجيراري من الذين وضعوا اللبنات العلمية الأولى لهذا المسار الطويل الذي بدأت نتائجه تظهر في العشريتين الأوليتين من القرن الواحد والعشرين.
رحم الله الأستاذ عباس الجيراري وأسكنه فسيح جناته، ورزق ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم الحسين بويعقوبي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News