
رأي : ذكرى الربيع الأمازيغي..وتنظيم مسيرتين بالمغرب!
- بقلم الحسن باكريم //
تستعد مكونات الحركة الأمازيغية، لإحياء ذكرى الربيع الأمازيغي أو “تافسوت إيمازيغن”، من خلال تنظيم مسيرتين في كل من الرباط ومراكش، يوم 20 أبريل القادم، الأمر الذي يكشف عن خلاف بين منظمي المسيرتين، وعدم اتفاقهما على مسيرة موحدة وفي مكان واحد، وينظر البعض إلى الأمر تجل آخر لأزمة تشتت الحركة الأمازيغية، بينما الحقيقة أن الحركة الأمازيغية كانت دائما تعيش اختلافا بين مكوناتها المتعدد والمتنوعة، لأنها أولا حركة وليست تنظيما جامدا، وتستمد الحركة الأمازيغية شرعيتها التاريخية والنضالية من هذا التعدد وهذ التنوع وهذا الاختلاف.
الربيع الأمازيغي ..تافسوت ن إيمازيغن
الربيع الأمازيغي هو احتجاج ثقافي وحراك سياسي شعبي اندلع في منطقة القبايل بالجزائر في الفترة بين 20 أبريل و3 مايو 1980.
كان الهدف الرئيسي من هذا الحراك هو الاعتراف بالهوية واللغة الأمازيغية في الجزائر، حيث كانت الثقافة الأمازيغية مهمشة في ذلك الوقت.
أهم أحداث الربيع الأمازيغي:
* 20 أبريل 1980: منع محاضرة للكاتب مولود معمري في جامعة تيزي وزو أشعل فتيل الاحتجاجات.
* تصاعد الاحتجاجات: انتشرت المظاهرات والاعتصامات في منطقة القبايل والجزائر العاصمة، مطالبة بالاعتراف باللغة والثقافة الأمازيغية.
* قمع الاحتجاجات: واجهت الاحتجاجات قمعًا شديدًا من قبل السلطات الجزائرية، مما أدى إلى اعتقالات وإصابات.
النتائج والتأثير:
* تغيير في الوعي: ساهم الربيع الأمازيغي في رفع الوعي بالقضية الأمازيغية داخل الجزائر وخارجها.
* بداية الحراك الأمازيغي: يعتبر هذا الحدث نقطة انطلاق للحركة الثقافية الأمازيغية في الجزائر.
* تأثير على السياسات: على الرغم من القمع، إلا أن الربيع الأمازيغي وضع القضية الأمازيغية على الأجندة السياسية.
* تطورات لاحقة: أدت الاحتجاجات إلى أحداث أخرى مثل أحداث 5 أكتوبر 1988 والربيع الأسود عام 2001، مما ساهم في نهاية المطاف في الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة وطنية في الجزائر.
باختصار، الربيع الأمازيغي كان لحظة حاسمة في تاريخ النضال من أجل الاعتراف بالهوية والثقافة الأمازيغية في الجزائر وخارجها، وكان له تأثير كبير على تطور الحركة الأمازيغية في المغرب أيضا وعموم شمال افريقيا وبلدان الشتات، وكانت الذكرى تخلد عموما بتنظيم مسيرات نضالية وعقد ندوات وأنشطة متنوعة .
مسيرة في مراكش:
تحل ذكرى الربيع الأمازيغي هذا العام ، ففكرت ودعت فعاليات أمازيغية في إطار “لجنة تافسوت” تنظيم مسيرة تودا بمراكش، المسيرة الوطنية المقررة يوم 20 أبريل 2025 .
دعوة لجنة تافسوت حدد لها أهدافا نبيلة، حسب بلاغ اللجنة، رأسها تحقيق مطالب تتعلق أساسا بإخراج الأمازيغية من الانتظارية وتفعيل طابعها الرسمي قولا فعلا، لضمان الحقوق في الأرض والموارد والثروات الطبيعية الأساسية لساكنة المناطق الجبلية (الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، والبيئية).
إلى جانب تحقيق العدالة المجالية والاجتماعية. كما أن المسيرة تُشكل بالدرجة الأولى فرصةً لتسليط الضوء على ملف إعادة الإعمار ومعاناة سكان المناطق الجبلية المتضررة من زلزال الأطلس الكبير، وتجديد المطالبة بإطلاق سراح كل معتقلي الرأي ووضع حد لعملية التضييق على حرية التعبير.
ومسيرة في الرباط:
خرجت فعاليات أمازيغية أخرى وأعلنت عن تنظيم مسيرة في نفس التاريخ ، بمدينة الرباط، تقريبا بنفس الأهداف، حيث قال بلاغ “اللجنة الوطنية لمبادرة تافسوت ن إيمازيغن” ان اللجنة تستعد لإحياء الذكرى بالعاصمة الرباط، يوم 20 أبريل، تكريما للأستاذ محمد شفيق، أحد رموز الحركة الأمازيغية، وصاحب “البيان الأمازيغي” سنة 2000، مشيرة إلى أن المبادرة تسعى لتجميع مختلف مكونات وفعاليات الحركة الأمازيغية لمواصلة نضالها من اجل الحقوق الثقافية واللغوية بالمغرب.
الحركة الأمازيغية تعيش الاختلاف لأنها حية :
رغم مظاهر الاختلاف الإيجابية والصحية، بين مكونات الحركة الأمازيغية، والذي يعطيه البعض من الإعلاميين طابعا صداميا وأزمة في تشتت مكوناتها، ويفسره بعض المناضلين، في صفوف الحركة وهم في حالة الغضب، بعملية ” تخوين” القضية او تأسييسها في اتجاهات رسمية او حزبية، وهي أمور تكاد تكون ردود فعل انفعالية، وهي في حاجة الى وعي سياسي برغماتي، يفرق بين الثانوي والرئيسي في نضال الحركة.
فما المشكل اليوم في تنظيم مسيرتين او أكثر من مسيرة في ذكرى الربيع الأمازيغي ببرنامج موحد وشعارات موحدة وأهداف موحدة ويمكن تصريفها بالاختلاف والتنوع في وجهات النظر، المهم أن تكون لها أهداف قريبة ومستعجلة مثل قضايا متضرري زلزال الاطلس الكبير، وقضايا مرتبطة بالتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وتكون لها قضايا ذات أفق استراتيجي وطني تنسجم مع نضال الشعب المغربي.
خلاصة القول أن الثانوي والرئيسي في القضية الأمازيغية يتطلب قليل من الغضب وكثير من العمل وليس العكس.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News