دولة مالي تفتح مسلسل الإدانة ضِدّ نظام تبّون- شنقريحة
في الوقت الذي استيقظ فيه رؤساء الدول وشعوبها على وقع التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الأوّل من السنة الميلادية الجديدة 2025..
كان الرئيس تبّون بمعية أركان نظامه عكس بقية العالم بحيث استقبلته السنة نفسها ببيان إدانة وإهانة وتجريح صادر عن دولة مالي الشقيقة متعمدة بذلك إختيار الوقت واللغة والوصف درجة انها – ولأوّل مرّة – ترسل تهدبداً مبطّناً للعسكر الجزائري بالابتعاد نهائيا عن الاطروحة الإنفصالية لزعزعة استقرار أراضي دولة مالي.. فهذه الأخيرة مستعدة لممارسة نفس الاسلوب داخل الجزائر عبر قضية منطقة القبائل كما جاء في بيان / هدية رأس السنة.
ومن يعود إلى مضامين البيان ووضوح لغته المباشرة سيلاحظ قوة الهجوم والحدّة في الرّد مقارنة مع جاء على لسان ممثل دولة مالي بالجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أشهر من الآن..
فبالرغم من تكرار ما هو معروف عن هذا النظام العسكري العبيط من تدخلات في شؤون جيرانهم فإن ما هو جديد هو تهمة هذا النظام برعاية الإرهاب عبر تبييض منظمات إرهابية باعتبارها حركات سياسية كما جاء على لسان عطاف خلال لقائه التواصلي الإعلامي الأخير بالجزائر.. هو نفس اللقاء الذي وصف فيه مقترح الحكم الذاتي المغربي بالخرافة..
هو نفسه الذي تتطاول على بعض الفرقاء بليبيا المجتمعين مؤخراً ببوزنيقة..
هو نفسه الذي ظلّ صامتاً أخرس لحد الآن أمام هذا البيان الناري الشديد اللهجة دون أيّ ردّ رسمي..
هو البيان نفسه الذي يدعوا النظام الجزائري الإهتمام بأزمتها الداخلية والإبتعاد عن لغة الإستعلاء والغرور والتستر وراء قناع ذاك الإطفائي الذي يشعل النّار..
هو البيان نفسه الذي جاء متزامنا مع رئاسة الجزائر لمدة شهر لمجلس الأمن.. ليفرغ بذلك هذه الجعجعة الإعلامية التي يحاول النظام تسويقها داخليا ً كإنجاز دبلوماسي غير مسبوق بحيث لا حديث في وسائل الإعلام هناك غير تكرار وإعادة تكرار الندوة الصحفية للممثل الجزائر بمقر الأمم المتحدة وهو يستعرض دور بلاده في القضاء على الإرهاب في أفريقيا..
وتحرير فلسطين والعمل على وحدة الأراضي السورية منعرجاً على اليمن وقبرص وصولاً إلى قضية الصحراء المغربية التي ما زالت تعتبر قضية تصفية الإستعمار بل قال بالحرف ( حل هذه القضية الإستعمارية سيكون ايجابياً لإفريقيا والأمم المتحدة والعالم)
والحال ان مرور هذا الجزائري من على كرسي الرئاسة لا يتعدى شهر يناير فقط وبشكل دوريّ مع بقية أعضاء مجلس الأمن..
أما قضية الصحراء المغربية فهي شأن حصري لمجلس الأمن الذي عرفت مداولاته الأخيرة ( 31 أكتوبر 2024) انسحاب هذا الممثل الجزائري بعد أن ملأ القاعة صراخاً وعويلاً..
هو النظام المارق وسط محيطه الإقليمي والمتخصص في صناعة الانفصال والإرهاب والعداء إذ لا تكاد الجزائر تخرج من ورطة دبلوماسية حتى تسقط فيما هو أخطر..
نظام بنى عقيدته المذهبية في صناعة العدو كشعار مركزي لدى هذه الطغمة العسكرية الحاكمة بقيادة الثنائي تبّون – شنقريحة الذين استطاعوا إقناع أغلبية الشعب بأن الجزائر تملك اعداء كثر يكرهونها ويتآمرون عليها درجة إقناعه بأن بيان الإدانة لدولة مالي الأخير كتب بايعاز من السيد بوريطة المغربي المخزني كما قال أحد المحللين في العالم الآخر.. وان الجزائر بمثابة إمام يقف وراءها كل دول أفريقيا..
لقد نجح شنقريحة في صناعة هذا العدو طيلة هذه الفترة.. وكيف لا تخلو خطابات الرئيس نفسه من تذكير الجزائريين باللحمة الوطنية ضد المغرب.. حتى انه قيل بأن الجزائر لن تنهار رغم كيد الأعداء.. الذي تحولوا من خانة إرهابي العشر السوداء..
إلى إرهابي المخزن والصهيونية العالمية كلازمة يومية إعلامية نتج عنها ارتفاع منسوب تضخّم الأنا كسلوك يومي لدى المواطن الجزائري وسط خواء فكري وأوهام تاريخية أصبحت مقدسة كمكة الثوار وبلد الخمسة مليون شهيد والجزائر القارة..
هي الحياة في العالم الآخر بل هي الفونتازيا كما يراها اسوياء بقية العالم الواقعي وهي تتابع بالكثير من الشفقة كيف يقضي هذا الجزائري يومه في بحث دائم وأسطوري عن من هو.. وما يملك وما لا يملك.. ما هي جدوره التاريخية واين هي هويّته؟؟
النظام نفسه يبحث أيضا عن شرعية دولة جزائرية وصفها السياسي الجزائري نور الدين بوكروح بأنها قد تأسست من خلال “هجرة غير شرعية في التاريخ”
ولان الأمر كذلك.. ذكّرنا الرئيس تبون بأصوله
فهو ابن الشهيد بوبغلة
يوسف غريب كاتب صحفي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News