دروس لقاء الوفاء للبديل الأمازيغي بانزگان
- بقلم عبدالله بوشطارت//
منذ أن تم خلق مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي ، كان اعضائها وعضواتها أمام خياران لا ثالث لهما:
الأول : البقاء والاستمرار في الترويج لمشروع حزب سياسي جديد بمرجعية امازيغية في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني، في انتظار ما يأتي …في ظل سياقات صعبة يعيشها المجتمع والحركة الأمازيغية بصفة خاصة..
الثاني : النزول إلى الميدان وخلق دينامية تواصلية جديدة عن قرب ، وخلق نقاش وطني مع مختلف الفاعلين المهتمين بالتغيير وممارسة السياسة بفلسفة جديدة ومرجعية مختلفة عن ما هو موجود ومهيمن على النسق.
الاختيار الأول، سهل مريح وناعم،
الاختيار الثاني : صعب ؛ مضني وشاق وفيه مغامرة …
بعد نقاش عميق ومستفيض دام لوقت طويل، تم اتخاذ القرار الثاني، وهو الاصعب .
تم تنظيم لقاء أولي في انفا الشهر الماضي في ضيافة فرع تامينوت، التقطنا فيها إشارات الدعم والتحفيز والتشجيع للسير إلى الأمام،
بعد ذلك ثم عقد لقاء ثاني في مدينة انزگان بمقر منظمة تامينوت فرع تراست ، لنخوض تمرين أول للتجربة الميدانية الجديدة، وتقييم الخطوات الأولى وقياس مدى تطور الفكرة واختمارها داخل المجتمع.
فعلا؛ نظم اللقاء التواصلي يوم السبت 26 أكتوبر 2024 في تراست بإنزكان، فجاءت نتائجه مبهرة فاقت كل التوقعات: فكان عدد الحضور كبيرا كما ونوعا، وحصلت فيه استفادة كبيرة لدروس كثيرة ، نجملها فيما يلي :
– التطور الكبير والملحوظ في مستوى النقاش داخل الحركة الأمازيغية، بمختلف اطيافها وفعالياتها، نضج سياسي وفكري وعمق مفاهيمي في قضايا مختلفة ..
– وعي سياسي متقدم جدا حول قضية تأسيس حزب سياسي جديد بمرجعية امازيغية ، أغلب الحضور تفاعل مع مبادرة الوفاء وضرورة تثمينها وتشجيعها ودعمها مع إبداء ملاحظات مهمة وقيمة التي قمنا بتسجيلها..
– شبه اجماع حول الحاجة الماسة إلى تنظيم سياسي قوي بمرجعية امازيغية يستوعب كل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والبيئية ، ينبثق من رحم الحركة الأمازيغية ..
– حصول تمازج وتكامل جيلي داخل الحركة الأمازيغية وتوسع دائرة الشباب داخل الحركة، مما يمنح لها نفسا جديدا في الأفكار والتصورات وتنوع المقاربات من زوايا تحليل مختلفة…
– الإجماع التام على ضرورة احترام الاختلاف البيني داخل الحركة وعدم الدخول في الصراعات الجانبية وتجاوز ثقافة الهدم والنسف من الداخل، وهذا ما يتماشى مع نهج مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي التي وضعت على عاتقها تشييع ثقافة الاعتراف والوفاء للأجيال السابقة ولرواد الحركة ورموزها، وعدم الرد او الدخول في صراعات جانبية داخل الحركة، والتركيز على العمل والعمل ثم العمل…
وبعد النجاح المبهر والكبير للقاء التواصلي الثاني في تراست، لا بد أن نتقدم بكل الشكر والتقدير لفرع تامينوت بانزكان ، والشكر موصول لجميع الحضور الكريم الذي تحدى كل الإكراهات والانشغالات وحضر هذا اللقاء التواصلي المهم والمفيد…
وهو نجاح حفزنا ومنحنا شحنة أمل كنا في الحاجة إليها للاستمرار وبذل المزيد من المجهودات والتضحيات للوصول إلى المبتغى…
عبدالله بوشطارت
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News