الثقافة

دراما تامازيغت على مفترق طرق: التغيير ضرورة حتمية

  • بقلم: حسن كرياط//

تشهد القناة الأمازيغية المغربية تحولات عميقة وملموسة في استراتيجيتها البرامجية، خصوصاً بعد تجديد منظومة الشركات المنتجة التي تشتغل معها. هذه الدينامية الجديدة تجسدت بشكل جلي في البرامج الوثائقية، المجلات الترفيهية، والسهرات الفنية التي حققت نسب مشاهدة قياسية ونالت إعجاب المتابعين.

لكن مع هذا التطور، برز تحدٍ آخر يخص الإنتاج الدرامي، وهو المجال الذي يسعى إلى تحقيق قفزة نوعية. بدأت القناة بمواكبة الإنتاجات الدرامية الرمضانية التي أقرتها لجنة الانتقاء، مع التركيز على تطويرها لتصل إلى مستوى إنتاجات القناة الأولى، بما يتناسب مع تطلعات المشاهدين ورهاناتهم.

رهانات عشاق الدراما الأمازيغية تتلخص في الانتقال من مرحلة التجريب والمستوى العشوائي السابق إلى مرحلة الاحترافية الحقيقية. وهذا يتطلب دعم دخول شركات إنتاج مرجعية كبرى، معروفة بجودة إنتاجاتها وحصولها على جوائز وطنية ودولية. مثل هذه الخطوة ستسهم في القضاء على الرداءة التي ميزت عمل بعض الشركات في السنوات الأخيرة، والتي أساءت إلى الجمهور والقناة ولجنة الانتقاء نفسها.

من جهة أخرى، تبقى لجنة الانتقاء مسؤولة قانونياً وأخلاقياً عن رفع مستوى الإنتاج الدرامي في القناة الأمازيغية، بما ينسجم مع رؤيتها لتصبح قناة متطورة ومتجددة. هذه المسؤولية تتماشى مع رؤية القائمين على الشركة، الذي يصر على مواصلة مسار الإصلاح بكل حزم وجدية.

الدراما الأمازيغية اليوم أمام فرصة حقيقية لتحقيق تحول نوعي، شرط أن يتم استثمار الطاقات والكفاءات القادرة على تقديم إنتاجات ترقى إلى مستوى تطلعات المشاهدين، وتساهم في تعزيز مكانة القناة ضمن المشهد الإعلامي الوطني والدولي.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى