خارجية شنقريحة تتذّكر أخيراً ان هناك شعب سورّي شقيق
” تؤكد الجزائر وقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق الذي تربطه بالشعب الجزائري صفحات نيرة من التاريخ المشترك القائم على التضامن والتآزر .. وتدعو كافة الأطراف السورية إلى الوحدة والسلم والعمل من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه”.
وقبل ثلاثة أيّام نفس الوزير الجزائري السيد عطّاف وعبر مكالمة هاتفيّة مع نظيره السّوري السيد بسّام الصبّاغ أهم ما جاء فيها :
” كما أكد موقف الجزائر الثابت وتضامنها الكامل مع الجمهورية العربية السورية، دولةً وشعباً، فيما يتعلق بمواجهة التهديدات الإرهابية التي تستهدف سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، فضلاً عن أمنها”
ثلاث ايام وسبع ساعات بالتحديد بين هاتين الفقرتين المتناقضتين حدّ الشفقة وبنفس التوقيع من خارجية شنقريحة الجنيرال الجبان..
نعم الجبناء من يغيّرون جلدتهم وبهذه السرعة القياسية في ما وصف بالإرهابيين في الفقرة الثانية ينعتون بالاطراف السورية كما في الفقرة الأولى..
لا تفسير لهذا التغيير في اللغة والوصف إلاّ محاولة يائسة من التملّص حول مساهمة العصابة الجزائرية في جرائم بشار الأسد ضد الشعب السوري الذي تتذكّره أخيراً السيد عطاف ونعته بصفة الشقيق..
هو تناقض يفضح بكل المقاييس محاولة تبرئة عصابة شنقريحة ومن معه من المشاركة في جرائم ضد الشعب السوري بل حاول تبون في عهدته الأولى تبييض جرائم المخلوع بشار الأسد من خلال دعوته إلى القمة العربية بالجزائر قبل ثلاث سنوات..
أكاد أجزم من خلال هاتين الفقرتين ان شهادة حسن السيرة التي تبحث عنها هذه العصابة وسط هذه الأحداث المتسارعة كما جاء في تتمة البيان بعد سقوط بشار.. أن هذه الشهادة تكذّبه الوقائع الميدانية وبجريمة متكاملة الأركان حيث سرّبت وسائل إعلام أجنبية خبر محاصرة كتيبة نخبة الجيش الجزائري بقيادة لواء باسم مغاوير الجزائر وسط حلب إلى جانب مقاتلين من جبهة البوليزاريو كانت تحارب إلى جانب بشار الأسد باتفاق سرّيّ مع إيران وتحت قيادتها..
وعلى ضوء هذا التسريب جاءت مكالمة عطاف والتي حاولت العمل على سرّية الخبر قبل الفضح الإعلامي
والغريب كما تضيف تلك التقارير أن وزير العصابة طلب من نظيره السوري اتخاذ الترتيبات اللازمة من أجل نقل أو دفن بعض جثامين الجنود الجزائريين في سرية تامة دون كشف هوياتهم..
بالله عليكم.. هل نحن أمام دولة ونظام سياسي مسؤول ام أمام قطّاع طرق يطالبون بدفن جثامين جنودهم بدون شواهد قبر معلوم بالإسم والجنسية.. يتركونهم مجهولي الهوية..
وأصلا متى كان لهذا النّظام هويّة.. وكما قال مفكرهم نور الدين بوكروج وبتصرف طفيف ( الشعب الجزائر أكبر (حرّاگ) في تاريخ البشريّة)
وبتعبير الرئيس الفرنسي ماكرون :
لا توجد أمّة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.. والحديث عن وجود أمة قبل هذا الاستعمار هو مجرد “وهم”.
ومصداقية هذا الوصف هو ما تعيشه العصابة اليوم من خوف ورعب وارتباك فاضح وفضيع وهي تتابع سقوط حليفها الدمشقي وارتداد تداعيات ذلك مستقبلاً على هذه العصابة.. لان منطق الدولة ياوزير خارجية يفرض عليها الثبات في الموقف وتحمل مسؤولية وتبعاته أو الإعتذار عن سوء تقدير كما في الاعراف الدبلوماسية..
لكن أن يتحوّل الشعب الذي ساهمتم وشاركتم في قتله والتنكيل بعوائل سورية وتهجيرهم نحو الحدود المغربية وفي ظروف قاسية وشهر بارد قارس ولولا تدخل السلطة المغربية بتعليمات من جلالة الملك لكانت نهاية أغلبيتهم مأساوية خاصة الأطفال والعجز منهم.. أن يتحول وبكل وقاحة استثانية إلى اعتبار الشعب السوري شقيقا وبتاريخ مشترك من التضامن والتآزر.. وكم كان حكم الله منصفاً وبليغاً حين بوّأ المنافقين الدرك الأسفل من النّار..
وكم تفسرون ايها المنافقون الجبناء دعوتكم بالحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا وانتم تفكرون ليل نهار في تقسيم بلدنا منذ ازيد من نصف قرن..
كيف لهذا المبدأ ان يكون حلالاً في الشرق هناك وحراما على جيرانكم لو لم تكونوا قراصنة التاريخ وقطاع طرق في هذه الجغرافية المغاربية وورم سرطانيّ في جسمه..
نعم انتم مجرمون وتتقاسمون صفحاته حد التناغم مع حليفكم المخلوع بشار الأسد فالأيادي التي أطلقت البراميل المتفجرة على شعبه الأعزل هي نفسها التي رمت معارضيه الأحياء بحفرة الوادي خلال العشرية السوداء بقيادة الجنيرال خال نزار حتى فاق عددهم عدد ما قتل بسوريا منذ أندلاع الثورة..
هو تاريخ مشترك بين المجرمين فيه الكثير من التآزر والتضامن ببن نظام البلدين.. مع امتياز لهذه العصابة في تمديد إجرامها العدائي نحو بلدنا وفي كل مناحي الحياة لا يمر يوما دون أن نسبَّ ونشتم في أعراضنا وأعراض مؤسساتنا الدستورية.. فبعد ما فشلوا في سرقة جغرافية اقاليمنا الجنوبية يحاولون كل يوم سرقة تاريخنا وثراتنا اللامادي والحضاري باحثين عن تغطية عقدتهم الهوياتي التاريخي كاي ابن غير شرعي يبحث عن السند الابوي وسط اقرانه..
وليس صدفة ان يكون على رأس هذه العصابة الثنائي بأسماء ذو اصل تركي – عثماني فلنترك جانبا لقب الرئيس ولن ألمح لأيّ شيء.. ولن أسقط في القاع وساقول بأنها مجرد صدفة لكن ان يكون اسم شنقريحة الرئيس الفعلى ذو جدر لغوي تركي محض فليس من الصدفة أن يكون عدوانيّا سفاحا ومهربّا للمخدرات ومناصراً فقط للمجرمين فالإسم على المسمى كما يقال ويعني بالعربية ما يقارب قاطع الطريق كاسم مركب..( شان.. گريح)..
فطبيعي جدّا ان يكون الصادقون المحبون للسلام والأمن والرفاهية للجميع ان يكونوا اعداءه
لذلك وصفنا بالعدو الكلاسيكي.. لأننا طيبون
ولأنه خبيث ومن عصابة الخبثاء لم يتحالفوا إلا مع نظرائهم الذين بدأوا يتساقطون بين لبنان ودمشق..
لتكون المرحلة – لاشك- هو تطهير المنطقة المغاربية من رؤس أينعت شرا وإجراما وقد حان قطافها..
وإن موعدهم الصبح..
أليس الصبح بقريب.
- يوسف غريب كاتب صحفي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News