حنداين : أبو زيد المقري الادريسي درجة صفر من الوطنية المغربية
- محمد حنداين //
ابو زيد المقري الادريسي كان دائما غارقا في الشرقاتية في كتاباته وفي عمله السياسي. وكان من أكبر دعاة شرقنة المغرب، ضدا على الجغرافيا والتاريخ . وكان الرجل يحاول ان يمحي كل ما يميز المغرب عن المشرق، ومن بينها الامازيغية اذ كانت الأمازيغية شأنه في ذالك شأن بن كيران، تزعجه و لا يفوت اية الفرصة للاستهزاء بالامازيغية كلما كانت سانحة، ويفتخر بتسلية اسياده المشارقة بنكت عن مواطنيه المغاربة.
و اليوم وبعد ان تم تداول تصريحه في مواقع التواصل الاجتماعي والذي يتمنى ان يكون ترابا يمشى فوقه مشعل وهنية، اقول بصراحة انني اندهشت لسماع هذا التصريح لمسوؤل سابق واستاذ جامعي . وقوله هذا يجعله خارجا عن دائرة الانسان لينضم الى دائرة مخلوقات اخرى؛ والتي سيقال لها يوم القيامة كوني ترابا. هذا الرجل الذي يفتخر ان تكون امنيته الاخيرة في الحياة ان يكون شئا اخر، ما عدا صفته الانسانية، ان يكون كل شىء ،جامدا ، ترابا. يصبح الادريسي بتصريحه ذالك قد تجرد من كل شيء كانسان وكمواطن وكمغربي ليصبح ترابا فلسطينيا.. وبشعوره ذالك لا يختلف عن المغاربة الاخرين الذين انتقلوا الى الشام ليكونوا وقودا لداعش.. ان تصريح الادريسي يبين مدى معانته وعدم استقراره في هويته المغربية.
ان الدرجة التي وصلها الرجل هي درجة صفر من الوطنية المغربية وانتقل الى النرفانا الفلسطينية والهيام الذوباني . لم يكن الادريسي ولا بعض اصحاب العدالة والتنمية وغيرهم ممن ينحو نحوهم وحدهم الغارقين في وطنية اجنبية، بل هنالك اخرون بيننا لا يهمهم زلزال الحوز ولا الاحداث الارهابية التي وقعت في السمارة ولا الشهداء الذين دافعوا عن بلادنا ولا يهمهم الذين يدافعون عنه في المنتديات الدولية ضدا على المخاطر التي تهدد المغرب.
ان قضية فلسطين اصبحت بهذا الشكل الذي رسمه الادريسي مهددة لامننا القومي، ومهددة للوحدة الوطنية المغربية، بحيث يتعرض مغاربة من ديانة اخرى للارهاب اللفضي من طرف ناس من طينة الادريسي. ان قضية فلسطين لم تكن فقط تضامنا انسانيا ضد العدوان وضد الظلم، ولكنها تحولت الى قضية استقوائية ضد مصالح المغرب، وضد مكونات هويته . وقد ذكرني ما يحدث في المغرب من طرف امثال الادريسي، ذكرني بما كتبه المرحوم محمد عابد الجابري عشية استيلاء صدام حسين على الكويت سنة 1990 متمنيا ان يكون ذالك بداية للوحدة العربية بالقوة ومتمنيا ان تصل جيوش صدام الى ابواب وجدة لتحقيق الوحدة العربية. ان ما وصل اليه الادريسي وامثاله يجعل من حركة حماس بداية لتعميم فكر الاخوان المسلمين الخرابي في المغرب وغيره. انهم تروتسكيون بصيغة الاسلام السياسي.
في الاخير اريد ان احيى ساكتة الصحراء والسمارة الذين قاموا بمسيرة مليونية ضد الارهاب الانفصالي، كما احيي الجمعيات الامازيغية التي اعلنت في بياناتها للتضامن مع فلسطين والتضامن مع ساكنة السمارة وضد ابادة شعب الطوارق في مالي . كما احيي كل المغاربة الذين وقفوا ضد الاستيلاب وميزوا بين التضامن مع فلسطين كتضامن انساني ومصالح المغرب وارجلهم تابة في التراب المغربي. واتاسف لكل من انساق مع عواطفه وايديولوجيته لاستغلال مأساة فلسطين والاستقواى بها ضد مصالح المغرب، وكذاك للانقضاض على مكاسب القضية الامازيغية مستعملين طرقا خسيسة ورديئة. ولكل هؤلاء اقول المغرب اولا. واهني كذالك حزب الاتحاد الاشتراكي الذي تبنى شعار المغرب اولا.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News