
حملة مواطنة بأكادير: أيادي أبناء المدينة تنظف وتستنكر التخريب بحضور السلطات
- رشيد فاسح//
في بادرة مواطنة تعكس حس المسؤولية المشتركة، شهدت مدينة أكادير صباح اليوم حملة واسعة لتنظيف الكراسي الإسمنتية العمومية التي تعرضت للتلوث جراء سكب زيوت المحركات. هذه المبادرة، التي أثارت إعجاب واستحسان السكان، جاءت لتؤكد على حرص أبناء المدينة على صون الفضاءات العمومية وحماية مكتسبات التأهيل الحضري الذي تشهده أكادير.
انطلقت عملية التنظيف في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا، بحضور ومتابعة من السيد قائد الملحقة الثانية، مما يعكس دعم السلطات المحلية لهذه الجهود المجتمعية. وقد جرت الحملة بالتعاون والتنسيق الفعال مع جماعة أكادير ممثلة بـ مصلحة النظافة التي قدمت الدعم اللوجستي والفني اللازم. كما شارك في هذه المبادرة نسيج جمعوي نشط يضم فعاليات من المجتمع المدني، إلى جانب ممثل عن شركة مواطنة، تجسيدًا للشراكة الفاعلة بين مختلف الأطراف المعنية.
امتدت المبادرة لتشمل جانبًا آخر لا يقل أهمية، وهو مسح الكراسي من العبارات الخادشة للحياء العام والكتابات العشوائية، وهي خطوة لقيت استحسانًا كبيرًا من المارة. هذا التوسع في نطاق التنظيف يضمن إعادة الفضاءات العامة إلى حالتها الأصلية، خالية من أي تشويه بصري أو أخلاقي.
أثناء سير العملية، لوحظ توقف العديد من كبار السن الذين عبروا عن استيائهم واستنكارهم الشديد لهذا التصرف التخريبي الذي طال الأثاث الحضري. واعتبر هؤلاء المسنون هذا الفعل مساسًا بحقوقهم وحقوق باقي المواطنين في الاستمتاع ببيئة حضرية نظيفة وجميلة. هذه المشاعر تعكس مدى الارتباط العميق للسكان بهذه الفضاءات وأهميتها في حياتهم اليومية.
وقد أشرف على هذه المبادرة كل من: السيد ياسين غنماوي، الفاعل الاقتصادي و المدني والايكولوجي، والسيد رشيد فاسح، الفاعل المدني والناشط البيئي والإيكولوجي، رئيس جمعية بييزاج لحماية البيئة بأكادير بالإضافة إلى السيد محمد ورشيد اشعري، صاحب مقاولة فاعلة في مجال تنظيف وحماية البيئة، بقع الزيوت والمواد الخطرة.
تأتي هذه المبادرة من طرف أبناء المدينة أنفسهم، الذين تحدوهم الغيرة على الطفرة النوعية التي تشهدها أكادير في مجال التأهيل الحضري. وقد أكدت هذه الحملة بشكل قاطع أن التخريب لن يثني الفاعلين المدنيين، ولا السلطات المنتخبة، عن مواصلة جهودهم في الإصلاح وتقديم صورة إيجابية ومواطنة في علاقتنا بالفضاءات العمومية، التي استنكر أفعالها التخريبية الجميع.
هذه الجهود المشتركة تبعث برسالة واضحة بأن أكادير ومكتسباتها الحضارية هي مسؤولية جماعية تستحق الصون والحماية.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News