الثقافة

حماة الشرف والعِزَّة..

 

  •     بقلم محمد خلوقي
    ————————
    لا شك أن العرب يعيشون اليوم أرذل العمر ، صار سيرهم كسلحفاة حمقاء ، وقد احترقت من الرَّمضاء ، عقولهم اصابها الخَرَف ، وأجسادهم اعتراها الوَهن والضعف ، فتداعت عليهم الأمم ، وأصابتهم صنوف المِحن والنِّقَم . فلم يعد في حدائقهم كروم مورقة ، ولا في دفاتر تاريخهم أوراق مشرقة الا بعض من سطور عِزَّة ، يدونها ابطال من ابناء غَزَّة ..جيل الكرامة والعِزة .
    أيها الفلسطيني ، المناضل ،
    ان الوجوه من بني جِلدتك من العُربان ، تلبس اليوم كما مضى وشاح الانبطاح ، و تُسَلِّم بالمؤامرة ، وتُوقع زورا صكوك المُصادرة ، وأنت وحدك الأبيُّ ، العَصي ُّ ، تقاوم الإبادة، وتصفع الغُزاة بلا هَوادة ..وتدفع القطرة تلو القطرة من دمك الطاهر ، لتحمي به شرفك النادر.
    فأبناء غزة هم سلالة الشرف والعِزة .
    وابناء (قينقاع )هم أصل الفتنة والصراع، والنكرات سائرات إلى مزبلة الضياع..
    أيها الفلسطيني الأبِي ُّ؛
    إن التاريخ العظيم لا يسجل إلا امجاد الكبار ، ولا يدون الا احداث أهل العزة والكرامة والعنفوان ولا يقبل أبدا ان تتجاور سُطورهم مع أهل العار والذل والهوان .
    فالمغتصبون الحالمون ، كما الخونة المتآمرون و الصامتون الخائفون ، حتما سيلفظ التاريخ جثتهم ؛لانها تحوي نفوسا خسيسة ،تغذت بالوهم والظلم والخيانة والحيازة والاستكبار ، فلا يغرَّنَّك تضخم أثدائهم من عائدات الى زوال ،وانتفاخ بطونهم من مداخيل لا تقال ، فعمر الخداع قصير ، وعمر الشرف والحق سرمدي واصيل .
    فانتم يا بقية من حماة العزة والشرف ، سيتذكركم. التاريخ ويذكر ، ويحاسب ويعاقب كل من خطط وسلَّم الجغرافيا ثم استسلم ، وكل من سلَب ونهب الارض واستعصم ..
    فانت وحدك ايها الشريف العفيف ، تقف في الميدان شامخا وتصفع الجبروت ،
    أنت والاحرار من يزرع اليوم الرجاء ويصنع البقاء ،
    اما الاشرار فهم الى مزابل الهاوية يتساقطون ، ودون هُوية يتخبطون . .
    ذاكرة التاريخ ، أبدا ، لن تلفظ الانقياء والاتقياء من حُماة الشرف والعزة ، ولن تسكت عن فضح بطش الدخلاء الجبناء .
    ايها الفلسطيني العربي ،
    بالرغم من أني اخجل ،اليوم ،من انتمائي المشلول ، ومن حاضري المعلول .لكن يسكن دواخلي يقين المؤمن اللبيب بنصر قريب، على أساس أن الليل مهما ادْلهَمَّ ونشر أجنحته على المكان ، فان رحيله حاصل في الزمان، مع اول ضياء فجر ، وإشراقة شمس .. كما ان الزهرة حتى وان ذبلت اوراقها ، فان بِذرتها تبقى ، وأن الشجرة حتى وإن تهاوت ْ أغصانها فان جذورها لا تبور ولا تبلى.

ذ محمد خلوقي

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى