المجتمع

حفل التميز بأنزا : جمعية الديناصور تكرم العصاميين الجدد، بعد الانقطاع الدراسي ألهموا المجتمع بشواهد عليا

في بادرة إنسانية وعلمية تحمل أبعادًا رمزية قوية، نظمت جمعية الديناصور لحماية الموروث الطبيعي بأنزا حفل التميز في دورته الثانية، احتفاءً بنساء ورجال استثنائيين تمكّنوا من العودة إلى مقاعد الدراسة بعد سنوات طويلة من الانقطاع، واستطاعوا نيل شهادات دراسية جديدة رغم كل الصعوبات التي اعترضت طريقهم.

احتفاء بالتحدي والإصرار:

تميّز الحفل، الذي احتضنته منطقة أنزا شمال أكادير، بأجواء احتفالية مؤثرة، حيث تم تكريم عدد من المستفيدين من برامج التربية غير النظامية أو التعليم عن بعد، ممّن استطاعوا استعادة حلمهم الدراسي الذي تعذّر عليهم تحقيقه في فترات سابقة من حياتهم، لأسباب اجتماعية، اقتصادية، أو مهنية.

هذا الحفل ليس مجرد لحظة احتفالية، بل هو اعتراف رسمي ومجتمعي بقدرة الإنسان على التغيير والمثابرة، مهما كانت العراقيل. وقد أكّد المتدخلون على أن ما تحقق هو ثمرة جهود فردية وجماعية، وعلى رأسها الدور التحفيزي الذي لعبته الجمعية في مرافقة وتشجيع هؤلاء المتعلمين على العودة إلى الدراسة.

أهمية علمية ومجتمعية:

يحمل هذا الحفل دلالة علمية واضحة، إذ يسلّط الضوء على قيمة التعليم المستمر وحق الجميع في التعلّم طيلة الحياة، بعيدًا عن منطق السن أو الوضعية الاجتماعية. كما يعكس قدرة المجتمع المدني على لعب أدوار بديلة ومكمّلة للمدرسة والجامعة، من خلال توفير الدعم النفسي والتحفيزي للمحرومين من التعليم في وقت سابق.

كما أن لهذا الحفل أهمية اجتماعية كبيرة، فهو يعيد الاعتبار لفئات غالبًا ما تُهمّش أو تُقصى من فرص التكوين والتقدير، ويعزز قيم العدالة التربوية والإنصاف المعرفي. كما يشكل حافزًا لباقي أفراد المجتمع، وخاصة الشباب، للتمسك بالأمل في تحسين مساراتهم الدراسية والمهنية، وعدم الاستسلام لظروف الفشل أو الانقطاع.

حفل التميز بأنزا : جمعية الديناصور تكرم العصاميين الجدد، بعد الانقطاع الدراسي ألهموا المجتمع بشواهد عليا - AgadirToday

رسالة أمل وإرادة:

إن تنظيم مثل هذا الحفل في أنزا، وهي منطقة غنية بتراثها الطبيعي والجيولوجي، يضفي أيضًا بعدًا رمزيًا على الحدث، من حيث ارتباط الموروث الطبيعي بالاستثمار في الإنسان، باعتباره الرأسمال الحقيقي في أي مشروع تنموي.

ولعلّ الرسالة الأقوى التي يبعث بها هذا الحفل، هي أن العودة إلى الدراسة ليست مجرد استئناف للتعليم، بل هي فعل مقاومة في وجه الإقصاء، وتعبير عن إرادة الحياة، وهو ما يجعل من المحتفى بهم أيقونات ملهمة داخل نسيجهم الاجتماعي، وقدوة حقيقية لجيل جديد يبحث عن معنى للنجاح خارج النماذج التقليدية.

دعم واستمرارية:

تطمح جمعية الديناصور، من خلال هذا الموعد السنوي، إلى ترسيخ ثقافة الاعتراف بالجهود الفردية والجماعية، وتعزيز شبكة الدعم المحلي، بمشاركة فاعلين تربويين ومؤسسات تعليمية ومجالس منتخبة. وهي بذلك تضع لبنة أساسية في مشروع تنمية بشرية شاملة تبدأ من الحق في التعلم، ولا تتوقف إلا بتحقيق الكرامة المعرفية والعدالة التربوية للجميع.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى