أكادير اليوم

حصيلة برنامج التنمية الحضرية لأكادير بعد مرور أربع سنوات على انطلاقه… ماذا تحقق ؟!

عرفت جهة سوس ماسة خاصة مدينة “أكادير” اهتماما خاصا ضمن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، والذي أفرد لها فقرة كاملة، ووسمها بوصف ذو أهمية كبيرة وهو ما تعكسه عبارة “…أكادير هي الوسط الحقيقي للبلاد…”كما أكد جلالته على أن الجهة يجب أن تكون مركزا اقتصاديا، يربط شمال المغرب بجنوبه.

الخطاب الملكي، شكل منطلقا للسلطات المركزية والجهوية والمحلية، من أجل تعبئة شاملة لإعادة تأهيل جهة سوس ماسة حتى تصبح مركزا اقتصاديا، يربط شمال المغرب بجنوبه، في إطار الجهوية المتقدمة، والتوزيع العادل للثروات بين جميع الجهات.

بعد ثلاثة أشهر على خطاب 6 نونبر 2019 الذي تحدث عن كون أكادير الوسط الحقيقي للمملكة، أشرف الملك محمد السادس بنفسه على توقيع اتفاقيات تهم التنمية الحضرية لمدينة أكادير في شهر فبراير 2020. الزمن الفاصل بين الخطاب الملكي وتوقيع اتفاقيات البرنامج التنموي للمدينة، زمن لم يتعدى ثلاثة أشهر يعتبر إشارة مهمة تعكس ضرورة تسريع تنمية أكادير وجعلها قطبا وقاطرة للتنمية ارتباطا بالتحديات المطروحة على مستوى تنمية باقي المناطق المغربية وخاصة منها المناطق الجنوبية.

وتضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020 – 2024، توقيع 15 اتفاقية خصوصية وملحقين اثنين لتنفيذ البرنامج ومواكبة تنفيذه وتعبئة 23 متدخلا، واعتمد برنامج للتنمية الحضرية لأكادير 2020-2024، بغلاف مالي يصل إلى 6 ملايير درهم، قبل أن يتم رفع الغلاف إلى 7 ملايير و371 مليونا و420 ألف درهم (أزيد من 737 مليار سنتيم)، ويضم البرنامج 94 مشروعا، وأحدثت أربعة هياكل مؤسساتية للسهر على إنجاز وتتبع مختلف المشاريع المتضمنة في مخطط التأهيل الحضري. فما هي حصيلة تقدم برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020/2024، ، بعد مرور أربع سنوات على انطلاق البرنامج وعلى بعد سنة واحدة فقط من انتهاء المدة المخصصة للتنزيل؟

هذا ما وقفت عليه لجنة الإشراف والتتبع والتقييم خلال اجتماع عقد مؤخرا بمقر ولاية جهة سوس ماسة، بحضور جميع المتدخلين وشركات التنمية المحلية المعنية.

وبخصوص حصيلة البرنامج بعد أربع سنوات على انطلاقه، فقد تم الانتهاء من أشغال إنجاز 33 مشروعا، إضافة إلى 40 مشروعا فرعيا، وذلك بكلفة إجمالية تناهز 676 مليون درهم، ومن المقرر أن تتم مراجعة هذه التكلفة لتبلغ 709 ملايين درهم عند التوقيع على ملاحق الاتفاقيات الخصوصية المصادق عليها خلال الاجتماع الأخير للجنة الإشراف والتتبع والتقييم، والتي بموجبها تم تحديد الزيادات المالية المخصصة لبعض مشاريع البرنامج.

في المقابل فقد تم إطلاق أشغال إنجاز 44 مشروعا بتكلفة تناهز ستة مليارات و159 مليون درهم، أي ما يعادل نسبة 84 في المائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج، بينما يبلغ عدد المشاريع التي توجد الدراسات المتعلقة بها في مرحلة جد متقدمة 10 مشاريع، يصل مجموع تكلفتها إلى 287 مليون درهم.

ويضم البرنامج ستة جوانب تتعلق بإنشاء أول خط لحافلات النقل العمومي ذات مستوى خدمات عال بأكادير بغلاف مالي في حدود مليار و498 مليونا و540 ألف درهم، وتعزيز البنيات التحتية وتخفيف الاكتظاظ المروري، وخصص لهذا المحور غلاف مالي يتجاوز مليارين و962 مليونا و530 ألف درهم، والتهيئة الحضرية وتأهيل المنطقة السياحية لأكادير بغلاف مالي يصل إلى 482 مليونا و230 ألف درهم. ويتعلق الجانب الرابع بالحفاظ على البيئة وتهيئة المناطق الخضراء باعتمادات تعادل 423 مليونا و450 ألف درهم، والإنعاش الثقافي وتثمين التراث وأماكن العبادة بتكلفة إجمالية تصل إلى 843.85 مليون درهم، ويهم الجانب السادس والأخير تدعيم البنيات الاجتماعية الأساسية وتحسين إطار العيش بميزانية في حدود مليار و 160 مليونا و 820 ألف درهم.

خط نقل حضري عالي الجودة

وبخصوص المحور الأول إنجاز الخط الأول للحافلات ذات جودة عالية لمدينة أكادير يمتد على طول 15,5 كيلومترا، ويربط ميناء أكادير بحي تيكوين، والمناطق الصناعية المحيطة به، مرورا بالحي الإداري للمدينة وشارع الحسن الثاني، وسوق الأحد وشارع الحسن الأول والمركب الجامعي ابن زهر، والمنطقة الصناعية لتاسيلا.

وأكدت ولاية جهة سوس ماسة أنه تم إنجاز 65 في المائة من الأشغال، إذ تم الانتهاء من الشطر الرابط بين ميناء أكادير ومدار القمرة بطول 3.9 كيلومترات، إضافة إلى الشطر الذي يربط المدار بمنطقة الكليات على طول 5.2 كيلومترات، ويصل الشطر الثالث الكليات بنهاية المسار الحاجب على طول 6.5 كيلومترات.

وتم إنجاز 32 في المائة من العدد الإجمالي لمحطات الوقوف البالغ 35 محطة، وتتوفر هذه المحطات على تجهيزات توفر المعلومات في حينها، وينتظر أن يؤمن هذا الخط خدمة النقل لأزيد من 45 ألف نسمة.

وأشارت الولاية إلى أن الأشغال انطلقت في 26 فبراير 2021، وسيتطلب إنجاز المشروع 39 شهرا، على أن يتم الانتهاء من الإنجاز في الفصل الثاني من السنة الجارية.

وتعد وزارة الداخلية أكبر المساهمين في المشروع بأزيد من 40 في المائة من الكلفة الإجمالية للمشروع، التي تتجاوز مليارا و498 مليون درهم، بغلاف مالي في حدود 567 مليون درهم، تليها جماعة أكادير بغلاف مالي بـ 374 مليون درهم، إضافة إلى تمويلات من الوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة إجمالية تصل إلى 360 مليون درهم، وساهمت جهة سوس ماسة بحوالي 197 مليون درهم.

تدعيم البنيات التحتية

يتضمن الجانب الثاني من البرنامج تهيئة مداخل المدينة، وإنجاز الطريق المداري شمال غرب المدينة، وإعادة تهيئة الطريق السريع، وإعادة تهيئة شارع محمد الخامس، وإصلاح وتدعيم ممرات القرب في مختلف أحياء المدينة، وإنشاء نظام مدمج للمراقبة بالفيديو بالمدينة، إضافة إلى إنجاز موقف سيارات تحت أرضي بحي الانبعاث، وتهيئة وتوسيع عدد من الشوارع.

ويتضمن هذا المحور ما لا يقل عن 10 مشاريع بغلاف مالي إجمالي يتجاوز مليارين و962 مليون درهم، وتم إنجاز اثنين منها بكلفة إجمالية في حدود مليار و730 مليون درهم، ما يناهز 58 في المائة من المبلغ الإجمالي. وأفادت المعطيات التي كشفت عنها الولاية أن الأشغال المنجزة في ما يتعلق بهذا المحور تتمثل في تهيئة الطرق ومساحات خضراء بمساحة إجمالية في حدود 216 ألف متر مربع، إضافة إلى الإضاءة العمومية على طول 5.4 كيلومترات، كما تمت تهيئة 115 مترا مربعا من الطرق والمساحات الخضراء في إطار تأهيل شارع محمد الخامس، وتم إنجاز، في ما يتعلق بالطريق المداري الشمالي الغربي، 250 ألف متر مربع من الطرق والمساحات الخضراء، وتعزيز الإضاءة العمومية على مستوى عدد من المحاور، ما يعادل 23.87 كيلومترا، كما تقدمت الأشغال بمختلف المشاريع المحددة في هذا المحور.

التهيئة الحضرية والإنعاش السياحي

يتعلق الجانب الثالث من البرنامج بالتهيئة الحضرية وتدعيم المنطقة السياحية بعدد من المشاريع التي تهدف إلى تأهيل المنطقة السياحية وكورنيش المدينة، إذ يسعى مخطط التنمية الحضري إلى إعادة النظر في التصميم المروري بهذه المنطقة على طول 10 كيلومترات وتتعلق الأشغال بإعادة تأهيل المسالك والأرصفة ومواقف السيارات، كما ستحظى الواجهة المطلة على البحر بتهيئة مجالات خضراء، التي تم إنجاز 75 في المائة منها.

كما يتضمن هذا المحور تأهيل وادي الطيور على مساحة ثلاثة هكتارات في قلب المدينة، تربط مركز المدينة والمنطقة السياحية، إضافة إلى بناء متحف “تيميطار»، الذي سيكون بمثابة مدخل للاطلاع على الثقافة الأمازيغية. ويضم هذا المحور 11 مشروعا، اثنان منها تم الانتهاء منهما، وستة في طور الإنجاز وثلاثة في مرحلة الدراسة. ويصل الغلاف الإجمالي المخصص لهذا الجانب 482 مليونا و230 ألف درهم، وحدد تمدة الإنجاز في 46 شهرا، وكانت البداية في 12 يناير 2022.

البيئة والمساحات الخضراء

يهم الجانب الرابع في برنامج التنمية الحضرية مشاريع تتعلق بالبيئة والمساحات الخضراء، خصص لها ميزانية إجمالية تتجاوز 423 مليون درهم، وتهم مساحة تفوق 94 هكتارا. وأكدت الولاية أنه تم إنجاز، في بداية الأمر، المشاريع ذات الأولوية بالنسبة إلى السكان، في ما يتعلق بهذا المجال، إذ تم الانتهاء من بعض فضاءات النزهة والترفيه عن النفس، مثل الحدائق والمساحات العمومية للقرب، وتم إنجاز 9 مشاريع من أصل 13 مشروعا مبرمجا في هذا الجانب، في حين أن 3 مشاريع توجد رهن الإنجاز، ومشروع في طور الدراسة.

وأكدت الولاية أن المشاريع المنجزة مكنت من توفير متنفس للسكان، مشيرة إلى أن كلفة المشاريع المنجزة وصلت إلى 239.75 مليون درهم، صرف منها مبلغ 164.86 مليون درهم، في حين تمت برمجة 96 مليون درهم، خلال السنة الجارية، علما أن الالتزامات الحقيقية المتعلقة بالفترة الممتدة ما بين 2020 و2023، تتجاوز 318 مليون درهم.

الإنعاش الثقافي وتثمين التراث

يندرج إنعاش المجال الثقافي وتثمين التراث وأماكن العبادة، الذي يمثل الجانب الخامس في برنامج التنمية، في إطار إدماج البعد الثقافي في مخططات التنمية الجهوية والمحلية، لذا تقرر تخصيص ميزانية بقيمة إجمالية تتجاوز 843 مليون درهم، لتمويل 14 مشروعا، من قبيل بناء مسجد السلام والمسرح الكبير ومكتبة ومركب ديني وإداري وثقافي بحي “فونتي»، إضافة إلى تهيئة غابة الذاكرة بأكادير، وتثمين قصبة أكادير أوفلا، وإعادة تهيئة مساحات ما بعد الزلزال وإعادة تأهيل مسرح الخضرة والبنايات القيم.

وأكدت ولاية جهة سوس ماسة أن مشروعين، من أصل 14، تم الانتهاء منهما، في حين توجد تسعة منها في طور الإنجاز، وتم الإعلان عن طلب عروض بالنسبة إلى مشروع، وآخر يوجد في طور الدراسة، في حين أن ثالثا متوقف. ووصلت تكاليف الأشغال المنجزة إلى 314.12 مليون درهم، تم أداء 243.42 مليون درهم منها. وتصل الالتزامات المتوقعة، خلال السنة الجارية، إلى 213.61 مليون درهم.

التجهيزات الاجتماعية الأساسية

يتمثل الجانب السادس والأخير في برنامج التنمية الحضرية في تعزيز التجهيزات الاجتماعية الأساسية وتحسين إطار العيش لفائدة السكان. ويتشكل هذا المحور من 45 مشروعا تهم تدعيم البنيات التحتية لتحسين العرض الصحي، ورفع الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم، وإنشاء وتأهيل بنيات رياضية ومراكز سوسيو ثقافية بالأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، مثل الخيام وتيكيوين وأمسرنات ورياض السلام. وخصصت لهذا الغرض ميزانية إجمالية تتجاوز مليارا و160 مليون درهم.
وأفادت الولاية أن 18 مشروعا انتهت الأشغال بها، كلفت ميزانية بقيمة إجمالية تجاوزت 547 مليون درهم، صرف منها 414.52 مليون درهم، وتوجد 17 أخرى في طور الإنجاز، وأعلن عن طلبات عروض بالنسبة إلى أربعة مشاريع، وأطلقت الدراسات لستة مشاريع.
وتجاوزت الالتزامات المالية الإجمالية للفترة ما بين 2020 و2023، 836 مليون درهم، وتصل الالتزامات المتعلقة بالسنة الجارية إلى 327 مليون درهم. وتم إنجاز المشاريع المرتبطة بالبنيات التحتية وتأهيل التجهيزات السوسيو رياضية والتربوية والصحية، وإنجاز وتجديد مجموعة من الأسواق.

إنجاز مشاريع بأزيد من 288 مليارا

أفادت ولاية جهة سوس ماسة، في كتاب الحصيلة من الحجم الكبير، أن المشاريع التي تم إنجازها حتى الآن كلفت مليارين و883 مليون درهم، ما يمثل 39 في المائة من القيمة الإجمالية للاعتمادات المخصصة لبرنامج التنمية الحضرية لأكادير، مشيرة إلى أنه من أصل 94 مشروعا التي يتضمنها البرنامج تم إنجاز عدد منها، إذ تم الانتهاء من 33 مشروعا، في حين أن 44 مشروعا في طور الإنجاز بقيمة إجمالية تتجاوز 6 ملايير و158 مليون درهم.
وتتكفل أربع مؤسسات بتنزيل البرنامج، اثنتان منها، وهي شركة التنمية المحلية أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية، وأكادير سوس ماسة للتهيئة، بالتأهيل الحضري لأكادير الكبرى، في حين تشرف الأخريان، وهما الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بجهة سوس ماسة، وشركة التنمية الجهوية للسياحة، على إنجاز المشاريع على صعيد الجهة.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى