المغرب اليوم

حصاد الدبلوماسية المغربية في 2023: مواقف دولية داعمة لمغربية الصحراء ومبادرة ملكية أقبرت وهم “الانفصال”

حملت سنة 2023 في طياتها العديد من المكاسب الدبلوماسية للمغرب بخصوص قضية الصحراء كما أنها بصمت على تحولات مؤثرة في مواقف العديد من القوى الدولية بالنسبة إلى المملكة بشأن سبل إنهاء هذا النزاع المفتعل، الذي يمتد لقرابة خمسة عقود، وذلك بالتزامن مع محاولات الأمم المتحدة في شخص مبعوثها الشخصي لبعث المسار السياسي المتعثر وايجاد حل سياسي وواقعي لقضية الصحراء المغربية .

تحركات المملكة خلال هذا العام (2023 ) ، أثمرت مزيدا من المواقف الدولية المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي لحل هذا النزاع المفتعل، الذي اقترحته الرباط في عام 2007 ، حيث برز ذلك في التغيير الجذري والتاريخي لموقف عدد من القوى الدولية المؤثرة أولها الولايات المتحدة الأمريكية التي جددت تأييدها للوحدة الترابية للمملكة ، الى جانب موقف اسبانيا والمانيا وقبلها الولايات المتحدة الذي أصبح يدعم المغرب علنا من خلال اعتبار مقترح الحكم الذاتي “الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل النزاع”، وصولا الى مبادرة ولوج دول الساحل الى المحيط الأطلسي التي أطلقت رصاصة الرحمة على مطامع الجزائر وصنيعتها جبهة البوليساريو في المنطقة بعد الانخراط الجدي والفعلي للدول المعنية في هذا التوجه الاستراتيجي الذي بنى معالمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس .

قضية الصحراء مجهر الدبلوماسية المغربية سنة 2023 وعلى رأس الأولويات

شكلت السنوات الأخيرة امتحانات كبيرا لمدى صلابة مواقف المغرب على الصعيد الدولي وقدرة المملكة على تدبير العلاقات الثنائية مع الدول ، الا أن سنة 2023 برهنت بما لا يدع مجالا للشك أن الدبلوماسية المغربية الملكية قد خرجت منتصرة من مختلف المعارك التي خاضتها دفاعا عن مصالح المملكة الاستراتيجية العليا ، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية التي ظلت على رأس أولويات الدبلوماسية المغربية خلال هذا العام .

وتثمينا لمسار من الجهود الدبلوماسية المكثفة التي سعى خلالها المغرب إلى إعادة التموقع إزاء شركائه التقليديين وإعادة الانفتاح على دول جديدة ، تأكد خلال سنة 2023 الحضور القوي للرباط على الصعيد الدولي وتحقيق المملكة لاختراقات مهمة في معاقل كانت الى وقت قريب محسوبة ضمن معسكر أطروحة الجزائر والجبهة الانفصالية ، الأمر الذي دفع بالكيان الوهمي الى نهج أساليب “الترهيب ” بعد فشله الذريع في الترويج لاكذوبة الحرب بالصحراء قصد التأثير على المواقف الأممية .

تأكيد لموقف اسبانيا والمانيا الداعم لسيادة المغرب على الصحراء

شكل الاعتراف الاسباني ( القوة المستعمرة للصحراء سابقا ) لسيادة المغرب على صحرائه ضربة موجعة للجزائر والبولياسريو لم تتعافى منها الجارة الشرقية الى حدود اللحظة ، وهو الموقف الذي أكده وجدده رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز مؤخرا قبل انتهاء سنة 2023 .

الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية شكل نقطة انعطاف أساسية في العلاقات بين البلدين وفي الصراع حول قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية ، وهو موقف ليس لحظيا كما أنه يختلف عن مواقف أمريكا وألمانيا وهولندا وغيرها، على اعتبار أن الجارة الشمالية كانت محتلة للصحراء المغربية وبالتالي فهي جد مطلعة على هذا الملف.

بدورها جددت ألمانيا، خلال سنة 2023 دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، التي تقدم بها المغرب في 2007، باعتبارها مجهودا جادا وذا مصداقية من قبل المملكة وأساسا للتوصل إلى حل مقبول من الأطراف ، وذلك على لسان رئيسة الدبلوماسية الألمانية، أنالينا بيربوك، عقب محادثات أجرتها، ببرلين، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة الصيف الماضي من سنة 2023 .

أمريكا تجدد دعم الحكم الذاتي في الصحراء المغربية

شكل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية في 10 دجنبر 2020 بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، نقطة تحول استراتيجية في مسار هذا النزاع المفتل كما أنه توج الروابط العريقة والعلاقات متعددة الأبعاد التي تربط حليفين يتقاسمان أكثر من قرنين من التاريخ القائم على الصداقة والتقدير.

الموقف الأمريكي ورغم محاولات أطراف معادية الترويج بأنه قد تغير مع مجيئ الإدارة الأمريكية الجديدة ، الاوأن واشنطن قطعت الطريق على خصوم الوحدة الترابية لتجديد موقفها الثابت خلال سنة 2023 مؤكدة دعمها للمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره جادا وذا مصداقية وواقعيا من أجل إنهاء هذا الصراع .

جوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية والمكلف بشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية، بسط رُؤية الإدارة الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة من سنة 2023 لحل قضية الصحراء بعيدا عن المواقف التقليدية التي رفعتها الجبهة الانفصالية ومعها الجزائر طيلة نصف قرن من المطالب بالانفصال وتقسيم المغرب، الأمر الذي اعتبره مبعوث وزير الخارجية الأمريكي بالمطلب “غير الواقعي”، ولا يمكنه أن يفضي إلى حل أو تسوية ، وهو الموقف الذي قضى على آخر أحلام البوليساريو والنظام العسكري الجزائري .

قرار مجلس الأمن رقم 2703 بخصوص الصحراء .. إشادة بالحكم الذاتي واعتبار الجزائر طرفا رئيسيا في النزاع .

شكلت سنة 2023 ، نقطة مفصلية في مسار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، برز ذلك من خلال الانتصارات الدبلوماسية للمغرب وأيضا عبر قرارات مجلس الأمن بخصوص النزاع حول الصحراء المغربية، سيما القرار رقم 2703 الذي اعتبر الجزائر طرفا رئيسيا في النزاع .

القرار الذي مدد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام إضافي، مع مواصلة الإشادة بالمقترح المغربي للحكم الذاتي والتنويه بالجهود المغربية الجادة من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول ، اعتبر انتصارا كبيرا للمغرب حيث أنه الهيئة الأممية لم تنساق وراء الدعايات الكاذبة للالة الإعلامية الجزائرية والانفصالية بوجود وضع مختلف بالمنطقة كما أنه أقبر مرة أخرى الأسطوانة المشروخة لنظام العسكر وقيادة “الرابوني ” فيما يخص “تقرير المصير “.

مبادرة ولوج دول الساحل للأطلسي تقطع الطريق على الجزائر والبوليساريو

شكلت مبادرة ولوج دول الساحل ( مالي ، التشاد ، النيجر وبوركينافاسو ) للمحيط الأطلسي التي أطلقها الملك محمد السادس خلال خطاب المسيرة الخضراء الأخير، ضربة قاضية للجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية ، حيث تروم المبادرة تسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي من أجل إفريقيا مزدهرة، وتوفر إمكانات غير مسبوقة من شأنها تعزيز الاندماج والتعاون الإقليميين والتحول الهيكلي لاقتصادات هذه الدول.

المبادرة التي لقيت إشادة واسعة خلال مؤتمر مراكش في الأسبوع الأخير من سنة 2023 ، من قبل وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، أخرجت الأبواق الإعلامية المعادية في محاولة للتويش على الاتفاق التاريخي بين المغرب ودول الساحل المذكورة .

مبادرة الأطلسي وبشهادة محللين استراتيجيات ستساهم بشكل واضح في زيادة العزلة التي تعيشها جبهة البوليساريو في المنطقة بعد عزلها دوليا ، في انتظار طردها من المنظمة الافريقية .

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى