المغرب اليوم

حسن المولوع : البقالي والتمديد عشق لا ينتهي، ورحاب ولغروس وناديري ولغزيوي عهد اعلامي جديد منتظر

 

  • عن الأنباء بوست / حسن المولوع-
يبدو أن عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، صار عاشقا للتمديد الذي هو في الحقيقة استثناء حسب الأعراف والمنطق ، لكن عبد الله حوله إلى قاعدة وعشق أبدي .

فبعد التمديد في عمر المجلس الوطني للصحافة لمدة ستة أشهر ثم بعدها مشروع قانون إحداث لجنة مؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر الذي أعقبته ضجة واسعة النطاق ، هاهو البقالي يسعى من جديد إلى التمديد لمدة ستة أشهر في عمر ولايته على رأس النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، التي كانت ستنتهي فعليا في ال 23 من يونيو من هذه السنة الجارية ، لكن سبق له أن صرح بأنه ينوي تمديدها لستة أشهر ، وبالتالي سينعقد المؤتمر في متم شهر دجنبر المقبل .

اللي بغا يشطب يبدا من باب دارو

وإذا كان عبد الله البقالي دائما عبر تصريحاته الإعلامية ينادي بإصلاح قطاع الصحافة والنشر ، فالبديهي أن يبدأ الإصلاح من بيته الداخلي لإعطاء النموذج في المنهجية الديمقراطية العادية ، فهل سيقال من جديد أن النقابة المذكورة عجزت هي الأخرى عن تنظيم الانتخابات وأن قانونها الأساسي به ثغرات ويجب ان يعدل وما الى ذلك من روايات يتم ترديدها على مسامعنا عبر الميكروفونات ؟ وهل من المنطقي إذا ما تمت المصادقة على مشروع قانون إحداث لجنة مؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر بعد التعديلات التي ستقدمها الفرق البرلمانية، أن يعهد قرار تمثيلية النقابة الوطنية للصحافة المغربية بانضمام مكتب ممد له واستثنائي ؟ فإذا حدث هذا فإننا سنصبح أمام لجنة استثنائية بعضوية استثنائية ، وهذا يعد قمة العبث ولا ينسجم مع الإصلاح المنشود  ، ثم أضف إلى ذلك أن المجلس الوطني للصحافة المنتهية ولايته، فقد فشل في تنظيم المهنة ، بدليل الواقع؛ وبدليل أنهم لم يستطيعوا تقديم حصيلة أربع سنوات ونصف السنة ، ذلك أنه لا يعقل أمام هذا الفشل أن يتم ضم أشخاص فشلوا في تدبير مؤسسة التنظيم الذاتي لقيادة الإصلاح ، فالطبيعي والمنطقي هو فرز نخب أخرى لقيادة الإصلاح من خلال عقد جموع عامة في جميع التنظيمات المهنية ( نقابة ، فدرالية ، جمعية ، جامعة ) ، تلك الجموع  تنتصر للطاقات الشابة، ولما لا النسائية والمهنية تماشيا مع الرؤية الإصلاحية ، وتكون قادرة على تقديم الحلول والبدائل بأفق استراتيجي ، وليست رؤية ضيقة ، يغلب عليها المنطق الخبزي ووصف الناس بالمتطفلين والدخلاء ، وتخويف الدولة بتكرار لازمة الفوضى  وحماية المجتمع من خطر قادم عبر ترديد عبارة ” إذا لم نستمر نحن كأوصياء على القطاع فستعم الفوضى ” .

 قوة رباعية الدفع قادمة للإصلاح

إن المخاض الذي يعيشه حاليا قطاع الصحافة والنشر نتيجة انتهاء ولاية المجلس الوطني للصحافة ، سيفرز وجوها جديدة ورحيل أخرى قديمة عن المشهد الإعلامي، او لنقل رفع يدها عن التنظيمات المهنية، بفعل ما تعرفه الساحة من تحولات متسارعة وبحكم أن  الدولة ومنذ عقود تعتبر ان الاعلام هو قطاع استراتيجي، اذ قامت بالتقعيد له منذ زمن ، فقوة الدولة من قوة اعلامها الذي يقوم بالتسويق لقوة مؤسساتها.

تلك الوجوه التي سيفرزها هذا المخاض، هي مثل أحجار على رقعة الشنطرنج بأفق استراتيجي ، سيتم وضعها لبناء العهد الجديد وفق رؤية بعيدة المدى ، وستخرج  من رحم كل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، والفيدرالية المغربية لناشري الصحف ، والجمعية الوطنية للإعلام والناشرين ، والجامعة الوطنية للصحافة والاعلام والاتصال مع النقابة الوطنية الوطنية للصحافة ومهن الإعلام المنضوين تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل .

 حنان رحاب قوة ناعمة في مواجهة القوة الخشنة

صار هناك شبه إجماع على أن حنان رحاب  القيادية بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية ، هي قوة ناعمة ، وذلك بالنظر إلى  العمل الجبار و القوي والمبادرات التي تقوم بها والتي  تتسم بنكران ذات كبير جدا ، خلافا لعبد الكبير اخشيشن رئيس المجلس الفدرالي للنقابة وهو المرشح لتولي رئاسة هذا الاطار النقابي بالرغم من عدم امتلاكه للحس النقابي والنضج السياسي  .

اخشيشن الذي يصفه غالبية الصحافيين بالمتعالي والمتعالم الى درجة التكبر وادعاء الحكمة وهو الذي حطم قوة النقابةً الوطنية للصحافة المغربية بقطاع القطب العمومي مثلا وادخل النقابة في صراعات مجانية مع اطارات اخرى، وهو الذي يحترف ثقافة “الوشوشة ”  ضد زملائه وزميلاته وهو الذي يهيئ لطعن رفاقه المقربين من الخلف  لأجل الرئاسة .

عبد الكبير اخشيشن رئيس المجلس الفدرالي للنقابة المذكورة ، أحرق شراع السفينة وأغرقها في بحر من المتاهات بسبب تصريحات من قاموس غير أخلاقي كشفت مستواه ونواياه   ، تلك التصريحات أطلقها ضمن كلمة ألقاها في حفل توزيع جائزة واد نون الوطنية الكبرى للصحافة والاعلام ، جرّت عليه وابلا من الانتقادات لأنها بدون أفق استراتيجي ويدعي صاحبها أن دوره ينحصر فقط في المحاربة والتصدي والتهديد والوعيد ، في حين أن حنان رحاب تورات عن الأنظار وابتعدت عن الأضواء، تتأمل الضجة الموجودة حاليا على الساحة ، لكن بعدما اختلطت الأمور وتبعثرت الأوراق ، انخرطت في النقاش عبر مقالين تم نشرهما على صحيفة الاحداث انفو ، هما في الحقيقة خارطة طريق للخروج من الأزمة التي يعيشها القطاع ، قطاع الصحافة والنشر بصفة خاصة ، والإعلام بشكل عام .

حنان رحاب تمثل مبدأ المناصفة  والجناح التقدمي ، ولها القدرة على المواجهة والتصدي ، كما أن لها قاعدة مهنية باعتبارها رئيسة لجمعية الأعمال الاجتماعية للصحافة المكتوبة ، ودائما ما تجدها تجنح إلى  السلم والتوافق من أجل مصلحة القطاع، والمصلحة العليا للوطن وهذا هو الأهم ، حيث انها ساهمت عبر سفرياتها المهنية لعدد من البلدان للتسويق لصورة المغرب عبر المؤتمرات التي مثلت فيها النقابة ، وذلك لما لها من قدرة على اتقان فن الخطابة والتصدي والمواجهة لدحض كل المزاعم التي من شأنها الإساءة لصورة البلاد .

وعليه ، فإن قوتها تنبثق مما سلف ذكره ، وأيضا لما تحمله من أفكار وتصورات ورؤية بعيدة المدى تسير في اتجاه بناء العهد الجديد عبر الإصلاح الحقيقي والشامل للإعلام الذي به يتم البناء الديمقراطي لأي بلد ، فالإعلام كما هو معلوم هو القوة الناعمة التي توازي اليوم القوة العسكرية.

 توفيق ناديري ، رجل المواقف والتوافق

مثل بحر عميق وهاديء ، ظل توفيق ناديري يشتغل بعيدا عن الأضواء من أجل بناء نقابة قوية ومتماسكة ، تتمثل في النقابة الوطنية للصحافة والاعلام ، فهو داخل الجامعة الوطنية للصحافة والاعلام والاتصال يمثل الجناح الذي ينتصر للتحالفات الموضوعية والمنسجمة مع السياق،  أي انه جناح واقعي ولا يشتغل في السر ، بل في العلن ، فتوفيق دائما تجده حذرا من الارتماء ضمن سياق أيديولوجي صعب والقريب من تيار حزبي معين غير مؤسس على مصلحة الجامعة وعلى فهم صحيح ورزين ومستقبلي للسياقات الإعلامية الجديدة ، في المقابل نجد أن هناك ضمن الجامعة المذكورة تيارا صداميا  وربما هو التيار الذي اصطف مع الفدرالية المغربية لناشري الصحف ، قبل أن يدب الشرخ بين قيادييها بعدما أعلن توفيق نادري تقديم استقالته كناطق رسمي منها واحتفاظه بمنصبه ككاتب وطني للنقابة الوطنية للصحافة ومهن الاعلام المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل

يعرف عن توفيق ناديري انه يدافع على اعلام متعدد وحداثي وحر وتشاركي ، وذكر في العديد من المناسبات انه يجب تكريس التعددية النقابية كتكريس للتعددية الدستورية بما يحفظ لحمة القطاع وتجاوز كل الإشكالات ، وهو ما اختزله مرارا في جملة ظل يرددها ” لسنا بديلا عن أحد ” في إشارة  تعني التشاركية والبناء على المكتسبات النقابية وتراكمها .

كما أكد غير ما مرة أن التنظيم الذاتي للمهنة ينطلق من حوار وطني موسع يضم الجميع ، لتجميع الرؤى دون وصاية أو إقصاء او تشجنج ، معتبرا ان الوطن بحاجة في هذا التوقيت الصعب لاعلام قوي وتشاركي ويحتاج لمؤسسات توافقية بين المهنيين دون تدخل الفاعل السياسي ، لان القطاع تضرر من هذا التدخل ، فبعدما انطلق النقاش مهنيا اضحى سياسيا تناقش فيه القوانين خارج النسق والسياق المهني

تحالفات وصراع عبر خلط الأوراق

إن جميع التحالفات الموجودة حاليا ، كلها تحالفات هشة ، فهناك تحالف مسنود إعلاميا وقوي لكنه يفتقد للسند  القانوني والدستوري ، في المقابل هناك تحالف مسنود قانونيا  ودستوريا لكنه يفتقد للقوة الإعلامية الدافعة وبينهما أطراف متصارعة سرا وجهرا ، وتلك الأطراف اما سياسية او مهنية  ، ضمن مسلسل عنوانه العريض ، الشذ والجذب ، دون أن ننسى صراع الحكومة والمعارضة حول الموضوع ، شق اعلامي وشق سياسي بنفس وسائل الاحتجاج .

وعلى شاطيء هذا البحر المتلاطم بأمواجه العاتية ، نرى أن كمال لحلو يحاول خلط الأوراق من خلال احياء فدرالية الاعلام ، وهو ما يعني دخول طرف جديد في المعادلة ، وما يعني ايضا أن هناك حسابات أخرى بوجوه أخرى(…)

محمد لغروس المهدي المنتظر لإنقاذ الفدرالية من العزلة

من المعلوم أن المجلس الوطني للصحافة، هياكله تقوم على تمثيليات كل من النقابة والفدرالية والجامعة والجمعية ، والهياكل المقبلة للمجلس ذاته ستقوم باستبعاد بعض الأشخاص وليس الهيآت، لأن هناك شق قانوني يحول دون القفز على التمثيليات وإن كانت مهترئة .

وأمام الفيتو المرفوع من الجمعية والنقابة على نور الدين مفتاح الذي بالمناسبة اختفى عن النقاش العمومي منذ اسابيع، هذا الفيتو جعل الفدرالية في عزلة تامة، حتى إنه لم يتم وضعها بعين الاعتبار ضمن مشروع قانون إحداث اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر الذي أثار ضجة، وطبعا هذا الآن ليس موضوعنا لنقاش تفاصيله وحيثياته ، (امام هذا الفيتو ) ، أصبح من الواضح تماما أن يتم عقد جمع عام للفدرالية المغربية لناشري الصحف ، ويتم انتخاب محمد لغروس الذي يعتبر هو الواجهة الإعلامية للفدرالية ، فبمجرد انتخابه سينطفيء لهيب الضجة  ، هذا بالإضافة أنه سيتم فتح قناة حوار بين الفدرالية والنقابة، من أجل التواقف والتوقيع على الاتفاقية الجماعية التي هي في الأصل ، السبب وراء كل هاته الضجة .

المختار لغزيوي يقود غزوة بدر لتمثيل الباطرونا

ظل المختار لغزيوي منذ وقت طويل بعيدا عن تفاهات مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إنه ابتعد كثيرا عن اعلام ” العصابة ” ، لكن بمجرد ظهوره خرج خروجا غير موقف عندما انخرط في نقاش مع الصحافي حميد المهدوي ، ذلك النقاش ما كان له أن يكون ، لأن العهد الجديد للإعلام يفرض التروي والرزانة .

وبعيدا عن ذلك النقاش الذي انتهى ، فإنه ووفقا للمؤشرات البارزة ، فسيتم اختياره لقيادة الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين ، عبر عقد جمع عام من أجل انتخابه رئيسا لها ، خصوصا وأن الرئيس الحالي للجمعية ادريس شحتان كرر في أكثر من مناسبة أنه ليست له نية البحث عن كرسي بالمجلس الوطني للصحافة ، ما يعني أنه سيسلم المشعل لخليفته المختار لغزيوي لفتح أفق جديد وفق تصورات ورؤية وأفكار تعيد بدر الصحافة الورقية ، وأيضا للدفاع عن الباطرونا ، على اعتبار أنه هو الابن البار لمولاي أحمد الشرعي الذي يمثل الواجهة الإعلامية التي تدافع عن صورة المغرب خارجيا بأدوات خارجية أي عن طريق الصحافة الأجنبية ، فالعهد الإعلامي الجديد يفرض على المغرب خوض معارك إعلامية بمفهومها الايجابي على المستوى الداخلي، من اجل البناء الديمقراطي ، وأيضا معارك على المستوى الخارجي للتصدي للتضليل الذي يمارسه أعداء الوطن ، وأيضا من أجل التسويق لصورة المغرب ودفاعا عن مصالحه الخارجية ، ولقد رأينا الدور الكبير الذي لعبه الشرعي إعلاميا على مستوى السياسة الخارجية ، مع العلم أنه يشتغل من وراء حجاب وبعيدا عن الأضواء ، لأن البلاد اليوم محتاجة إلى القليل من الكلام والكثير من النجاعة والفعالية .

إن قطاع الاعلام ككل يشهد ثورة حقيقية ، قد تكون وفق إرادة عليا ، ولقد لاحظنا التعيين الأخير للمدير العام الجديد لوكالة المغرب العربي للأنباء، فؤاد عارف ، فلقد تم اختياره بعناية، بغض النظر عن كونه أنه ابن الدار ، ولكن في اغلب الظن لعلاقاته الخارجية وخبرته بالسياسة الخارجية بحكم اشتغاله الى جانب الوزير ناصر بوريطة ، تلك الثورة يبدو انها ستشمل العديد من المؤسسات الاستراتيجية أبرزها الرئيس المدير العام للقطب العمومي وأيضا المدير العام للقناة الثانية ، كل هذا وذاك من أجل صناعة آلة إعلامية قوية ومتماسكة بوجوه جديدة .

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى