حزب المُنَفِّرِين
- رشيد كنكور //
هل كان للدين الإسلامي أن ينتشر كل هذا الانتشار و أن يصل إلى عقول و قلوب الملايين من البشر في مشارق الأرض و مغاربها على اختلاف أعمارهم و ثقافاتهم و لغاتهم.لو كان من نشروه جعلوا منهجهم السب و الشتم في كل ما لا يوافق هواهم!
أليس الدين أساسه الرفق و اللين؟حتى وصف الله رسوله بقوله “فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”( الآية 159 من سورة آل عمران) كما أوصى هارون وموسى و هو يرسلهم سبحانه إلى رجل قال انا ربكم الأعلى ان”فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى” (الآية 44 من سورة طه).
أليس على الداعي إلى الله إدن أن يكون رفيقا في أمره و في دعوته، في نهيه و إصلاحه.ألم يكن الرسول عليه الصلاة و السلام أمر الناس بأن يبشروا و لا ينفروا! فما بال فقهاء البوز اختاروا ن يؤسسوا حزبا للمنفرين في دعوتهم إلى الله فبدل أن يبشروا كما أُمروا صاروا ينفرون و بدل أن يدعون إلى الإيمان بالحكمة و الموعظة الحسنة صار لسانهم لا ينطق إلا سبا و شتما و لعنا بل وقذفا في اعراض الناس و السخرية من خُلُقُهِم و خِلقَتهم.
المشهد هذا يظهر أن ما يعمل عليه فقهاء البوز من خلال نهجهم هذا إنما هو فقط زيادة نسب المشاهدات من منصات التواصل الاجتماعي يوتيوب و تيكتوك و غيرها التي وبسخاء ما يمنحون مقابل تلك النسب المرتفعة من المشاهدات أسالت لعاب الكثيرين ممن اختزلوا الدين في اللحية والإسبال فافرغوا الدعوة من روحها و عمقها الوجداني ومن منطقها المقنع للعقول و المريح للقلوب الى دعوة مشوهة اقرب ما تكون إلى تفاهة ينافس بها أصحابها غيرها من التفاهات بغرض كسب مادي دراهم معدودات.
فما أحوج الأجيال الصاعدة لدعاة على الطريقة المثلى أساسها الرفق و اللين و الحكمة.
و بئس طريقة حزب المنفرين و بئس ما يكسبون.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News