
حرب المياه بين المغرب والجزائر.. ادعاءات باطلة وحقائق بارزة
- بقلم: حسن كرياط//
في خضم التوترات السياسية المستمرة بين المغرب والجزائر، يعود ملف المياه إلى الواجهة، حيث توجه الجزائر اتهامات للمغرب بالتسبب في أزمة ندرة المياه بالمناطق الحدودية. غير أن الأرقام والمعطيات الرسمية تكشف صورة مختلفة تمامًا، تدحض هذه الادعاءات، وتسلط الضوء على الأسباب الحقيقية للأزمة التي تعيشها الجزائر.
تشير البيانات إلى أن تدفقات المياه من المغرب نحو الجزائر لم تشهد أي انقطاع مفاجئ أو غير مبرر، بل إن التراجع المسجل يتماشى مع الانخفاض العام في الموارد المائية بالمنطقة، نتيجة موجات الجفاف المتكررة والتغيرات المناخية التي تؤثر على شمال إفريقيا بأكملها.
ومع ذلك، فإن أزمة المياه في الجزائر تعود بالأساس إلى مشاكل داخلية تتعلق بسوء إدارة الموارد، حيث فقدت البلاد خلال السنوات الأخيرة نسبة كبيرة من احتياطياتها المائية بسبب تهالك البنية التحتية وتسربات الشبكات القديمة، ما فاقم الوضع وزاد من صعوبة توفير المياه للمواطنين.
في المقابل، اعتمد المغرب سياسة استباقية لمواجهة ندرة المياه، من خلال استثمارات كبرى في بناء السدود ومحطات تحلية مياه البحر، ما ساعده على تأمين احتياجاته المائية والتخفيف من آثار الجفاف والتغيرات المناخية.
وقد جعلت هذه الاستراتيجية المغرب نموذجًا في التدبير المستدام للموارد المائية، بينما لا تزال الجزائر تبحث عن حلول ناجعة لأزمة تفاقمت بفعل عوامل داخلية أكثر من كونها خارجية.
وبالنظر إلى هذه الحقائق، يتضح أن أزمة المياه في المنطقة تمثل تحديًا مشتركًا يتطلب تعزيز التعاون الإقليمي، بدلًا من توجيه الاتهامات التي لا تؤدي إلا إلى تأجيج التوتر.
إن اعتماد سياسات رشيدة، وتطوير البنية التحتية، وتحسين إدارة الموارد، هي السبيل الأمثل لضمان الأمن المائي للجميع، بعيدًا عن تبادل اللوم والبحث عن شماعات خارجية للأزمات الداخلية.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News