حرب إسرائيل وحماس: لنتذكر تجربة العراق
- بقلم الحسن زهور //
عندما احتل صدام حسين الكويت هلل له الكثير، الكثير من الاحزاب والمنظمات اليسارية في المغرب (باستثناء حزب التقدم والاشتراكية الذي أدان الاحتلال) وكثير من الجمعيات والمنظمات المغربية، و”سخنت الطرح” وهيجت الجماهير، وخرجت إلى الشارع مهللة بالاحتلال ومنددة بأمريكا…
وحده المغرب الرسمي وحزب التقدم والاشتراكية وبعض الاحزاب التي كان يسميها اليسار أنذاك ” أحزاب الإدارة” هي من وقفت ضد التيار الجارف في المغرب الذي هلل للاحتلال وجعل من صدام بطلا كما جعل الكثير من الاسلاميين اليوم من اردوگان بطلا لهم( لم يستطع الآن إدانة اسرائيل، بل ساوى بين حماس واسرائيل في الحرب الدائرة بينهما الآن).
خرجت الجماهير المغربية المهيجة، وخرج التلاميذ والطلبة بسبب التهييج وتعطلت المدارس أكثر من 15 يوما، مهللين بالاحتلال العراقي وهاتفين بٱسم صدام البطل بطل سكودات التي أطلقها على اسرائيل، وزاد عبارة “الله أكبر ” في العلم العراقي لاستمالة المشاعر الدينية الملتهبة والهائجة، ومنددين بأمريكا وبالحكام الذين نعتوهم بشتى النعوت.
لم يستمع صدام حسين لنداءات العقل التي انطلقت من المغرب الرسمي(خطاب الملك الراحل الحسن الثاني أنذاك)، ولم يستمع إلى دعوات الزعماء الآخرين بالانسحاب من الكويت وأخذته النخوة الجاهلية كما أخذت الجماهير المهيجة أنذاك هذه النخوة وتلذذت بالشعارات الهائجة وبالنصر الكبير على أبواب تل أبيب.
وفي الأخير(حسب العقل والمنطق لمن يستخدمهما) سقط الطاغية ودمر بلده وانتهى أمره بأخذه من حفرة اختبأ فيها كما يؤخذ الفأر من جحره.
و” تفشات النفاخة المنفوخة بالأوهام والشعارات” ، وكانت ضربة قاضية للايديولوجية القومية السياسية الديكتاتورية، وجاء ما يسمى ب”الربيع العربي” لوأدها نهائيا، حيث تمزقت دولها الباقية كل ممزق بعد خرابها من طرف حكامها.
الآن ما يحدث في غزة الآن هو تكرار لنفس التجربة، لكن بظروف متغيرة تغير فيها الكثير وأصبحت الكثير من شعوب المنطقة واعية بمخاطر المغامرات الطائشة التي لن تولد إلا الدمار والخراب، وهو ما ستؤول إليه الأمور، وسيؤدي المدنيون (أهالي غزة والاسرائليون) نتائج هذه الكارثة المأساية.
نرجو أن يعم السلام في المنطقة بين ابناء العمومة، وأن يعم بين المسلمين (بمفهومه القرءاني) اي بين اتباع الديانات السماوية الثلاث في المنطقة؛ ولن يعم السلام إلا بإقامة الدولة الفلسطينية بقطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية، والمؤهل أكثر لهذه الوساطة لتحقيق هذا الهدف الأسمى هو الوسيط المغربي لأن بلدنا هو المؤهل أكثر لهذه الوساطة الصعبة بحكم الثقة التي يتمتع بها من الطرفين خصوصا من أكثرية اليهود ذوي الأصل المغربي في اسرائيل، مستفيدا من تجربته السابقة والناجحة في الجمع بين المصريين والاسرائليين سابقا والتي انتهت فيما بعد بتوقيع معاهدة السلام في “كامب ديفيد”.
ونتمنى أن يعم السلام الشامل المنطقة.
بقلم الحسن زهور.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News