العالم اليوم

حرائق أمريكا بين تفسير روحي وتفسير علمي

  • 🖍️إحسان كحمو – صحافية متدربة //

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف تزداد احتمالية اندلاع الحرائق في العديد من المناطق.

غير أن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت حرائق مهولة في فصل الشتاء، وقد يتباذر إلى الذهن سؤال: كيف تنشب حرائق بهذا القدر وتخترق مساحات شائعة من الغابات والمنازل في عز البرد؟

وهذا مالم تتقبله بعض العقول التي ترى أن الكوارث الطبيعية عقاب رباني وإشارة إلى تغيير سلوك ما، وحسبها فإن هذه الكوارث لا تأتي صدفة أو نتيجة عوامل بيئية.

هو القول نفسه الذي قال به بعض العرب عن حريق أمريكا وبأنه انتقام إلهي على خلفية ما جرى في غزة من حرائق وإبادة، ونقس على ذلك أنها الراعي والحامي لإسرائيل.

بل هناك من أعمل عقله بسؤال استنكاري بالقول كيف يعقل أن تنشب الحرائق في هذه الأماكن الشاسعة وتتسلل إلى منازل أغنياء لوس أنجلوس ومشاهير بوليوود إذا لم تكن إشارة إلهية؟

هذا التفسير الروحي غالبا مايكون متجذرا في المعتقدات الدينية والثقافية، وفهم تقليدي معتمد لكيفية تفاعل القوى الإلهية مع العالم…ومع ذلك فالفطنة بوجود التمييز بين هذه المعتقدات والحقائق العلمية التي تفسر الكوارث الطبيعية مهمة أيضا لخلق توازن بينهما.

علميًّا، تُعزى أسباب الحرائق التي تندلع في فصل الشتاء إلى عوامل بيئية ومناخية، فالرياح المستمر والجفاف يساهمان في انتشار الحرائق حتى في أشهر الشتاء الباردة بالإضافة إلى البرق الذي يمكن أن يكون سببا في إشعال الحرائق.

وفي المنظور الديني الفلسفي فقد يرى البعض أن مثل هذه الأحداث تحمل رسائل التضامن والتعاون في مواجهة الكوارث.

عموما، لا مناص للدول من الكوارث الطبيعية فتلك التي لم تشهدها في الصيف ستشهدها في الشتاء وتقع بشكل غير متوقع كما جرى مع زلزال الأطلس الكبير في سبتمبر 2023 الذي خلف خسائر مادية واقتصادية وثقافية وبشرية وشاعت آنذاك فكرة أنه ردٌّ من الله، في إغفال عن فكرة أن هؤلاء المتضررين هم أكثر الناس تشبتا بشعائرهم الدينية.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى