جمعية الشعلة تنظم الملتقى الجهوي الخامس للثقافات اللامادية بأكادير ..

يتزايد يوما بعد يوم الاهتمام بالتراث في سعي ملحوظ لمحاولة تجميعه و احيائه و الحفاظ عليه لأنه يجسد الوعي الجمعي للجماعات البشرية و علامات تفردها وتميزها عن بعضها البعض ، خاصة مع زحف العولمة بتنميط خطير يهدد التراث اللامادي بالاندثار و المحو، بدوره يشهد مجال أكادير الكبير تحولات عميقة مست جميع جوانب الحياة ، و قد كان موضوع التراث اللامادي من بين ما استأثر باهتمام الباحثين و المهتمين بالشأن الثقافي، بهدف تشخيصه و تعميق البحث في جوانبه المختلفة ، في أفق توظيفه و استثماره في مناحي و اتجاهات مختلفة .

ان التعامل مع التراث اللامادي يقتضي منا محاولة المزج بين الثابت و المتغير ، لا السقوط في نرجسية مميتة و لا الاستهانة به واعتباره متجاوزا و مظهرا للتخلف و الرجعية .

وللتراث اللامادي بمجال أكادير الكبير تجليات شتى، رغم طغيان الجانب الشفهي عليها ، و يشمل الظواهر الأسطورية والغنائية و الأقوال المأتورة و الحكائية و العادات و التقاليد ، لعبت كلها دورا حاسما في الحفاظ على هوية و مقومات الانسان و المجال ، كما تساهم بشكل أو بآخر في التنمية الاقتصادية و السياحية بالمنطقة ، هذا التراث اللامادي يتأثر بتطور المجتمع المحلي مما ينعكس عليه ايجابا و سلبا .

ان مجال أكادير الكبير غني بمظاهر هذا التراث اللامادي ، مما يفرض قراءة متأنية لكل تلك المظاهر و تنوعاتها، ورصد أشكال التحولات التي مست تطوره ، وكذا انعكاساتها على مختلف المستويات و الأصعدة .

في هذا الاطار، ونظرا للأهمية البالغة التي يكتسيها هذا الموضوع في تنمية المجتمع من مختلف الأصعدة ، وتعزيزا للرصيد الذي راكمته جمعية الشعلة للتربية والثقافة في مقاربة السؤال الثقافي و الاشتغال عليه، واستكمالا لمشروع توثيق التراث اللامادي بالجنوب المغربي، و الذي بدأ شوطه الأول بتنظيم الدورة الأولى للملتقى الجهوي للثقافات اللامادية بمدينة زاكورة ، حيت تم الاشتغال على تراث واحة درعة تحت مسمى “التراث اللامادي بواحة درعة … من الاحتفالية الى الاستثمار “، ليتم استكمال المشروع بتنظيم الدورة الثانية بمركز انزي اقليم تيزنيت تحت مسمى : ” جوانب من التراث اللامادي بمجال أدرار ” ثم دورة ثالثة بمدينة أولاد تايمة تحت محور : ” قبيلة هوارة ..من سؤال الذاكرة الى رهان التثمين ” واخرها دورة رابعة بمدينة طاطا تحت محور : ” التراث اللامادي بإقليم طاطا ..الغنى و التنوع و الحاجة الى التثمين “.

ينظم المكتب الجهوي بتنسيق مع الفرع المحلي للجمعية بمدينة أكادير بدعم من المديرية الجهوية لقطاع الشباب بسوس ماسة الدورة الخامسة أيام 27 و28 دجنبر 2024 تحت شعار: ” الموروث الثقافي اللامادي بأكادير الكبير.. بين الغنى والتنوع، وافاق الاستثمار” بفضاءات قاعة ابراهيم الراضي بالقصر البلدي بأكادير و قاعة العروض بالمديرية الجهوية لقطاع الشباب سوس ماسة، بمشاركة مجموعة من السيدات والسادة الباحثين المهتمين بسؤال البحث في جوانب التراث بكل ثرائه و تنوعاته و صوره المتعددة .