جمال الحسين أيقونة الهجرة والتنمية بسوس والمغرب
- إعداد خالد ألعيوض والحسن باكريم //
بمقر إقامته أو قل ضيعته التي انشأها في “تغلال” غير بعيد عن قريته بأمكون كان لنا حديث طويل وشيق مع جمال الحسين.
للوهلة الاولى قد يعتقد المرء أن جمال إسم شخصي وفي الواقع أن إسمه الحقيقي الحسين أما جمال فهو اسمه العائلي.
لايمكن أن تتجول في تالوين وتطرح السؤال عن أبناء القرى والمداشر خصوصا في إيسكوتان أو سكوتانة بعد التعريب دون أن تلتقي باحد لا يعرفه وللتو يجيبك الهجرة والتنمية أو اختصارا بالفرنسية la MD.
هاجر جمال الحسين إلى فرنسا بعد أن تلقى تعليما لابأس به بورزازات حيت وصل إلى الثانوي، ثم اشتغل في معامل رونو لسنوات.
في أواسط الثمانينات سيسطع نجمه عندماقررت الإدارة الفرنسية أن تقول للعمال المغاربة عودوا إلى بلدكم، لم يعد لكم مقام هنا، وكتشجيع سنعطيكم بعض الفرنكات لتقيموا مشاريعكم هناك.
يقول جمال الحسين تلقيت الخبر كالصاعقة إلى أين سنعود! البلد تعيش على حالتها مند زارها موغا، وقد كنت شاهدا على أحط معاملة تعرض لها أبناء بلدتي عندما اوقفهم موغا في حر الشمس شبه عراة وقلت كيف قبل أبناء بلدتي بهذه الاهانة.
كان الفقر شديدا في جبال إيسكوتان لذلك هاجر الجميع لم يبق في القرى غير الشيوخ والنساء.
لكن هل نعود مع أبنائنا الذين ولدوا وترعرعوا هنا في فرنسا لم يألفوا السكن في بيوت بدون إنارة ولا ماء.
هنا تفتقت عبقرية جمال وفكر في تنمية دواوير المهاجرين قبل عودتهم .
أسس جمعية سماها “عودة وتنمية” قبل أن تصبح “الهجرة والتنمية”.
في طريقنا إلى واحة أكينان المنتمية إداريا لطاطا واجتماعيا لتالوين، وتلك حكاية أخرى مرتبطة بالتقطيع الاداري الذي لم يراع الروابط الاجتماعية للعديد من المناطق، كان يحدثنا عن الطريق بافتخار شديد قائلا هذه الطريق أنجزها المهاجرون.
حكايات كثيرة عن جمع الاموال بفرنسا للمساهمة في طريق هي من مهام الدولة، لكن يقول جمال كناشركاء وهذا لا مشكل مادام أن الدولة اعترفت بالمهاجرين، والمجتمع المدني كفاعلبن حقيقيين في التنمية.
واصلنا المسير لنمر قرب سد تلي، وأشار من جديد هذا السد أيضا من انجازنا إضافة إلى العديد من القرى التي زودت بالكهرباء والماء الشروب والمراكز الصحية وعملية التشجير وشق الطرق ..إلخ
أما حكاية الزعفران “الذهب الاحمر” فيقول كان الزعفران يباع بثمن بخيس لايتعدى ستة دراهم للغرام الواحد نتيجة احتكار الوسطاء من هنا بادرت الهجرة والتنمية، الى تثمينه والعمل على إقامة مهرجان لتتبنى الدولة بعد ذلك هذه المنتجات المحلية مع الجهة.
الحديث مع جمال يطول وحكاياته في حقل التنمية انجزت حولها دراسات وكتب من بينها كتاب ييف برون تحت عنوان “جمال” بالفرنسية وهو بالمناسبة مترجم للعربية، للإشارة فجمال انخرط في العمل النقابي بفرنسا وكان طالبا لبيير بورديو في إطار دروس استكمال التكوين التي استفاد منها بل يحكي عن مساجلاته مع بورديو.
عندما حطت رحلتنا بواحة أكينان ، وهي من أجمل واحات المغرب عموما، أغلب قاطنيها يعرفون الحسين جمال ، ويعرفون قيمته الجمعوية والإنسانية، قدموا لجموعنا الكثير من الخدمات دون أن يطلبها منهم، ورفضوا مقابل ما قدموه لنا من شاي وخدمات أخرى، وكان أحد يكرر على مسامعنا ” الله يودي نحن من عائلة جمال ..فضائله كثيرة علينا”..
واصل جمال حديثه حول المنطقة وحكى عن قصة نخيل واحة أكينان الذي تم ترحيله إلى مدينة مراكش عبر طريق الملح او قوافل الملح بالجمال التي كانت تنقل من المنطقة إلى مراكش وغالبا أصحابها كانوا يحملون معهم الثمر، كان غداء لهم ولجمالهم مما سهم في انبات العديد من أشجار النخيل بعاصمة المرابطين.
وحكى جمال أيضا لمرافقيه عن السياسيين الذين لم يقدموا الكثير للمنطقة كما قدم المهاجرون، وثمن جهود ساجد أحد أبناء منطقة إغرم ورجل الاعمال المعروف الذي قدم الكثير للمنطقة باعتباره أحد البرلمانيين، خاصة في مجال شق الطرق.
حديث الحسين جمال كان شيقا وممتعا .. يصلح ان يكون مرجعا مكتوبا على شكل كتاب يحمل عنوان “الهجرة والتنمية”..أو “المهاجرون والتنمية” .
جمال الحسين أيقونة الهجرة والتنمية بسوس والمغرب
إعداد خالد ألعيوض والحسن باكريم .
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News