ثلاثة أسئلة لهوبير سيلان حول كتابه الجديد “المصير المشترك”
أصدر هوبير سيلان، المحامي وأستاذ القانون، والصديق الكبير للمغرب، الذي يعتبره بلده الثاني، مؤخرا، الجزء الأول من كتابه الجديد “المصير المشترك” عن دار النشر “لا كروازي دي شومان”.
ويسلط هذا العمل الجماعي، الذي أشرف عليه السيد سيلان ويضم مساهمات لثلة من الكُتاب وعلماء الاجتماع ورجال القانون وخبراء مغاربة وفرنسيين، الضوء على الطابع الاستثنائي للعلاقات بين المغرب وفرنسا التي تشهد اليوم دينامية متميزة في إطار الشراكة المتجددة، التي جرى إبرامها بين البلدين خلال زيارة الدولة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي هذا الحديث الذي خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، يُقرب هوبرت سيلان القارئ من إصداره الجديد، ويرصد من خلال بحث تاريخي دقيق بعض اللحظات البارزة في العلاقة العريقة بين المغرب وفرنسا.
1- أصدرتم الجزء الأول من كتابكم الجديد الذي اخترتم له عنوانا يحمل دلالة عميقة “المصير المشترك”. هل يمكنكم إطلاعنا على المزيد؟
يأتي قرار تأليف هذا الكتاب، بمساهمة نخبة من المؤلفين، تماشيا مع النهج الرئيسي الذي قادنا قبل نحو عشر سنوات إلى تأسيس “مؤسسة فرنسا-المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة”، التي أترأسها.
هذه المؤسسة تجمع بين فرنسيين ومغاربة حول فكرة المصير المشترك، لذلك، فإن اختيار هذا العنوان لم يكن محض صدفة. فهذا المؤلف يحمل طموحا أعمق، إذ يمثل الجزء الأول من سلسلة تحمل اسم “كتابات مشتركة” (Écrits en partage)، وهو مشروع طويل الأمد نلتزم بتحقيقه.
2- هل يمكنكم تقريب القراء أكثر من هذا الكتاب؟
يتضمن الكتاب مساهمات لمؤلفين من خلفيات متنوعة، مغاربة وفرنسيين، حيث قدم كل منهم رؤيته الخاصة حول الروابط التاريخية والثقافية والإنسانية التي تجمع بين البلدين.
هذه الروابط ليست وليدة اليوم، ولا ينبغي الاعتقاد بأنها مرتبطة فقط بفترة الحماية التي بدأت عام 1912، بل تعود إلى أزمنة أقدم بكثير. ففي مؤلفاتي السابقة، سواء تلك التي تناولت قضية الصحراء المغربية أو العلاقات بين ليوطي والسلطان مولاي يوسف، أثبت أن التبادلات بين البلدين كانت قائمة منذ عهد الملكية الفرنسية السابقة، بل وحتى قبل ذلك.
لا ينبغي أن يقتصر الحديث على الحدث المعروف المتعلق بالسلطان مولاي إسماعيل ولويس الرابع عشر، إذ أن هناك العديد من العلاقات الأخرى ذات الطبيعة المختلفة، فضلا عن المعاهدات العديدة التي أبرمت بين البلدين.
ما يميز هذا الكتاب هو طموحه لدمج وجهات نظر مختلفة من جانبي الحدود. ولهذا الغرض، قمت بتقسيمه إلى فصول، يتناول أحدها التاريخ، وآخر الدينامية الديمقراطية في المغرب بما في ذلك الإصلاحات التي جرى تنفيذها، إلى جانب فصول أخرى عن العلاقات الدولية والثقافة والتنمية.
3- ما هو تصوركم لمستقبل العلاقات المغربية الفرنسية؟
بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اتفق البلدان على إرساء شراكة أكثر قوة واستدامة، تهدف إلى مواجهة تحديات المستقبل بروح من التضامن والتفاهم المتبادل.
لطالما كانت العلاقات بين المغرب وفرنسا وثيقة، مبنية على قيم مشتركة. وهذا التقارب الثقافي والعاطفي، إلى جانب الروابط التاريخية التي تجمع البلدين، يعبر عما يمكن تسميته بـ”المصير المشترك”، وهو الفكرة الجوهرية التي تشكل روح هذا الكتاب الجديد.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News