تلويكاند ” مهرجان حيّ يطلّ من شرفة الذاكرة
” تلويكاند”
بعيداً عن شاعريّة هذا الإسم الكامنة خلف أمزغة نهاية الأسبوع كما في لندن… وكونه عنواناً لموعد فرجوي جماهيري لايثيرني أكثر مما يثيرني ارتباطه بحيّ تلبرجت..وكاننا بهذا التزاوج بين الزمن ( تلويكاند) والمكان (تلبرجت) ذاهبون الأسبوع الأخير من هذا الشهر إلى إحتفالات هذا العرس السنوي بين زمن الذاكرة وذاكرة المكان..
هو عرس صراع الإخوة الأعداء فبقدر ما يسارع الزمن سرق الذاكرة او شيئاً من تفاصيلها تقاوم الذاكرة بلاهوادة حيناً وبلا أمل حيناً آخر .. بهذا المعنى اعتبر تلويكاند مهرجان حي يطلّ عليّ من شرفة الذاكرة او ما تبقّى منها.. أو من معالم امكنة بهذا الحي الأكاديري الذي يعتبر زيارته والتجول فيه والإستمتاع بواجهات متاجرته إمتيازاً اجتماعيّا نحن القادمون إليه من مدينة إنزكان.. ذات مراهقة وشباب..
كان السفر إليها يتطلّب منّى تدبير ميزانية لمدة اسابيع وأشهر من خلال منح مقابلات كرة القدم لفريق مدينتي آنذاك..
كل هذا المجهود الإستثنائي لا يساوي شيئاً أمام تذوق حلوية ( ميل فوي) تلبرجت وهي تخشخش بين انيابك وسط ملعقة كأس الرايب…
والغريب أني ما زلت وفيّاً لهذه الذكرى-المكان وقد اشتعل الراس شيباً
وفيّاً وإلى الآن بشرب فنجان قهوة بمقهى سعيد.. نفسه الذي كان يبتاع لي أحدث الملابس وأجودها بنفس المكان..
كان الشارع نفسه مزاراً تحولت بعض واجهات اليوم إلى صور في الذاكرة..
كانت الساحة نهاية المشوار بتلك الإطلالة على كشك كبير تستجمع فيه كل الجرائد والمجلات والدوريات..
هو الآن في خبر كان
كانت سنيما صحارى خلفية كل صورنا التذكارية.
كانت مقاهيها امكنة لمواعيدنا العاطفية
هي تلبرجت.. تلك الجغرافيا التي ما زالت ممتدة في الذاكرة العاجزة على مقاومة آثار الزمن وتداعياته..
ورغم لكن لن يستطيع الزمن ان يزهو بانتصاره عليها مادامت تلويكاند عنواناً لتجديد امكنة الذاكرة فينا ضد النسيان.. خاصة جيلنا الذي ذاكرته تشيخ بسرعة فاقدة تفاصيل كثيرة تغيب عنها مفردات زمانها وأشكال مكانها اللذين كانا ملعباً ولهواً وعمراً
تلك تلويكاند.. عرس استراحة الزمن من على شرفات تلبرجت كي ينطق الذاكرة بما نطق به المكان الذي كان
يوسف غريب كاتب صحفي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News